الرئيس الأميركي دونالد ترامب

نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهديده بشن ضربات جوية على النظام السوري لمزاعم استخدامه أسلحة كيميائية على مدينة دوما، كما أشاد، بالهجمات الجوية الأميركية والبريطانية والفرنسية المنسقة، مؤكدًا "إنجاز المهمة"، إذ بدأ العمل العسكري في الساعات الأولى من صباح السبت، قائلًا إن العمل العسكري الذي قامت به الطائرات الأميركية والبريطانية والفرنسية "تم تنفيذه بشكل كامل".

رد الفعل البريطاني والروسي

وفي مؤتمر صحافي في داوننغ ستريت، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي "ليس هناك قرار أكثر خطورة بالنسبة لرئيس للوزراء من إلزام قواتنا بالقتال، وهذه هي المرة الأولى التي أضطر فيها إلى القيام بذلك"، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الضربات لها تأثير مدمر على نظام العلاقات الدولية بأكمله، ودعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وتم استهداف ثلاثة مواقع سورية يزعم مشاركتها في استخدام الأسلحة الكيميائية في الهجوم على دوما، ومنشأة علمية واحدة بالقرب من دمشق ومنشئي تخزين بالقرب من حمص، وقال مسؤولو البنتاغون إن 105 صواريخ أطلقت في الضربات على الأهداف الثلاثة.

تصريحات ترامب وماي

وفي كلمة ألقاها في بيان متلفز في وقت متأخر من مساء الجمعة، قال ترامب إن الضربات كانت ردًا على الهجوم الكيميائي "الشرير والدنيء" الذي نفذه النظام السوري يوم السبت الماضي، مضيفًا "أن الغرض من عملنا هذه الليلة هو إرساء رادع قوي ضد إنتاج الأسلحة الكيميائية ونشرها واستخدامها، إن تأسيس هذا الرادع هو مصلحة أمنية وطنية حيوية للولايات المتحدة"، مشيرًا "إلى إيران وروسيا أسألكم .. ما هو نوع النظام الذي تريدون أن يرتبط بالقتل الجماعي للرجال والنساء والأطفال الأبرياء؟.. يمكن الحكم على دول العالم من خلال الأصدقاء الذين يحتفظون بها، ولا يمكن لأي دولة أن تنجح على المدى الطويل من خلال تشجيع الدول المارقة، والطغاة الوحشيين، والديكتاتوريين القتلة".

وأوضحت ماي، أن المملكة المتحدة واثقة من أن الضربات قد نجحت في تحطيم مخزون الأسد من الأسلحة الكيماوية وردعه عن الاستخدام المستقبلي، مضيفة أن الضربات لم تكن تتعلق "بالتدخل في حرب أهلية" أو "تغيير النظام" ولكن لضمان عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، ولفتت إلى أن "الأمر يتعلق بضربة محدودة وموجهة لا تزيد من تصعيد التوتر في المنطقة، وهي تفعل كل ما هو ممكن لمنع وقوع إصابات بين المدنيين، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء يتعلق تحديدًا بردع النظام السوري، فإنه سيرسل أيضًا إشارة واضحة إلى أي شخص آخر يعتقد أنه بإمكانه استخدام الأسلحة الكيميائية مع الإفلات من العقاب".

معارضة حزب العمل البريطاني للضربات

وفي هذا السياق، وصف جيريمي كوربين، زعيم حزب العمل، الضربات بأنها "مشكوك فيها قانونًا"، وقال إن ماي كان يجب أن تسعى للحصول على موافقة برلمانية على الهجوم ولكنها "لم تتأخر في اتباع دونالد ترامب"، بينما أكد إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي "أن حقائق ومسؤولية النظام السوري عن هجوم يوم السبت ليس موضع شك، وقد تم تجاوز الخط الأحمر الذي وضعته فرنسا في مايو/ أيار 2017 ".

وأدان أناتولي أنتونوف، سفير روسيا لدى الولايات المتحدة، الهجوم وقال إنه ستكون هناك عواقب، وأضاف "أن أسوأ المخاوف قد تحققت، لقد تم تجاهل تحذيراتنا، ويجري تنفيذ سيناريو مصمم مسبقًا، ومرة أخرى، نحن مهددون، لقد حذرنا من أن مثل هذه الأعمال لن تترك دون عواقب، كل المسؤولية عنها تقع على عاتق واشنطن ولندن وباريس، كما أن  إهانة رئيس روسيا أمر غير مقبول".

سورية تنتقد الغارات

وانتقدت وسائل إعلام حكومية سورية الغارات الغربية، ووصفتها بأنها غير قانونية، وقالت وكالة الأنباء السورية سانا "العدوان انتهاك صارخ للقانون الدولي وانتهاك لإرادة المجتمع الدولي ومآل الفشل"، حيث تم إطلاق الصواريخ في نحو الساعة التاسعة مساء بتوقيت واشنطن، بينما كان ترامب يتقدم أمام الكاميرات في البيت الأبيض لتقديم خطاب للأمة، وتم استهداف بعض الصواريخ بواسطة أنظمة صواريخ أرض جو يسيطر عليها النظام السوري، بحسب البنتاغون.

 

وذكر مسؤول في البنتاغون، إن المواقع التي تم اختيارها كانت تشارك في "البحث والتطوير والنشر" للأسلحة الكيماوية، وأحد الأهداف كان منشأة علمية في منطقة دمشق الكبرى التي شاركت في البحث عن الأسلحة الكيميائية واختبارها، وكان هناك هدفان بالقرب من مدينة حمص، وكلاهما مرافق لتخزين الأسلحة الكيميائية، وتم استخدام أحدهما كمركز قيادة، وتم اختيار المواقع لتقليل عدد الضحايا المدنيين وتجنب الاشتباك مع القوات الروسية المتمركزة على الأرض في سورية.

 

من جانبه، أبرز جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي، أن أكثر من ضعف عدد الصواريخ استخدمت في الهجوم الجوي الأميركي ضد سورية في أبريل/ نيسان 2017، عندما تم إطلاق 59 صاروخًا، كما أكد أن الضربات قد انتهت خلال جلسة إحاطة بالبنتاغون في نحو الساعة العاشرة، وهذا يعني أنها لم تدم أكثر من 70 دقيقة.

لم توجه تحذيرات لروسيا بالضربات

وصرح مسؤول في البنتاغون، بأن روسيا لم يتم تحذيرها قبل شن الضربات الجوية ولم يكن هناك تنسيقًا واضحًا بشأن الهجوم، مضيفًا أنه تم استخدام "خط تصدع" بين الولايات المتحدة وروسيا لتجنب الاصطدام في المجال الجوي السوري، لكنه شدد على أنه يستخدم في معظم الأيام.

 

وكشفت وزارة الدفاع البريطانية أن بريطانيا استخدمت أربعة من سلاح الجو الملكي تورنادو "GR4s" لإطلاق صواريخ "ستورم شادو" في أحد المرافق القريبة من حمص، وقال غافن ويليامسون، وزير الدفاع البريطاني ، إن الضربات كانت "ناجحة للغاية" وأن جميع أطقم سلاح الجو الملكي عادت بأمان، موضحًا أن الضربات لعبت "دورًا مهمًا فيما يتعلق بتقويض النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل".