دمشق - سورية 24
نشأ محبًا للأدب متذوقا للشعر ومغرمًا بالمطالعة لأمهات الكتب ليتوصل الباحث و المؤرخ محمد حمزة كيلاني إلى أن سورية لها السبق في تاريخ الحضارة.واستعرض كيلاني رحلته مع المعرفة حيث دفعته الظروف المعيشية لدراسة الاقتصاد بهدف نيل المؤهل الجامعي لكنه عاد إلى نفسه ليأخذ التاريخ اهتماماته كلها مسخرا حياته في المطالعة والبحث والتدقيق وراء المعلومة التاريخية
ويجع المؤرخ والباحث صفات مشتركة برأي كيلاني بأن يكون كل منهما محبا للدرس وجلدا صبورا لا تعيقه صعوبة البحث أو ندرة المصادر إضافة إلى عدم تسرعه في إصدار أحكامه وأن يكون أمينا مخلصا إضافة إلى أن تتوفر لديه ملكة النقد وأن يحرر نفسه من الميل والإعجاب لعصر أو لناحية تاريخية بعينها.
ويهتم عالم التاريخ وكاتبه حسب كيلاني بدراسة الجانب التاريخي للأحداث أما الباحث فهو المحقق المنقب في قضايا الفكر والمعرفة شأنه شأن من يهتم بدراسة أي مجال علمي معين مبينا إنه يميل إلى التقصي والبحث ومتابعة ما توفره المعطيات الآثارية الجديدة والدراسات المتخصصة.
ويتوقف كيلاني عند ما تركه مؤرخون كأبي الفداء والطبري وابن الأثير الذين نقلوا ما وصلهم في زمانهم من ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية لكنهم في الغالب برأيه نقلوا عن بعضهم دون تمحيص أو تثبت لذلك نجد هناك ثغرات ومآخذ على ما كتبوا وتحتاج غالبا إلى المراجعة.
وبين الكيلاني أنه يقدر أعمال مؤرخين وباحثين عظام كهيرودوت المؤرخ اليوناني وابن خلدون الذي ابتكر وصاغ فلسفة التاريخ والبريطاني أرنولد توينبي صاحب موسوعة التاريخ ومن سورية المؤرخ الدكتور سهيل زكار وموسوعته الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية والدكتور أحمد داوود وكتابه عن السامية واللاسامية وغيرهم الكثير.
ورأى أن دراسة علم الآثار تساعدنا كثيرا في معرفة تاريخنا بصورة أفضل ولا سيما أن التاريخ العربي قبل الإسلام لم يوثق وإنما نقل شفاهة ورواية عبر بعض السير أو حفظته القصائد لافتا إلى أن ما وصلنا من تلك الفترة بمجمله يحتاج إلى إعادة النظر لما تضمنه من تضارب واختلاف في الروايات ولغياب التوثيق الصريح وغير المنحاز.
وتمتلك سورية من إرث حضاري يضاهي باقي الأمم كما يؤكد كيلاني فنحن في السنة 6670 من التقويم السوري الذي يسبق كل التقويمات الأخرى من اليولياني والفرعوني مبينا أن أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر وسواها من أوابدنا التاريخية السورية وما تركته تلك الحضارات من كنوز آثارية شواهد قائمة ماثلة أمام البشرية جمعاء تنبئء عن عمق وأصالة وعظمة موروثنا الحضاري السوري.
وحول كتابه “شعراء منسيون من حماة” بين كيلاني أنه بحث تناول ثلة من الشعراء أنجبتهم حماة أو احتضنتهم وأسبغت عليهم من شاعريتها وسحر طبيعتها منهم من تجاوز عصره ومنهم من فاضت أصالته ووطنيته فقرع أجراس النهضة والاصلاح مظهرا غيرته لكنهم عانوا من قيود التقاليد والأعراف المتوارثة حينها.
يشار إلى أن محمد حمزة كيلاني من مواليد مدينة حماة عام 1947 ومقيم في اللاذقية ويحمل إجازة في الاقتصاد ولديه كتابان قيد الطباعة إضافة لكتابه الصادر بعنوان “شعراء منسيون من حماة” ولديه محاولات شعرية وحائز على شهادات تكريم.
قد يهمك ايضا:
تعرف على فوائد وأهمية القراءة بالنسبة للأطفال والسن المناسب لممارستها