القدس المحتلة ـ ناصر الاسعد
جاء دور هضبة الجولان السورية المحتلة. فقد أعلن وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن "إسرائيل تبذل جهودًا كبيرة وتمارس ضغوطًا ودية على إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، للاعتراف بـ"سيادتها" على هضبة الجولان". وتوقع كاتس أن تؤتي هذه الجهود ثمارها بموافقة الولايات المتحدة على ذلك خلال شهور. بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب.
وقال كاتس، في تصريحات صحافية مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الخميس، إنه اليوم وبعد أن التقى مجموعة كبيرة من المسؤولين الأميركيين في الإدارة وفي الكونغرس، بإمكانه القول بثقة إن "إقرار واشنطن بسيطرة إسرائيل على الجولان والقائمة منذ 51 عامًا، بات يتصدر جدول الأعمال، حاليًا، في المحادثات الدبلوماسية الإسرائيلية - الأميركية". وأكد كاتس أنه يطرح الموضوع مع الأميركيين باعتباره "امتداداً طبيعيًا لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الدولي مع إيران، واعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وفتح سفارة أميركية جديدة بالمدينة المحتلة هذا الشهر".
وتابع "الوجود الإسرائيلي في الجولان، فضلًا عن كونه ضرورة أمنية لإسرائيل وحلفائها، ومحطة رقابة مهمة للغرب بشأن ما يدور في سورية من نشاط محلي ودولي، يعتبر رافعة للمصالح الغربية في المنطقة. ولا أقل أهمية من ذلك، فإن الاعتراف بشرعية هذا الوجود، وهو نوع من الاعتراف بالواقع، تمامًا كما هو الحال في موضوع القدس".
وزعم كاتس أن "هذا هو الوقت المثالي للإقدام على مثل هذه الخطوة. الرد الأشد إيلامًا الذي يمكن توجيهه للإيرانيين هو الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان - ببيان أميركي، إعلان رئاسي، منصوص عليه (في القانون)". وقال كاتس إن رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، كان قد طرح هذه المسألة في أول اجتماع له مع الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض، في شهر فبراير (شباط) 2017، ولكنه حصل على دفعة قوية حديثًا وبات قيد النقاش حاليًا على مستويات متعددة داخل الإدارة والكونغرس في الولايات المتحدة. وأضاف "أعتقد أن هناك فرصة عظيمة مواتية واحتمالًا كبيرًا لحدوث هذا"، ورداً على سؤال عما إذا كان مثل هذا القرار قد يتخذ هذا العام قال: "نعم، في بضعة أشهر قد تزيد أو تنقص قليلا".
وتعتبر مرتفعات الجولان، هضبة استراتيجية سورية، محتلة منذ حرب يونيو (حزيران) سنة 1967. تبلغ مساحتها نحو 1200 كيلومتر مربع، تعطي الاحتلال القدرة على استكشاف مناطق واسعة من سورية والأردن ولبنان. وقد تمكن الجيش السوري من تحريرها بالكامل في الأيام الأولى لحرب 1973، لكنه عاد وانسحب منها في أيام الحرب الأخيرة. وخلال اتفاق فصل القوات، سنة 1974، انسحبت إسرائيل من جزء منه وبقيت في الجزء القائم تحت سيطرتها اليوم.
وفي سنة 1981 سنت إسرائيل قانونًا في الكنيست يقضي بضمها إلى السيادة الإسرائيلية، لكن هذا القانون لم يلق أي اعتراف في العالم. وعلى أثر الحرب في سورية، وتصارع مختلف دول المنطقة على اقتطاع حصة من الأراضي السورية، تحاول إسرائيل أيضًا اقتطاع حصة لها. وهي تطمع في الجولان بالذات، وجبل الشيخ الذي يشمخ في منطقته الشمالية ويكشف الأراضي السورية المفتوحة حتى دمشق.