الهجمات على سورية

تتوقع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة شنّ روسيا لهجمات انتقامية ضدهما، بعد شنهم هجمات على سورية يوم السبت الماضي، ويوضح الحلفاء الثلاثة تنفيذ موسكو لهجمات عبر الإنترنت تستهدف مواقعهم الإلكترونية الحيوية والمهمة. وتستعد روسيا لشن هجمات سيبرانية عبر الإنترنت على المواقع الإليكترونية للبنية التحتية الحيوية في بريطانيا بما في ذلك شبكات الطاقة، وخدمات الطوارئ والقوات المسلحة، حيث حذّرت شركة "جي سي كيو" المركز الوطني للأمن الإليكتروني البريطاني و"إف بي آي" مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي من حدوث ذللك، في أعقاب الغارات الجوية على السورية التي شنتها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة يوم السبت الماضي .

وكشفت السلطات في الولايات المتحدة وبريطانيا في بيان مشترك استثنائي،  أن روسيا تتحقق من الدفاعات الإلكترونية لتحديد نقاط الضعف التي "ستضع الأساس لعمليات هجومية مستقبلية"، وقد حذر المركز الوطني للأمن الإلكتروني، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة من أن هذا "يهدد سلامنا وأمننا ورفاهنا الاقتصادي". وأصدروا تحذيرا للهيئات الحكومية والشركات الكبيرة و"مزودي البنية الأساسية الحيوية"، وهم أيضا يقدمون المشورة بشأن الطرق التي يمكنهم من خلالها "تخفيف" التهديد الذي تشكله روسيا.

الطريقة الروسية للهجوم:

وفي هذا السياق، قال سيواران مارتن، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن الإلكتروني "روسيا هي العدو الأكثر قدرة على الهجوم في الفضاء السيبراني، لذا فإن التعامل مع هجماتها يمثل أولوية رئيسية للمركز القومي للأمن الإلكتروني وحلفائنا الأميركيين، وهذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في نفس الوقت توقعات بهجوم عبر الإنترنت من روسيا، وهي تعتبر نصيحة مشتركة للصناعة حول كيفية إدارة المخاطر من الهجمات"، مضيفا "إنها تمثل خطوة مهمة في كفاحنا ضد العدوان الذي ترعاه الدولة في الفضاء الإلكتروني، ومنذ أكثر من عشرين عاما، كان جهاز التتبع الإليكتروني يتتبع مجموعات الهجمات الإلكترونية الروسية الرئيسية، ولكن تحذير اليوم المشترك بين بريطانيا والولايات المتحدة يشير إلى أن التهديد لم ينته".

وأشار "ستواصل حكومة بريطانيا العمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الدوليين الآخرين والشركاء في الصناعة لفضح السلوك السيبراني غير المقبول في روسيا، لذا ستخضع موسكو للمساءلة عن أفعالها، والعديد من التقنيات المستخدمة من قبل روسيا تستغل نقاط الضعف الأساسية في أنظمة الشبكات، ويقود المركز البريطاني الطريقة العالمية لإصدار المشورة وأتمتة الدفاعات على نطاق واسع للتخلص من تلك الهجمات الأساسية، مما يسمح لنا بالتركيز على التهديدات الأكثر فعالية ".

وقال متحدث باسم المركز الوطني" إن روسيا أجرت مسحًا واسع النطاق يستهدف تحديد نقاط الضعف وأجهزة البنية التحتية للشبكات الضعيفة، ويمكن استخدام هذه التكتيكات لتحديد الأجهزة الضعيفة، والحصول على بيانات تسجيل الدخول، والتنكر كمستخدمين متميزين، وتعديل البرامج الثابتة للجهاز، ونسخ أو إعادة توجيه الحركة  للمواقع المستهدفة في جميع أنحاء البنية التحتية الروسية التي تسيطر عليها الجهات الفاعلة الإلكترونية والعديد من الأنشطة الخبيثة الأخرى".

روسيا تتبع حملة الحيل القذرة:

ويأتي ذلك بعد أن أطلقت روسيا حملة السيبرانية "الحيل القذرة" ضد بريطانيا والولايات المتحدة في أعقاب الغارات الجوية على سورية، حيث حذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون من الحاجة إلى الاستعداد لهجمات انتقامية. وأكدت مصادر في وايتهول مساء الأحد، على تحليل للبنتاغون أظهر زيادة قدرها 20 ضعفا في "المعلومات المغلوطة" التي تصدرها روسيا والتي تنتشر عبر الإنترنت منذ هجمات صواريخ كروز على سورية في الساعات الأولى من يوم السبت.

وهناك مخاوف من أن يكون ذلك مقدمة لحملة الهجمات الإلكترونية من قبل الكرملين، وقال وزير الخارجية البريطاني يجب أن تتُخذ "كل الاحتياطات الممكنة" للوقاية من ذلك. وكانت روسيا، التي تدعم النظام السوري، قد حذرت مرارا وتكرارا من الاستعدادات لضربات صواريخ كروز من أنه ستكون هناك عواقب إذا وقعت هجمات الدول الثلاث، وقال جونسون "تقدم لنا روسيا كل إشارة ممكنة و دليل على ضرورة أخذ الحذر".

وردا على سؤال حول ما إذا كان قلقا بشأن الهجمات السيبرانية على شبكة الخدمات الصحية الوطنية، والشبكة الوطنية والبنية التحتية الأخرى، قال "أعتقد أنه يتعين علينا اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة وعندما ننظر إلى ما فعلته روسيا، ليس فقط في هذا في سالسبوري ولكن الهجمات على محطات التلفزيون، وعلى العمليات الديمقراطية، وعلى البنية التحتية الوطنية الحرجة، بالطبع يجب أن نكون حذرين للغاية ".