الشارقة - سورية 24
افتتح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، بدعم من مؤسسة "الشارقة للإعلام"، الجمعة، المستشفى الدائم الذي أسسته منظمة "أطباء بلا حدود" بالتعاون مع مؤسسة "القلب الكبير" في مخيم كوتوبالونغ بمنطقة كوكس بازار-بنغلاديش، لتقديم الرعاية الصحية والعلاج للاجئي الروهينغا في المخيم.
وتعدّ أزمة لاجئي الروهينغا واحدة من أسرع الأزمات نموا في العالم، إذ يعاني نحو مليون لاجئ فقدان مقومات الحياة الأساسية، ويعيشون وسط بيئة غير صحية، تواجه بشكل متسارع ارتفاعا في معدل نمو الأوبئة والأمراض المعدية والسارية.
وبلغت تكلفة إنشاء مبنى المستشفى 3 ملايين درهم مقدمة كاملة من مؤسسة الشارقة للإعلام، جمعتها خلال حملات تبرعات أطلقتها لدعم مشاريع الرعاية الصحية. ويقدم المستشفى خدماته الطبية للاجئين داخل المخيم البالغ عدد سكانه نحو 140 ألف نسمة يشكل الأطفال دون سنة الخامسة منهم ما نسبته 19.4٪، ويعمل المستشفى بطاقة استيعابية تصل إلى 100 سرير، ومن المتوقع أن يخدم في عامه الأول 7200 مستفيد.
ويوفر المستشفى الرعاية الصحية على مدار 24 ساعة في قسم الطوارئ، ووحدة العناية المركزة، وجناح طب الأطفال، وجناح التوليد وجناح العزل، ووحدة التغذية والمختبرات، كما سيركز بشكل خاص على التغذية الصحية، والرعاية الأولية للاجئين، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية، وتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية الجيدة للأمهات والأطفال، من خلال توفير خدمات التوليد الطارئة، ورعاية المواليد الجدد، وخدمات علاج العنف الجنسي، بفريق طبي واداري وتوعوي من منظمة أطباء بلا حدود إلى جانب الكادر المحلي من المواطنين البنغاليين ولاجئي الروهينغا، كما تم تجهيز المستشفى لتوفير مياه الشرب النظيفة عبر نظام تنقية داخلي، للمرضى والقاطنين في المنطقة للوقاية من الأمراض والأوبئة التي يعاني منها سكان المخيم نتيجة تلوث المياه هناك.
وتفقد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي والوفد المرافق له عقب الافتتاح أقسام المستشفى واستمع إلى شرح بشأن الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى، وحجم الجاهزية التي تضمن له استقبال حالات مرضية مستعصية، وتمكنه من مواجهة الأمراض السارية والمعدية، كما التقى عددا من المرضى الذين يخضعون للعلاج في المستشفى، وتعرف على ظروفهم الصحية ومدى رضاهم عن الخدمات التي يقدمها المستشفى.
ويرفع المستشفى الذي يعتمد على أنظمة مراقبة حديثة، وعيادات متنقلة، من قدرة الاستجابة لحالات الطوارئ، التي تستدعيها ظروف انتشار الأوبئة أو الكوارث الطبيعيّة، فضلا عن رصده المبكر لإنذارات الأمراض المعدية، مما يسهم في السيطرة عليها، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين بها، وتقييم الحالات الصحيّة التي تتطلب الإقامة في المستشفى.
وضم الوفد كلا من الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وسعادة محمد خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، ومريم الحمادي مدير مؤسسة القلب الكبير، وسعادة ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وسعادة طارق علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وندى اللاتي عضو اللجنة التنفيذية لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ومروان الزعيم المؤسس والمدير العام لشركة الكروان للمقاولات.
وزار الوفد مجموعة من العائلات في المخيم واطلع على الظروف الصعبة التي يعيشها لاجئو الروهينغا، وحجم حاجتهم إلى الجهود الإنسانية والدعم في محنتهم وأثر ذلك البالغ في تغيير واقعهم.
وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، رئيس مجلس الشارقة للإعلام: "يأتي افتتاح المستشفى ثمرة لتوجيهات قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجهود مؤسسة "القلب الكبير"، التي حشدت كل الدعم للقضايا الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، مقدمة بذلك نموذجاً عالمياً في مجال مساندة اللاجئين والمحتاجين والوقوف إلى جانبهم في ظروفهم القاسية، الأمر الذي يجعل منها واحدة من المؤسسات والمنصات التي تجسد ثوابت رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، وموروثاتها التاريخية، التي قامت على قيم البذل والعطاء، ومؤازرة الضعفاء، ومناصرة المكروبين".
وأضاف المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير: "يعبّر افتتاح المستشفى عن سياسية العمل التكاملي الذي تمضي به مؤسسات الشارقة الرسمية والخاصة فهو نتاج رسالة واحدة التقت عليها "القلب الكبير"، ومؤسسة الشارقة للإعلام، ينكشف فيها جوهر العلاقة التي تربط الشارقة مع مختلف بلدان العالم، فالمستشفى صورة واضحة لحجم الروابط الإنسانية التي تعمل الإمارة على تعزيزها في مختلف ما تقوم به من جهود خيرية، وثقافية، واقتصادية، وتجارية، الأمر الذي يضعنا في الإمارة والدولة، مؤسسات وأفراد أمام مسؤولية كبيرة وواجب نبيل غرسته فينا رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة".
وأكد سعادة محمد خلف، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، أن المؤسسة اختارت منذ تأسيسها أن تنقل الرسالة الإعلامية من شكلها المرئي والمقروء إلى العمل الفاعل والملموس على أرض الواقع، فظلت شريكا استراتيجيا وإعلاميا لمختلف جهود مؤسسات الإمارة ومبادراتها، سواء الإنسانية منها، أو الاقتصادية، أو الثقافية، منطلقة بذلك من رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم قرينته، الشيخة جواهر القاسمي، في توحيد جهود المؤسسات والأفراد لتحقيق مشروع الإمارة الحضاري، وتجسيده بخطاب إنساني يقدم إسهامات ودور عالمنا العربي للعالم".
وأوضح خلف أن جمع التبرعات لبناء مستشفى، يمثل الدور الجوهري والحقيقي الذي يجب أن تتولاه مختلف المؤسسات الإعلامية، والجهات الجماهرية، فنحن كأصحاب رسالة، وحملة أمانة إعلامية تتقصى الحقيقة يترتب علينا واجب إنساني كبير، وعلى قائمة أولوياتنا يظهر دورنا التنموي، المتمثل بمواكبة مسيرة نهوض بلداننا، ومتابعة المتغيرات العالمية والتفاعل معها من منطلق قيمنا ومبادئنا العربي والإسلامية الأصيلة.
وقالت مريم الحمادي مدير مؤسسة "القلب الكبير": "يأتي افتتاح المستشفى بعد زيارة تعرفت فيها المؤسسة على الأوضاع الصعبة التي يعيشها لاجئو الروهينغا، إذ وجدنا أن الرعاية الصحية هي أكثر الحاجات أولوية ضمن المقومات الأساسية التي يفتقر لها مخيم اللاجئين في بنغلاديش، فنشكر مؤسسة الشارقة للإعلام التي سارعت في تلبية نداء الإنسانية، وفتحت باب التعاون معنا، لتشكل نموذجا في العطاء والالتزام بمسؤوليتها اتجاه القضايا الملحة في العالم".