لندن - سورية 24
يقام مزاد «سوذبيز» لفنون المستشرقين، في موسمه التاسع، خلال أسبوع الفن الإسلامي في 31 من مشهر مارس (آذار) الحالي، ويجمع لوحات تمثل المناظر الطبيعية والناس والعادات في شمال أفريقيا، ومصر، والجزيرة العربية، والشام، وبلاد فارس، والعالم العثماني خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
ويتألف المزاد من 57 قطعة، ويوفر نافذة فريدة من نوعها في عالم قد تغير إلى الأبد، حيث يجسد بالتفصيل الفني كل جانب من جوانب الحياة في المنطقة.
تعود الأعمال المعروضة في المزاد لبلدان عدة، منها مصر، وتركيا، وشمال أفريقيا. من مصر هناك لوحة للفنان رافائيل فون أمبروس (نمساوي، 1845 - 1895)، بعنوان «في انتظار الصلاة في مسجد السلطان قلاوون» زيتية على قماش، 1887.
يظهر هذا المشهد الهادئ، الذي تم التقاطه بتفاصيل دقيقة في التصوير، أحد الحراس النوبيين الذين ينتظرون ساعة الصلاة خارج مسجد في القاهرة. يجلس الحارس على صندوق خطاط عثماني مرصع بالصدف، ويمسك ببندقية «فلينتلوك» في يده، ويعكس الثوب الأخضر القزحي اللون للحارس، حامل البخور الأخضر المائل للزرقة أسفل المبخرة النحاسية الكبيرة.
ومن أعمال الفنان الفرنسي جان ليون جيروم (فرنسي، 1824 - 1904)، لوحة بعنوان «أرناود جالس»، زيتية على قماش، 1857. وقد شكل موضوع الأرناود - المرتزقة الذين استخدمهم الجيش العثماني - أهمية خاصة لجيروم، وظهر في أعماله الفنية منذ أواخر خمسينات القرن التاسع عشر فصاعداً. عُرضت اللوحة للمرة الأخيرة في مزاد علني قبل 50 عاماً.
وتصور لوحة الفنان النمساوي تشارلز فيلدا (نمساوي، 1854 - 1907)، لعبة شطرنج وهو عنوان اللوحة، ومثل الكثير من الفنانين المستشرقين، سافر فيلدا إلى مصر في أوائل ثمانينات القرن التاسع عشر وأنشأ مرسماً في القاهرة، حيث أصبح لديه اهتمام كبير بتصوير الحياة المصرية اليومية.
وتظهر مشاهد الحياة في شوارع وبيوت تركيا من خلال لوحة للفنانة هنرييت براون، وهي واحدة من المستشرقات القليلات الناشطات في القرن التاسع عشر؛ وهو ما يمنح اللوحة أهمية زائدة. اللوحة بعنوان «زيارة: الحريم من الداخل» ورسمتها الفنانة من داخل الحريم في أحد القصور. وبفضل الصورة التي رسمتها امرأة، توفر اللوحة فهماً أكبر لما يجري داخل الحريم، حيث رافقت هنرييت براون، واسمها الحقيقي صوفي دي بوتييلر، زوجها الدبلوماسي إلى القسطنطينية لمدة أسبوعين في عام 1860.
من أعمال الإيطالي فاوستو زونارو (إيطالي، 1854 - 1929)، نرى عملاً بعنوان «على جسر غالاتا - القسطنطينية» تصور مشهد عبر جسر غالاتا الممتد على القرن الذهبي، مع قبة ومآذن المسجد الجديد وراءه، ويتمتع بخصائص لقطة فوتوغرافية لحياة الشوارع الصاخبة في القسطنطينية. انتقل الفنان إلى المدينة في عام 1891، وعيّنه السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، رساماً في بلاطه. وبفضل رعاية السلطان، تمكن زونارو من استكشاف كل ركن من أركان المدينة دون عائق، بما في ذلك المهرجانات الدينية التي كانت ستمنعه لولا ذلك.
وصور الفنان الفرنسي تيودور غيدان مشهد القرن الذهبي أيضاً، وتبرز اللوحة الأفق المهيب للمدينة القديمة، بما في ذلك المسجد الجديد ومسجد السليمانية.
وتتميز لوحة للفنان الفرنسي جورج بريتانييه «ساعة الصلاة - طنجة»، التي رسمها أثناء زيارته لشمال في نهاية عام 1884، حيث بقي حتى الصيف التالي. وقد تأثر بشكل كبير بما وجده، حتى أنه ارتدى الثياب المحلية من أجل الاختلاط بسهولة أكبر مع السكان. وفي هذا العمل، يظهر الإمام مرتدياً ثوباً أخضر زمردياً ليؤم مجموعة من الرجال في الصلاة بمسجد القصبة في طنجة.
ومن أعمال جاك ماجوريل يضم المزاد لوحة بعنوان «موسم في مولى دورين - الصويرة (المغرب)» التي تصور موكباً أمام القصبة.
تميزت أعمال ماجوريل بالحداثة والثراء والألوان وأحدثت ثورة في اللوحات الاستشراقية التقليدية. تم تصميم هذا العمل في عام 1940، وهو أحد الأعمال السبعة التي قام بها ماجوريل والتي تصور الموسم (مهرجان) في ميناء مولى دورين. ويبدو أن لوحة موكب أمام القصبة يود في أنميتر في جبال الأطلس الكبير.
قد يهمــك أيضــا:
مصر تحتفل بمرور 116 عامًا على إنشاء متحف الفن الإسلامي بمجموعة من الورش