القاهرة -سورية 24
في تقليد جديد يفتح آفاقًا مختلفة لأنشطة المتاحف المصرية التي تهدف إلى جذب قطاعات متنوعة من الجمهور، بدأ متحف "الفن الإسلامي" تنظيم حفلات فنية تحت عنوان "ليالي السبت"، بالتعاون مع وزارة الثقافة، تتضمن فنوناً تراثية وموسيقى شرقية في سهرات صيفية مفتوحة بحديقة المتحف جذبت جمهوراً متنوعاً.
وشجع الإقبال الجماهيري غير المسبوق إدارة المتحف على تحويل السهرات الفنية إلى نشاط صيفي دائم يساهم في تعريف الجماهير بمقتنياته، والترويج للفنون التراثية والفولكلورية المتنوعة.
وتُمثل السهرات الفنية اتجاهاً جديداً، يسعى المتحف من خلاله إلى تحقيق العديد من الأهداف، بينها الترويج السياحي، وجذب قطاعات جديدة من الجمهور لتعريفهم بمقتنياته المتنوعة، والترويج للفنون التراثية.
تقام الحفلات مرتين شهرياً في ليالي السبت بحديقة المتحف بوسط القاهرة، وتتضمن فنوناً وفقرات فنية متنوعة تقدمها فرق تابعة لوزارة الثقافة، بينها فرقة الموسيقى العربية التابعة لقصر ثقافة الغوري، وفرقة "النيل للآلات الشعبية"، وعروض "التنورة"، وتعتزم وزارة الثقافة ضم فرق فنية جديدة إلى الحفلات التي تستمر حتى نهاية الصيف، إذ قررت إدارة المتحف الاستمرار في تنظيم السهرات في السنوات المقبلة، لتتحول إلى تقليد جديد يثري قطاع المتاحف.
وشهدت الحفلات إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، وامتدت صفوف الجماهير أمام بوابة المتحف في مشهد غير مألوف بالنسبة لرواد المتاحف، وجذبت السهرات قطاعات متنوعة من المصريين، بينهم سكان منطقة باب الخلق التي يقع فيها المتحف.
ويُنظم المتحف قُبيل الحفلات جولات للزوار للتعريف بمقتنياته والقطع الأثرية، يُشرف عليها متخصصون في الفن والعمارة الإسلامية والتاريخ، حيث يتولون شرح تاريخ القطع المعروضة وقصصها التاريخية.
ويقول الدكتور ممدوح عثمان مدير متحف الفن الإسلامي، إن "الهدف من الحفلات الفنية جذب المزيد من الجمهور لزيارة المتحف، والترويج لمقتنياته المتنوعة، بجانب السعي إلى نشر الفنون التراثية والفولكلورية، وتنشيط السياحة الثقافية بشكل عام، وأيضاً تقديم أنشطة جديدة للجمهور تساعده على الاستمتاع وقضاء سهرات جيدة من خلال الفقرات الفنية التي تكون في أجواء أثرية وتراثية تضفي مزيداً من البهجة على الرواد".
بعض المواطنين قد لا يثير اهتمامهم المتاحف والقطع الأثرية، لكنهم بالطبع ينجذبون للحفلات الفنية، خصوصاً الأجيال الجديدة الذين يسعون إلى الاستمتاع بأوقاتهم، لذلك فكرنا في تنظيم السهرات الفنية لجذب هذه الفئات، فعندما يأتي الشخص لحضور حفلة فنية ويرى مقتنيات المتحف خلال الجولة التي تسبق الحفل، ستثير المقتنيات اهتمامه لأنها قد تكون زيارته الأولى لأي متحف، حسب عثمان.
آخر حفلات المتحف الفنية شارك فيها العديد من الفرق، بينها فرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة الغوري، وفرقة "النيل للآلات الشعبية"، وقدمت الفرق المشاركة فقرات فنية متنوعة من الأغاني التراثية والموسيقى الشرقية وفقرات عزف العود وعروض "التنورة"، وتسعى إدارة المتحف إلى التجديد في الفقرات الفنية خلال الحفلات التالية، لتتضمن فنوناً تراثية وفولكلورية متنوعة، بينها الفن النوبي، حيث يشارك الفنان النوبي المعروف حسن عبد المجيد في حفل الشهر المقبل.
وفاق الإقبال الجماهيري الكبير على الحفلات توقعات إدارة المتحف، وكانت مشاهد صفوف الرواد الذين ينتظرون دورهم للدخول مشجعاً جداً، وتسبب في زيادة حماس العاملين بالمتحف لاستمرار الحفلات لتصبح تقليداً يتم تنظيمه خلال الصيف كل عام، حسب الدكتورة ولاء النبراوي مسؤول إدارة التسويق والإعلام بمتحف "الفن الإسلامي".
وأضافت: "الإقبال شمل فئات متنوعة من الشباب وكبار السن والنساء والأطفال الذي حضروا بصحبة أسرهم، وساهمت الأجواء التراثية الخاصة التي يتمتع بها المتحف في إضفاء طابع خاص على السهرات، خصوصًا أنها تقام بالحديقة، كما ساهمت الجولات التي يتم تنظيمها لرؤية بعض مقتنيات المتحف في إثارة حماسة وفضول العديد من الرواد، خصوصاً الذين يزورون المكان للمرة الأولى، وتنوعت أسئلة الجمهور خلال الجولات ما بين أسئلة خاصة بقطع أثارت اهتمامهم، وأخرى عن الفرق الفنية المشاركة، إذ إن الكثيرين لم يحضروا حفلات لفنون تراثية من قبل".
قد يهمك أيضًا:
علماء جامعة "كوينز" يكشفون أن "الفايكنغ" أنقذوا الحضارة المحلية في أيرلندا من الانيهار
علماء آثار يتوصلون إلى حقيقة "الهيكل العظمي" الغامض قرب قلعة "براغ"