صنعاء - خالد عبدالواحد
يعقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اجتماعًا مع مستشاريه في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة الأوضاع على الساحة اليمنية بالإضافة إلى بحث فرص السلام، تزامنا مع وصول المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفث.
ويبدأ غريفيث، أولى جولاته من العاصمة السعودية ،الرياض اليوم بلقاء الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وكبار مسؤولي الحكومة الشرعية، ورحب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، بغريفيث وببيانه الذي أصدره من عمّان في مستهل عمله.
وقال غريفيث، إن الصراع في اليمن أفضى إلى واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في التاريخ الحديث"، مشيرًا إلى أنّ "مؤسسات الدولة تآكلت بشدة وما برحت البلاد مستمرة في التمزق بوتيرة مثيرة للقلق"، مؤكدًا أنه لا يمكن العثور على حلّ عسكري في اليمن"، وقال غريفيث في بيانه بعد مزاولته مهامه كمبعوث جديد للمنظمة الدولية خلفا للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ "يُشرفني اليوم أن أتبوأ منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وهو منصب انظرُ إليه بجديّة بالغة، سأركّز على التقدّم الذي تم إحرازه خلال جولات المفاوضات السابقة من أجل خدمة مصالح الشعب اليمني".
ووافق مجلس الأمن الدولي، على تعيين البريطاني مارتن غريفيث مبعوثاً أممياً خاصاً إلى اليمن، ليكون بذلك ثالث وسيط أممي يتم تكليفه خلال سبع سنوات، مبعوثاً أممياً لليمن، خلفا للمبعوثين السابقين، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ احمد ، والمغربي جمال بن عمر، وقاد ولد الشيخ 3 جولات من المفاوضات المتعثرة، بين جماعة الحوثيين والحكومة الشرعية في الكويت وجنيف، وقال ولد الشيخ الذي انتهت فترة عمله كمبعوث أممي إلى اليمن ، أن خطة السلام قيد التنفيذ مضيفا أن تعنت الحوثيين سبب استمرار الحرب.
ويدير المبعوث الأمني الجديد إلى اليمن مؤسسة "المعهد الأوروبي للسلام"، ومقرها في بروكسل، يتمتع "بخبرة طويلة في التفاوض والتوسط والشؤون الإنسانية"، ويصل وفد ديبلوماسي رفيع المستوى إلى العاصمة اليمنية صنعاء لأول مرة منذ ثلاثة أعوام، للقاء مسؤولي جماعة الحوثيين، ووصلت سفيرة الاتحاد الأوروبي وعدداً من السفراء والدبلوماسيين الأجانب إلى العاصمة اليمنية صنعاء، شمال البلاد، امس الاثنين لمقابلة قيادة جماعة المتمردين الحوثيين، وقال مصدر في مطار صنعاء ل" العرب اليوم" إن انطونا كالفو بويرتا وصلت إلى العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين، وستستغرق زيارتها ثلاثة أيام، وستقابل خلالها قيادة جماعة الحوثيين في محاولة للاستماع لوجهة نظرهم حول إحياء عملية السلام المتعثرة.
وقال مصدر حكومي في عدن، العاصمة المؤقتة (جنوبي البلاد)، إن مبعوث خارجية مملكة السويد هانس بيتر، وصل إلى المدينة، وكشف القيادي الحوثي حسين العزي والذي يشغل موقع نائب وزير الخارجية في حكومة الانقلابين في صنعاء (غير معترف بها)، أنّ الوفد الدبلوماسي يضم أنطونا كالفو بويرتا سفيرة الاتحاد الأوروبي وكرستيان تيستوت سفير فرنسا، ويرماماريا سفيرة هولندا، وهانس بيتر مبعوث خارجية مملكة السويد، وريكاردو فيلا رئيس القسم السياسي في البعثة الأوربية.
