برلين - جورج كرم
قرّرت الحكومة الألمانية تشكيل "لجنة تدابير خاصة" لدراسة سُبل ترحيل التونسي سامي.أ، حارس بن لادن الشخصي، إلى بلاده، وذلك بعد الضجّة المحلية والعالمية التي أثارها خبر عجز السلطات عن ترحيله.
وأعلنت وزارة الداخلية الاتحادية الخميس تشكيل هذه اللجنة، وذَكَرت أنها ستركز في المقام الأول على الحصول على ضمانات من الحكومة التونسية بعدم تعرض سامي أ.، 42 عاما، للتعذيب والإهانة في بلاده.
وتم تشكيل "لجنة التدابير الخاصة" من قبل وزارة الداخلية الاتحادية في عام 2005 وتخضع لرقابة البرلمان الألماني (البوندستاغ). وتتخذ اللجنة من المركز المشترك لمكافحة الإرهاب في العاصمة برلين مقرا لها، وتضم خبراء من دائرة الهجرة واللجوء ومن دائرة حماية الدستور "مديرية الأمن العامة" والمخابرات الألمانية (بي إن دي).
وتتخصص اللجنة في قضايا المتهمين بالإرهاب والمتشددين "الخطرين" من غير حملة الجنسية الألمانية، كما تنظر اللجنة في قضايا سحب اللجوء من الخطرين ومرتكبي الجنايات من اللاجئين وفي اتخاذ تدابير التسفير القسري بحقهم.
وقال متحدث باسم وزارة لداخلية إن لجنة التدابير الخاصة ستعمل بشكل مشترك مع وزارة الخارجية الألمانية وحكومة ولاية الراين الشمالي لبحث سبل تسليم المتهم التونسي إلى سلطة بلاده، ويعيش سامي أ. مع زوجته وأطفاله الأربعة في مدينة بوخوم في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، ويتلقى مساعدات اجتماعية تزيد على 1100 يورو شهريا، حسب تأكيد وزارة الداخلية في الولاية المذكورة.
كانت محكمة ولاية الراين الشمالي الإدارية العليا في مونستر أصدرت قرارا أخيرا بشأن سامي أ. في أبريل/ نيسان 2017 تحدثت فيه عن تعذر تسليم المتهم إلى بلاده بسبب وجود احتمالات قوية "على تعرضه للإهانة والتعذيب في بلاده"، كما فشلت محاولات تسفيره أكثر من مرة في السنوات العشر الأخيرة لأسباب مماثلة ورغم الشكوك بشأن علاقته بالتنظيمات المتطرفة.
وسبق لمحكمة دسلدورف، في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، أن أغلقت ملف التحقيق في قضية سامي أ. بسبب عدم كفاية الأدلة، واتهمت النيابة العامة التونسي المتطرف بالعلاقة بتنظيم القاعدة سنة 2006. وبتجنيد عضوين من خلية دسلدورف المتطرفة التي خططت لعمليات تفجير بالقنابل في مدينة دسلدورف سنة 2012.
وفي محكمة دسلدورف المذكورة قال شاهد الإثبات الرئيسي آنذاك بأن سامي أ. تلقى التدريبات العسكرية في معسكرات تنظيم القاعدة في أفغانستان طوال 45 يوما في سنة 2000. وأنه أصبح بعدها الحارس الشخصي لزعيم القاعدة بن لادن، وأضاف الشاهد أن سامي أ. التقى في ذلك المعسكر بالإرهابي رمزي بن الشيبة، وهو أحد منفذي عمليات 11 سبتمبر/ أيلول الإرهابية في نيويورك وواشنطن.
وصنفت دائرة الدستور الاتحادية سامي أ. منذ عام 2012 في قائمة المتشددين الخطرين الذين تعتقد الدائرة بأنهم مستعدون لتنفيذ العمليات الإرهابية في ألمانيا، كما فرضت عليه عدم مغادرة مدينة بوخوم، وتسجيل حضوره أمام شرطة المدينة يوميا.
ووصل التونسي إلى ألمانيا شاباً عمره 21 عاما على أساس منحة دراسية. ودرس تقنية النسيج، ومن ثم تقنية المعلومات، في عدة جامعات في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، منها كريفيلد وكولون، قبل أن يستقر في بوخوم سنة 2005. واضطرت جامعة بوخوم إلى إلغاء قيده بسبب فشله في إنهاء دراسته رغم مرور أكثر من 8 أعوام على البدء فيها.