الجزائر - كمال السليمي
شهدت بعض المدن الجزائرية، اليوم الخميس، مناوشات بين قوات الأمن ومتظاهرين رافضين للانتخابات الرئاسية، فيما أغلقت بعض مكاتب الاقتراع، واستمرت الاحتجاجات في مدن أخرى.
وأفادت تقارير صحافية بوقوع اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في مدينة البويرة التي خرب المتظاهرون فيها صناديق الاقتراع، في حين أغلقت جميع مكاتب الانتخابات في مدينة بجاية، وأكدت اعتقال قوات الأمن لمتظاهرين وسط العاصمة، حيث فرّق رجال الأمن كل التجمعات المعارضة للانتخابات في اللحظات الأولى لتشكلها، في حين عرفت مدن جيجل وقسنطينة وبرج بوعريريج احتجاجات سلمية ضد الانتخابات.
وحطّم المعارضون مركزي تصويت في ولاية بجاية شمالي البلاد، إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، تعبيرا عن رفضهم لإجراء الاقتراع الذي بدأ صباح الخميس، وحطموا صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين، كما أفادت مصادر أن عددا من مكاتب الاقتراع في ولايتي تيزي وزو والبويرة شمالي البلاد أغلقت أبوابها، بعد تسجيل مناوشات خلال عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية.
في المقابل، نقلت القنوات المحلية صور تصويت الرئيس المؤقت، عبد القادر بن صالح، والمرشح عز الدين ميهوبي، إلى جانب العديد من المواطنين المؤيدين لإجراء الانتخابات.
وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 5 مرشحين، في وقت ترى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ 22 فبراير أن هذه الانتخابات ليس سوى طريقة لتجديد النظام.
ورغم أن البلاد اعتادت على انتخابات فيها أكثر من منافس، فإن انتخابات ديسمبر تأتي في ظروف مختلفة بشكل جذري عما سبقها، بسبب الحراك الشعبي الذي ضغط على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة للتنحي، وأفضى إلى انقسام الشارع بين مؤيد ومعارض للانتخابات.
وحصل 5 مرشحين على تزكية المجلس الدستوري للمشاركة في سباق الدخول إلى القصر الرئاسي، وهم عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، وعلي بن فليس مرشح حزب طلائع الحريات، والمرشح الحر عبد المجيد تبون، وعبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني، وعز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي.
ويبلغ عدد من يحق لهم الانتخابات في الجزائر أكثر من 24 مليون ناخب، من بينهم أكثر من 914 ألف مسجل بالمراكز الدبلوماسية والقنصلية خارج البلاد.
في المقابل، دعا عدد من الناشطين في الحراك الشعبي في الجزائر إلى مقاطعة الانتخابات. فيما شهدت الجزائر العاصمة احتجاجات على الأسماء المترشحة على اعتبار أنها امتداد لنظام بوتفليقة، فيما شهدت المدينة ذاتها تظاهرات مؤيدة للانتخابات.
وفي حال نجاح هذه الانتخابات، يتسلم الرئيس الجديد مقاليد السلطة من الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، الذي تولى المنصب في مارس الماضي، بعد استقالة بوتفليقة على إثر الاحتجاجات الشعبية.
وتعد الانتخابات التي تجري الخميس ثالث موعد يتحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية بالجزائر في ظرف عام واحد، حيث ألغت السلطات موعدين سابقين أولهما في 18 أبريل التي كانت ستمنح بوتقليقة عهدة خامسة.
وبعد ذلك جرى تحديد يوم 4 يوليو موعدا لانتخابات جديدة، وذلك قبل أن يقرر المجلس الدستوري إلغاءها بسبب عدم وجود مرشحين.
قد يهمك ايضا
استمرار محاسبة حاشية الرئيس الجزائري السابق في مواجهات بين رجال أعمال
المعلم يتسلم أوراق اعتماد سفير الجزائر الجديد لدى سوريا