الشاعر السوري بديع صقور

يقدم الشاعر السوري بديع صقور في إصداره الأحدث "زهرة الريح..وتبقى الجبال" نمطا شعريا يجمع الومضة والقص والسرد الشعريين بأسلوب دلالي يقوم على الحداثة التي يوحدها الرمز والإيحاء.

تناولت النصوص أغلب المناحي الإنسانية والاجتماعية في إحساس يصل بالمبتغى الأهم إلى الشهيد والوطن وما دار على جراحه في زمن تآمرت عليه قوى الشر فيقول بقصيدة “نحيب”:

ينتحب المطر .. يا خجلي عندما تيبس غابة روحي

أين سيتنزه الشهداء حين يخرجون من قبورهم

لحظة يطلع القمر”.

كما يتضمن الكتاب حواريات شعورية تصل إلى نصوص تؤرخ للألم الذي سببه الإرهاب وما طال الوطن من أحزان من أجل أن يبقى وتبقى الكرامة وفق إحساس رفيع وفنية عالية كقوله في نص بعنوان "لقاء صحفي"

“أم تسأل الصحفي.. أين نزلاء سجن التوبة .. الصحفي .. خالة من فضلك عبري عن فرحتك بخروج المخطوفين .. أين هم .. خالتي ما هو شعورك الآن في هذه اللحظات بالذات بعد الإفراج عن المخطوفين .. أي مخطوفين لم أر أحداً منهم حتى الآن”.

وتتضمن المجموعة نصوصا تحمل في معانيها كفاح ونضال الشعب السوري الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل وطنه كما جاء في نصوص “ما بين حربين” و”نفير الحرب” و”إلى أبعد من الخابور”.

ويحتوي الكتاب على نصوص تذهب إلى فلسفة الإنسان وما تعنيه الطبيعة في حياته كما هو في نصوص “على شرفة ثلج” و”صدى” و”قلمون” و”تحت قباب السماء”.

والكتاب أيضاً يحمل في صفحاته تداعيات نفسية سطرها الكاتب عبر غربته أو سفره في بعض الأحيان كما جاء في نصي “هنا وهناك” و”الفاصل طريق معبد”.

واحتوت المجموعة نصوصا تحمل رؤى فكرية عبر عنها الشاعر خلال خبرته في الحياة كما جاء في نصوص “برزخ الأسماء” و”قبل أن يقتل عشيقاته” و”غرنيكا بيكاسو”.

وفي الكتاب ذكريات الشهداء الذين كانوا أصدقاء الشاعر قبل استشهادهم على يد الإرهاب وألمه عليهم كما جاء في نص “تغريبة الأضاحي”.

المجموعة التي تقع في 674 صفحة من القطع الكبير من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب أما مؤلفها فهو عضو المكتب التنفيذي باتحاد الكتاب العرب ورئيس تحرير مجلة الآداب العالمية له مؤءلفات عديدة منها في القصة “مرفأ طائر الظهيرة” وفي الشعر “الدفتر البري لأعشاب البحر” وغيرها الكثير.

وقد يهمك أيضا:

رسام كاريكاتير سوري ينال جائزة إيطالية في مسابقة سبيريتو دي فينو