السويداء - سورية 24
يبدو أن انتظار أهالي السويداء جنوب سورية للأطفال والنساء اللواتي اختطفهن مقاتلو تنظيم "داعش" في 25 تموز/ يوليو الماضي، قد يطول أكثر، لاسيما أن عملية الإفراج عن 10 أشخاص ضمن الدفعة الثانية تأجلت لأسباب مجهولة لم تعلن عنها دمشق وحليفتها موسكو التي نسقت مع التنظيم عملية الإفراج عن الدفعة الأولى في غضون الأسبوع الماضي.
وكان من المقرر أن تستقبل السويداء صباح الثلاثاء، الدفعة الثانية من أطفالها ونسائها المختطفين لدى التنظيم، بعدما أفرج التنظيم عن ستة مختطفين منهم مقابل إفراج نظام الأسد وقوات سورية الديمقراطية عن عدد من "الداعشيات" المعتقلات في سجونهم، بالإضافة لدفع فدية كبيرة.
ضباط إيرانيون يؤخرون الدفعة الثانية
وأكد رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى موقع "العربية.نت" أن "لا جديد حتى الساعة بشأن الإفراج عن الدفعة الثانية من مختطفات السويداء".
وقالت مصادر محلية إلى موقع "العربية.نت"، أن الحكومة السورية بالإضافة لمطالبته بالإفراج عن مختطفي السويداء، يُطالب التنظيم بالإفراج عن ضباطٍ إيرانيين اعتقلهم في وقتٍ سابق، الأمر الذي تسبب بتأجيل إطلاق سراح الدفعة الثانية دون تفاصيل أخرى.
وفيما يعيش الأهالي وذوو المختطفين حالة من الانتظار والترقب، فإن الحكومة ومعها موسكو يسعيان معًا إلى تجنيد شبان السويداء وإلحاقهم بجيش النظام، الأمر الذي رفضه سكان المدينة ذو الغالبية "الدرزية" طوال فترة الحرب.
وتحاول الحكومة السورية فرض شروطها على أهالي السويداء مستغلةً قضية مختطفيها، فقد كشفت مصادر حقوقية ومنظمات مدنية من داخل المدينة أن النظام قد قام بتلقين المختطفين الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً بما يود قوله عبر وسائل إعلامه على لسانهم.
وتسعى الحكومة من خلال هذا الأمر إلى تحسين صورته لدى الرأي العام في المدينة، لاسيما أن بعض ذوي المختطفين يشيرون إلى "تورطه في خطف أبنائهم" على يد مقاتلي التنظيم كعقوبةٍ لهم نتيجة رفض شبانهم الالتحاق بجيش الأسد بعدما سمح لمقاتلي التنظيم بالقدوم من ريف دمشق إلى ريف السويداء وفق اتفاق مبرم معه، الأمر الذي يشكل خطراً على سكانها اليوم لوجود التنظيم في أماكن قريبة منها.
شروط جديدة
وبالتزامن مع انتظار الأهالي لاستقبال المختطفين الستة المفرج عنهم الأسبوع الماضي، لم تترك الحكومة لذويهم فرصة اللقاء بهم إلى حين انتهت وسائل إعلامه من تصويرهم في مبنى المحافظة، ليرسل من خلالهم رسالته كمنتصر على الإرهاب ومنقذ لهم عبر شاشة تلفزيونه الرسمي.
وقال حقوقي يعمل على توثيق أسماء ضحايا التنظيم والمختطفين لديه من أهالي المدينة إلى "العربية.نت"، "لم نتمكن من نشر هذه المعلومات السابقة نتيجة سوء خدمة الإنترنيت في المدينة، الذي منعنا من التواصل مع الصحافيين في اليومين الماضيين".
وأضاف الحقوقي الذي يخشى ذكر اسمه لأسبابٍ أمنية أنه "كان من المفترض وفق الاتفاق مع الجانب الروسي أن يتم تسليم المختطفين لدار الطائفة ولحركة رجال الكرامة، لكن ما حصل أن النظام قام بتسليمهم لذويهم في مبنى المحافظة ولم يتقيد بالاتفاق".
وأشار إلى أن "الحكومة السورية بهذه الطريقة تآمر على الجميع بعدما استدعى أهالي المختطفين إلى مبنى المحافظة وسلّمهم هناك لذويهم"، مؤكدًا أن "النظام كان سيخسر الموقف الشعبي إن لم يفعل هذا الأمر".
ويُذكر أن المختطفين الستة الذين تم إطلاق سراحهم مؤخرًا في صفقة أدارتها روسيا هم أربعة أطفال وامرأتان، والأطفال الأربعة هم من عائلة الجباعي، بينما السيدتان هما عبير مشعل شلغين، ورسمية أديب أبو عمّار، وواحدة منها كان النظام قد أعدم التنظيم ولدها قبل شهرين تقريبًا.
وهؤلاء المختطفون المفرج عنهم كانوا بين 34 طفلًا وامرأة اختطفهم التنظيم بالتزامن مع قتل نحو 200 مدني في هجماته على ريف السويداء في يوليو/تموز الماضي بعد انسحاب جيش النظام من بعض المناطق هناك وسحب السلاح من أهلها.
وكان التنظيم المتطرف، أعدم اثنين منهم، بينما تمكَّنت امرأتان من الفرار من عناصره في وقت سابق، ليبقى الرقم النهائي للمختطفين 24 طفلاً وامرأة ما يزال ذووهم ينتظرون إطلاق سراحهم إلى الآن.