دمشق - نور خوام
تشهد البادية السورية في القسم الواقع في ريف دمشق عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، اشتباكات متواصلة بوتيرة عنيفة، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وعناصر حزب الله اللبناني من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، وتتركز الاشتباكات في منطقة تلول الصفا، التي تحاول قوات النظام التوغل نحو عمقها، لتضييق الخناق على تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يفرض سيطرته على المنطقة، ولإجباره على الرضوخ والاستسلام لقوات النظام، التي تعمد لتكثيف عمليات قصفها بين الحين والآخر، وتنفيذ هجمات مباغتة تتمكن فيها من التقدم في مساحات والسيطرة على مواقع جديدة، وتتزامن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، مع استهدافات متبادلة على محاور القتال .
وتسبب القصف والاشتباك في سقوط مزيد من الخسائر البشرية ,حيث ارتفع عدد القتلى إلى 238 على الأقل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الماضي , وارتفع أيضًا عدد القتلى إلى 117 على الأقل من صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من حزب الله اللبناني أحدهم قيادي لبناني , بالإضافة إلى ضباط برتب مختلفة من قوات النظام أعلاهم برتبة لواء، في حين كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء هجوم التنظيم والعملية العسكرية التي تلتها إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” وقتله في اليوم الأول من هجومه في الـ 25 من يوليو / تموز ، مقتل 142 مدنيًا بينهم 38 طفلًا ومواطنة، بالإضافة إلى مقتل 116 شخصًا غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح ضد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن
الهدوء يسود مناطق تطبيق الهدنة الروسية التركية
وعاد الهدوء ليسود مناطق تطبيق الهدنة الروسية – التركية، ضمن محافظات إدلب وحماة واللاذقية وحلب، ورصد المرصد السوري هدوءًا حذرًا باستثناء عملية استهداف مدفعي طال مناطق في قرية الخوين في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف إدلب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد تجدد القصف من قبل قوات النظام، مستهدفًا مناطق سريان هدنة الروس والأتراك، حيث طال القصف مناطق في محيط بلدة اللطامنة الواقعة في القطاع الشمالي من الريف الحموي، بالتزامن مع عمليات قصف متتالية طالت منطقة الفرجة في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، ضمن تجدد عمليات الاستهداف المدفعي والجوي بالتزامن مع استمرار غياب الطائرات الحربية والمروحية منذ الساعة الـ 1 من ظهر يوم الإثنين الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري , ولم ترد معلومات عن سقوط خسائر بشرية، وياتي هذا القصف بعد ساعات من جولة قصف من قبل قوات النظام، طالت مناطق في قرية تل باجر الواقعة في الإقطاع الجنوبي من ريف إدلب، واستهدفت بأكثر من 40 قذيفة، واستهدفت مناطق في محاور الخضر وكبانة والسرمانية في جبال اللاذقية الشمالية الشرقية ومناطق واصلة بينها وبين سهل الغاب في شمال غرب حماة، و استهدفت قوات النظام مناطق في قريتي الزرزور وأم الخلاخيل، في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف إدلب، بالتزامن مع استهداف مناطق في قرية لحايا وبلدة اللطامنة، في ريف حماة الشمالي، من دون أنباء عن إصابات .
ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه لا يزال الهدوء الحذر يسود معظم مناطق الهدنة الروسية – التركية في إدلب واللاذقية وحماة وحلب، وذلك منذ ما بعد منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء، وحتى اللحظة، تخلله سقوط قذائف قبيل ظهر الثلاثاء، أطلقتها قوات النظام على أماكن في بلدة اللطامنة ومحيطها الواقعة في الريف الشمالي لحماة، دون معلومات عن تسببها في خسائر بشرية، وقصف طال مناطق في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وسط توقف الضربات الجوية على الريفين الحموي والإدلبي منذ نحو 24 ساعة متواصلة، بعد أن كانت الطائرات الحربية بدأت ضرباتها يوم الثلاثاء ، الـ 4 من شهر أيلول / سبتمبر الجاري، حيث وثق المرصد السوري ارتفاع أعداد الشهداء إلى 26 على الأقل من الشهداء المدنيين، هم 15 شهيدًا مدنيًا بينهم 5 أطفال ومواطنتان استشهدوا في قصف للطائرات الحربية والمروحية وقوات النظام على كل من الهبيط ومحيطها وقلعة المضيق والتوينة والسرج والهلبة ومحيط عابدين في ريفي إدلب وحماة، و11 شهيدًا بينهم مواطنة و3 من أطفالها وجدتهم بالإضافة لطفلتان شقيقتان ومواطنة اخرى استشهدوا جميعهم في مجزرة تبناها فصيل يدعى أنصار التوحيد بقصفه مدينة محردة التي يقطنهما مواطنون غالبيتهم من الديانة المسيحية شمال حماة .
قصف عنيف يستهدف ريفي إدلب الجنوني و
وارتفع عدد الغارات والبراميل المتفجرة التي نفذتها الطائرات الحربية الأحد والإثنين والثلاثاء إلى 320 غارة، حيث نفذت الطائرات الحربية 130 غارة على الأقل استهدفت ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي، كما ألقت مروحيات النظام 190 برميلًا على الأقل طال الأرياف ذاتها، وسط قصف بنحو 1100 قذيفة صاروخية ومدفعية ضمن أعنف قصف جوي وبري منذ أسابيع على المناطق الحالية لسريان الهدنة التركية – الروسية، فيما تسبب القصف المكثف بنزوح نحو 10 آلاف شخص، ضمن محافظة إدلب، قاصدين مناطق في ريف إدلب الشمالي وفي ريف حلب الشمالي الغربي، بعيدًا عن خطوط التماس، مع قوات النظام، بعد أن شهدت هدنة الروس والأتراك في أيامها الأخيرة، خروقات هي الأعنف والأكثر والتي خلفت خسائر بشرية ومادية، فيما عادت أعداد كبيرة من العوائل إلى قراها بعد تراجع وتيرة القصف.
هزت مزيد من الانفجارات مناطق في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، نتيجة المزيد من عمليات القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية على مناطق في الجيب الخاضع إلى سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في الجيب الأخير للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في محاولة من "قسد" والتحالف الدولي تحقيق المزيد من التقدم في المنطقة، بعد تمكنها من السيطرة على مساحات من القسمين الشمالي والغربي من بلدة هجين الواقعة في أطراف هذا الجيب، فيما تعمل "قسد" على قطع خطوط الإمداد بين البلدات الأربع التي يتكون منها هذا الجيب وهي هجين والشعفة والسوسة والباغوز، والمناطق الواصلة بينهما، وتسببت عمليات القصف البري والاشتباكات المتواصلة المترافقة مع ضربات جوية للتحالف الدولي بين الحين والآخر، بسقوط مزيد من الخسائر البشرية
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه وثق مقتل10 مقاتلين من قسد، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد قيام قوات سورية الديمقراطية بإشغال التنظيم على محاور بين الباغوز والسوسة وبين هجين وأبو الحسن، متمكنة من رصد الطرق الواصلة بين هذه المناطق ناريًا، كما عمد التنظيم بغية التشويش على الطائرات المحلقة في سماء منطقة سيطرته، إلى إشعال إطارات للسيارات وحفر مملوءة بالنفط، كما أن الاشتباكات هذه وعمليات القصف البري والجوي، تسببت في سقوط مزيد من القتلى في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينما أبلغت مصادر متقاطعة المرصد السوري أن بلدة هجين الكبيرة باتت شبه خالية من سكانها، بعد نزوح سكانها عنها إلى مناطق بعيدة عن القصف على الرغم من أن العملية العسكرية تشمل مناطق سيطرة التنظيم كافة ضمن الجيب، بعد أن جرى فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين الراغبين بترك مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” والتوجه إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، بالإضافة إلى عوائل عناصر التنظيم وقادته الراغبين في الفرار من المنطقة، بعد أن كان المرصد السوري نشر الأحد الـ 9 من سبتمبر / أيلول الجاري، أن قوات سورية الديمقراطية تمكنت من اعتقال 29 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم، في بادية دير الزور .
