دمشق - نور خوام
هزّت انفجارات مناطق في القطاع الشمالي من الريف الحموي، ناجمة عن قصف من قبل قوات النظام على مناطق في بلدة كفرزيتا، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفًا بأكثر من 38 قذيفة مناطق في بلدة اللطامنة ومحيطها، والأراضي الزراعية القريبة منها، ما تسبب بإصابة مواطنين اثنين على الأقل بجراح، وبذلك يرتفع إلى 556 عدد القذائف التي استهدفت القطاع الشمالي من ريف حماة خلال الأيام الـ 13 الأخيرة، حيث طالت عمليات القصف الصاروخي والمدفعي قرى وبلدات الريف الحموي الشمالي مثل اللطامنة وكفرزيتا وحصرايا والزكاة والجنابرة “البانة” ومعركبة ومناطق أخرى من هذا الريف.
عملية دهس
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام مجهول بدهس أحد الأعضاء السابقين في مجلس العلاقات العامة بـ “ولاية الخير” التابعة لتنظيم “داعش”، حيث جرت عملية الدهس بواسطة سيارة في بلدة ذيبان، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ومن ثم لاذ الرجل بالفرار، في حين علم المرصد أن عملية اعتقالات جرت في قرية الزر التي داهمتها "قوات سورية الديمقراطية"، ونفذت في حملة تمشيط استمرت يومين متتالية، بعد عملية استهداف جرت فجر الثلاثاء، في القرية، وأكدت مصادر أهلية أنه جرى اعتقال ما لا يقل عن 30 شخصًا، ومصادر أسلحة كانت بحوزتهم داخل القرية، الواقعة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور.
وكانت مصادر أهلية أبلغت المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، أن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، أطلقوا النار على المحطة المياه في منطقة الزر، مستهدفين عناصر من قوات سورية الديمقراطية، ما تسبب بوقوع خسائر بشرية، حيث قضى عنصر على الأقل من قوات سورية الديمقراطية ومواطن آخر نازح، وأصيب اثنان آخران بجراح متفاوتة الخطورة، ليعقب الحادثة التي جرت فجر يوم الأربعاء الـ 18 من تموز / يوليو الجاري من العام 2018، تنفيذ حملة مداهمات من قبل قوات سورية الديمقراطية بحثًا عن مطلقي النار.
وصول الحافلات المتوقفة والمحتجزة
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول دفعة من الحافلات من ضمن الدفعة الأخيرة المتوقفة والمحتجزة في مناطق سيطرة المعارضة، قرب منطقة معبر العيس – الحاضر، في الريف الجنوبي لحلب، وعلم المرصد أن القسم الآخر من الحافلات لا يزال متواجدًا في مناطق سيطرة الفصائل، فيما لم يعلم إلى الآن مصير هذه الحافلات فيما إذا سيجري السماح لها بالانتقال لمناطق سيطرة النظام أم سيجري إبقاءؤها لحين تنفيذ سلطات النظام لشروط هيئة تحرير الشام بالإفراج عن معتقلين بدلًا عمن سووا أوضاعهم لدى النظام وبقوا ضمن مناطق سيطرتها.
وكان المرصد نشر قبل ساعات أن "هيئة تحرير الشام" تواصل احتجاز المئات من سكان الفوعة وكفريا، في ريف حلب الجنوبي، عند معبر العيس، مطالبة قوات النظام ببديل عن مئات المعتقلين الذين أفرج عنهم، ممن رفضوا الدخول إلى مناطق سيطرة الفصائل وآثروا البقاء في مناطق سيطرة النظام و”تسوية أوضاعهم”، وأكدت المصادر أن 23 حافلة تحمل على متنها نحو 900 شخص لا تزال متوقفة في مناطق سيطرة تحرير الشام عند معبر العيس، في ترقب لاستجابة النظام للشرط، أو التوصل لحل بديل من خلال مشاورات تجري في المنطقة.
وعلى صعيد متصل علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العشرات من مقاتلي الفصائل المحاصرة لبلدتي الفوعة وكفريا، دخلوا إلى البلدتين، وبدأوا عملية تمشيط للألغام في البلدتين، بالإضافة لتعرض منازل وممتلكات مواطنين لتعفيش ونهب من قبل عناصر من الفصائل الداخلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا اللتين كانا يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية في الريف الشمالي الشرقي لإدلب، حيث وثق المرصد 3 مقاتلين من فصائل إسلامية قضوا بانفجار ألغام بهم في البلدتين، بينما يجري الترقب لاستئناف عملية خروج مسلحي ومدنيي الفوعة وكفريا نحو مناطق سيطرة النظام في حلب ودخول من تبقى من المعتقلين أو بديلهم إلى مناطق سيطرة الفصائل في إدلب.
حالة احتقان في مدينة إدلب
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان رصدوا خلال الساعات الفائتة، حالة احتقان في مدينة إدلب، رافقت تجمع عشرات العائلات في مدينة إدلب، مطالبين بأبنائهم الذين اعتقلتهم قوات النظام منذ سنوات، واتهموا هيئة تحرير الشام بـ “مخادعتهم والقبول بأسماء لأشخاص اعتقلوا خلال الأيام والأسابيع الفائتة”، ورصد نشطاء المرصد السوري مشادات كلامية واتهامات جرت بين ذوي معتقلين وسكان من مدينة إدلب، مع عناصر وقادة من هيئة تحرير الشام، وما صعّد الاحتقان والاستياء من عملية الإفراج عن المعتقلين هذه، لمئات المعتقلين الذي كان نحو نصفهم معتقلين حديثًا خلال وقت المفاوضات السرية بين أطراف اتفاق الفوعة – كفريا، هو قيام هيئة تحرير الشام باعتقال نحو 20 معتقلًا مفرجًا عنهم ضمن الدفعات التي وصلت إلى إدلب، حيث رصدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال 20 شابًا على الأقل من محافظة درعا، من قبل هيئة تحرير الشام.
