الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
علق العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز جميع أنشطته منذ الأربعاء الماضي، بناء على طلب فريقه الطبي، مبرزًا أنه خضع قبل شهرين إلى فحص طبي سريع في قصره في مدينة جدة، حيث أشارت المعلومات الأولية إلى أن نتيجة الفحص وجدت أن الملك يعاني من الإجهاد وضيق في التنفس.
و كشف موقع "تاكتيكال ريبورت" الاستخباراتي أن الأطباء نصحوا الملك السعودي بأخذ قسط من الراحة لمدة أسبوعين على الأقل، وهو الأمر الذي استجاب له، حيث قام بتأجيل جميع ارتباطاته الواردة في أجندته، ومن المنتظر أن يحل في المغرب لقضاء فترة من الراحة، حيث كان متعودًا على زيارة مدينة طنجة بانتظام كل صيف، إلا أنه لم يزر المغرب أخيرًا، مفضلًا أخذ عطلة قصيرة في مدينة نيوم في السعودية ، وتلقى الملك سلمان بن عبد العزيز دعوة رسمية من الملك محمد السادس لزيارة المغرب، من خلال وزير السياحة محمد ساجد، الذي بلغ العاهل السعودي بالدعوة.
وتمر العلاقات بين المملكتين المغربية والسعودية من أسوأ مراحلها عبر التاريخ، بعد مرحلة فتور غير مسبوقة أثرت على العلاقات بين البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية، ، ولم تعبر الرباط عن أي موقف تجاه أزمة السعودية مع كندا، بخلاف باقي الدول العربية التي اصطفت إلى جانب السعودية، بعد طرد السفير الكندي من الرياض واتهام كندا بالتدخل في شؤون المملكة العربية السعودية. ، ولم تصدر الخارجية المغربية أي بيان يخص أزمة السعودية مع كندا بالإضافة إلى قطر، وهو ما يعكس التوتر في العلاقات بين المملكتين.
وتضررت العلاقات بين البلدين بعد توقيع المغرب على 11 اتفاقية مع قطر في مختلف المجالات، بما فيها الاقتصاد والسياحة والتجارة والطاقة والثقافة وغيرها، وهو ما لم يرق للسعودية التي لم تعبر عن ذلك بشكل علني، لكنها ردت على طريقتها، عندما منحت صوتها لصالح الملف المشترك للولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، لتنظيم كأس العالم في كرة القدم لعام 2026، على حساب الملف المغربي ، ولم تكتف السعودية بالتصويت ضد المغرب في الثالث عشر من يونيو / حزيران الماضي في موسكو، بل حشدت الدعم لصالح الملف الأميركي، بإقناع اتحادات كروية أخرى بالتصويت ضد الملف المغربي الذي خسر رهان تنظيم المونديال.
و أصدر مستشار ولي العهد ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، تركي آل الشيخ وقبل يوم التصويت على البلد المنظم للمونديال، رسائل عدة أظهر من خلالها موقف بلاده من ملف المغرب لتنظيم مونديال 2026، وأقحم السياسة في الرياضة، عندما قال بأن من يطلب الدعم يجب عليه أن يتوجه إلى الرياض، وأن المغرب أخطأ البوصلة بتوجهه إلى "الدويلة"، في إشارة إلى قطر، كما قال "إن السعودية ستنظر إلى مصالحها عوض الالتفات إلى اعتبارات أخرى".
و سارعت الجزائر إلى إعلان تضامنها التام مع السعودية، وهو ما فسره محللون على أنه تحرك يُراد منه إعادة رسم الخريطة في المنطقة والتأسيس لمرحلة جديدة واستغلال التوتر الحاصل مع المغرب، الذي تقرب أكثر من الدوحة، مما أغضب دول أخرى في المنطقة، على رأسها الإمارات العربية المتحدة والسعودية ، وتأكدت فرضية وجود توتر في العلاقة بين المغرب والسعودية، عندما قرر العاهل السعودي عدم السفر إلى مدينة طنجة لقضاء عطلته، كما جرت العادة، مفضلًا التوجه إلى مدينة نيوم السعودية.