وأكدت المصادر الموثوقة أن عمليات الاعتقال التي جرت قبل نحو 24 ساعة من الآن، جرت خلال محاولة العناصر مع عوائلهم الفرار من دير الزور باتجاه الحدود السورية – العراقية، ومن ثم التوجه نحو تركيا، كما أضافت المصادر أن من بين الأسرى والمعتقلين عنصر تركي الجنسية و3 آخرين من جنسيات مختلفة غير سورية، كانوا برفقة زوجاتهم اللواتي يحملن الجنسية الروسية، مع مقاتلين آخرين من جنسيات سورية وإقليمية،و عثر بحوزتهم على مبالغ مالية ضخمة، و كانت برفقتهم أسيرة أيزيدية، جرى الإفراج عنها وتحريرها من قبل قوات سورية الديمقراطية .
خروج عشرات العوائل السورية وغير السورية عبر معبر الشعفة
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأيام الفائتة، خروج عشرات العوائل السورية وغير السورية، من ضمنهم عائلة أيزيدية عبر معبر الشعفة، كانت متواجدة في هذا الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، وتمكنت العائلة من الوصول إلى مناطق تواجد قوات سورية الديمقراطية، فيما كانت خرجت نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، إذ تجري عمليات نقل العوائل غير السورية إلى مخيمات تابعة إلى قوات سورية الديمقراطية وتحت رقابتها، في حين يسمح للعوائل السورية بالمغادرة إلى قرى ريف دير الزور الشرقي.
وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري الأحد أنه شوهد رتلان من التحالف الدولي مؤلفين من 10 سيارات من نوع همر ومدعمين بالمدرعات، إلى مناطق سيطرة التنظيم، بالتزامن مع مرور 10 سيارات رباعية الدفع نحو مناطق سيطرة التنظيم، محملة بعناصر من قوات سورية الديمقراطية، كما توجهت مروحيتان عسكريتان تابعتان إلى التحالف من حقل العمر نحو مناطق سيطرة التنظيم في الجيب الأخير، دون معلومات عن أسباب توجه كل هذه الدفعات إلى الجيب، تبعها بدء عمليات قصف مدفعي وصاروخي مكثفة على المنطقة، التي في حال استكمالها وسيطرة قسد والتحالف الدولي على الجيب، لن يتبقى للتنظيم سوى جبهات مباشرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في غرب الفرات والبادية السورية، كذلك لا تزال سجون تنظيم “الدولة الإسلامية” في الجيب الأخير له عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات تحوي مئات السجناء متوزعة في هجين والشعفة، حيث يتواجد اثنين من السجون في الشعفة يحويان أكثر من 1350 سجين ومن ضمنهم عناصر من التنظيم غالبيتهم من جنسيات أجنبية وتهم مختلفة كالتهم الأمنية، وفي بلدة هجين يتواجد نحو 800 سجين بتهم مختلفة , كما كان المرصد السوري نشر سابقًا ما أبلغته به مصادر موثوقة، عن أن قوات التحالف الدولي تواصل عملية بحثها الاستخباراتي عن نفق كبير في منطقة هجين، حيث أكدت المصادر للمرصد السوري أن القوات الفرنسية على وجه الخصوص حصلت على معلومات غير متكاملة عن وجود نفق للتنظيم في منطقة هجين، بطول نحو 8 كلم، ويمكن للآليات والسيارات المرور فيه، حيث تحاول القوات الفرنسية الحصول على معلومات كاملة عن النفق ومكانه، لمباشرة التحالف الدولي بالعملية العسكرية .
وحصل المرصد السوري على معلومات من مصادر موثوقة، تفيد بوجود أكثر من 65 من قيادات الصف الأول في تنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة هجين في ريف دير الزور الشرقي، غالبيتهم من الجنسية العراقية بالإضافة إلى جنسيات أجنبية.