وجرى الاعتقال بعد شرح الشبان المفرج عنهم لوضعهم، حيث قالوا لأهالي تجمهروا حولهم، إنهم من محافظة درعا، وأنهم اعتُقلوا قبل نحو 15 يومًا خلال تسوية أوضاعهم في محافظة إدلب، حيث جرى ضمهم لقائمة المعتقلين ونقلهم مع المفرج عنهم إلى إدلب، ضمن الاتفاق الروسي – التركي، وفور انتهائهم من شهادتهم هذه، عمدت هيئة تحرير الشام لاستقدام دورية واعتقال الشبان الدرعاويين ونقلهم إلى جهة مجهولة، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن مئات المعتقلين وصلوا ضمن الاتفاق الروسي – التركي إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الجنوبي، بالتزامن مع عملية إدخال آلاف الأشخاص من مسلحين ومقاتلين من بلدتي الفوعة وكفريا إلى مناطق سيطرة قوات النظام، مع اقتراب عملية التبادل من الانتهاء بشكل كامل.
وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن أكثر من 700 من المعتقلين الذين أفرج عنهم من سجون ومعتقلات قوات النظام، كانوا اعتقلوا خلال الأيام والأسابيع الفائتة، خلال المفاوضات السرية التي كانت تجري بين أطراف الاتفاق، حيث عمدت قوات النظام لاعتقالهم خلال هذه الفترة، وسط اتهامات للنظام بـ “إضافة أسمائهم في ملف التفاوض للتحايل على الاتفاق الروسي – التركي”، كما أن هذا الإجراء أثار استياء الأهالي في ذوي المعتقلين، والذي طالبوا بتوضيحات من الجهات المفاوضة عن المعارضة، فيما إذا كانت قدمت قوائم إسمية كاملة تضم 1500 شخصًا ممن يتواجدون في المعتقلات الأمنية السورية، أم أنه جرى تسليم قوائم محددة تحوي مئات الأسماء ومن ضمنهم مقاتلين وعناصر في صفوف فصائل عالمة على الأراضي السورية، أم جرى فرض القوائم الاسمية من قبل النظام بشكل كامل ومن ضمنها معتقلين من عناصر الفصائل كطعم لمخادعة الرأي العام وأطراف التفاوض، إذ أكدت المصادر أن أعداد كبيرة من الذين جرى الإفراج عنهم بعد اعتقالهم خلال الأسابيع الفائتة، عمدوا للبقاء ضمن مناطق سيطرة قوات النظام مع ادعاءات بـ “تسوية أوضاعهم”
عملية التهجير الجديدة
وفي نفس السياق، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التحضيرات تتواصل للبدء بتنفيذ عملية التهجير الجديدة من الجنوب السوري، نحو شمال سورية، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الحافلات التي وصلت خلال الساعات الفائتة، توجهت نحو ريف القنيطرة الأوسط، في انتظار بدء تنفيذ عملية الصعود من قبل رافضي الاتفاق حول القنيطرة ودرعا، ونقلهم من مدنيين ومقاتلين وعوائلهم نحو الشمال السوري، بناء على الاتفاق مع ممثلي مناطق محافظة القنيطرة ومحافظة درعا، حيث من المرتقب أن تجري عملية التحضر خلال الساعات المقبلة للانطلاق نحو شمال سورية.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أن قوات النظام توسعت في آخر ما تبقى من ريف درعا وفي مناطق بريف القنيطرة، بشكل عسكري، وتزامن هذا التقدم مع وصول عدد من الحافلات إلى ريف القنيطرة، لبدء تطبيق الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في المحافظة برعاية روسية، والذي يقضي بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، وخروج الرافضين للاتفاق نحو الشمال السوري، ومن المرجح أن تبدأ خلال الساعات المقبلة عمليات التهجير لمزيد من المدنيين والمقاتلين نحو الشمال السوري، للمئات من رافضي هذا الاتفاق، ليكون بذلك انتهى ملف الجنوب السوري باستثناء المناطق التي تتواجد فيها هيئة تحرير الشام، بعد شهر كامل من العمليات العسكرية ضد الفصائل المعارضة المقاتلة والإسلامية العاملة في ريفي درعا والقنيطرة.
ولفت المرصد السوري إلى أنه جرى التوصل لاتفاق برعاية روسية بشأن مصير محافظة القنيطرة يشمل جميع مناطق المحافظة، باستثناء المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن جرى التوصل لاتفاق يقضي بخروج جميع الرافضين للاتفاق من مقاتلين وعوائلهم ومدنيين آخرين إلى الشمال السوري، بالإضافة لتسليم السلاح الثقيل والمتوسط عبر مراحل، ودخول الشرطة العسكرية الروسية إلى بلدات وقرى القنيطرة، وتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية وعودة النازحين والمهجرين إلى بلداتهم وقراهم، فيما أكدت المصادر للمرصد السوري أنه بدأت عملية تسجيل الأسماء لرافضي الاتفاق والراغبين بالخروج نحو الشمال السوري.