وأعلنت سفيرة الاتحاد الأوروبي انتونيا كالفو بيورتا ، إن زيارتها إلى العاصمة صنعاء مع عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين، تأتي في سياق جهود إحياء مساعي السلام في اليمن، وذكر بيان صحفي لمكتب السفيرة، إن بيورتا تزور صنعاء ضمن جهود الاتحاد الأوروبي في التواصل مع جميع الأطراف اليمنية لحثهم على الانخراط في حوار شامل وذو مصداقية، وأنّ الاتحاد الأوروبي يبذل مساعي للتوصل لتسوية سياسية للأزمة اليمنية
وقالت بيورتا «إنه لمن دواعي سروري أن أزور صنعاء للمرة الثانية ضمن جهودنا في التواصل مع جميع الأطراف اليمنية لحثهم على الانخراط في محادثات لإيجاد تسوية سياسية دائمة، كما سنقوم بإيصال عدد من الرسائل ذات الطابع الإنساني كما سبق لنا القيام بذلك مع أطراف الصراع الأخرى، وكذلك إثارة بعض قضايا حقوق الإنسان»، ووفق بيورتا فإن الشعب اليمني يعاني بشكل كبير من هذه الحرب المأساوية والتي تسببت بواحدة من أسواء الكوارث الإنسانية، وتابعت «يجب أن تتوقف الحرب إذا أردنا لهذه الأزمة الإنسانية الغير مسبوقة أن تنتهي، ويدعم الاتحاد الأوروبي الجهود الأممية للتوصل لتسوية سياسية دائمة للازمة اليمنية ويدعوا جميع الأطراف للانخراط وبنوايا حسنة مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث».
وأفاد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، بأن زيارة الدبلوماسيين الأوروبيين إلى العاصمة صنعاء تمت بالتنسيق مع الحكومة اليمنية ومنحوا تأشيرات الدخول من قبل الحكومة الشرعية، وقال إن هدف الزيارة الأوروبية الضغط على الحوثيين للقبول بمتطلبات عملية السلام, والتعاون مع المبعوث الدولي الجديد وعدم إعاقة الأعمال الإنسانية وجهود الإغاثة، ويعد هذا هو أكبر وفد دبلوماسي أجنبي يزور صنعاء منذ مغادرة البعثات الدبلوماسية للمدينة مطلع العام 2015.
وتأتي هذه التحركات الأممية بعد ركود كبير في ملف المفاوضات عقب اتهام الحوثيين لولد الشيخ بالانحياز للحكومة الشرعية، وقال الناشط الساسي اليمني يحيى غلاب أن المستجدات المتسارعة خلال الساعات الماضية تؤكد انتهاء الحرب وأضاف في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر" وصول بعثة الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة صنعا وعدد من السفراء تزامنا مع توجه ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ومع اجتماع في الرياض للرئيس هادي ومستشاريه يؤكد على إجراء بناء الثقة وإطلاق الأسرى والمعتقلين وإيقاف اطلاق الصواريخ نحو المملكة العربية السعودية .
وأشار "صالح" إلى أنّ التحالف قاسم مشترك بين الحوثيين وصالح متسائلا "هل شارفت الحرب على الانتهاء؟، وقال الكاتب اليمني محمد جميح أن الحوثيين أنهم سيستغلون زيارة السفراء الأوروبيين إلى صنعاء للترويج الإعلامي، وليس لالتقاط الفرصة للبحث عن مخرج للازمة اليمنية ، وأضاف أ"ن زيارة السفراء الأوربيين إلى صنعاء للبحث عن حل، وليس للتشريع للانقلاب، وتابع مخاطبا الحوثيين "هناك مرجعيات للحل متفق عليها دولياً، لا تضيعوا الفرصة كما ضاعت غيرها، وتشهد اليمن منذ 3 أعوام، حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية لهادي المسنودة بقوات التحالف العربي، من جهة، ومسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم، من جهة أخرى، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و3 ملايين نازح في الداخل، حسب تقديرات للأمم المتحدة، إضافة إلى تسببها بتفشي ظاهرة الفقر وانتشار للمجاعة في عدد من المناطق اليمنية.