دمشق - سورية 24
عاد فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب إلى أنشطته وفعالياته بأمسية أدبية، شارك بها عدد من الشعراء والقاصين.
والبداية مع “الشعر لا نثر” لسليمان السلمان، ومنها نقتبس:
أنا بالشعر شغوف وهو موزونٌ لطيف
قد أرى في النثر شعراً ثم ينفعه الوجيف
كيف شعر تدعيه وهو للنثر وليف
ادّعاء النثر شعراً فيه تدمير مخيف
أين موسيقاه قل لي هل له لحن طريف
إن تقصر عن عروض غلب الشمس الكسوف
أنا لي في النثر حبّ حين يرويه الحصيف
كم بدا في النثر سحرٌ راقني النثر العفيف
والنيرات الجميلات بها حسن شفيف
لست ضد النثر لكن دعه أصنافاً يضيف
واتركوا الشعر قصيداً فيه موسيقا تطوف
بين عود ورباب أغنياتٌ وقطوف.
وتحت عنوان: “رغبة” كتب مجيب السوسي:
أنا لا أريد من الصيفِ
ما يدّعيه اللهيبُ
ولا ظنَّ أنثى
تخمّنُ أنَّ الغريبَ
حبيبُ
أريدُ بلادي،
بخفقةِ أطيافها
تتلاقى القلوبُ
أسئلة كثيرة طرحتها فاطمة جعفر وبقيت “بلا جواب”، تقول:
يسألُ طائر شجرة
لماذا تبكي أوراقها كل خريف؟
وتسألُ فسيلة أمها
لماذا قدرَ لها أن تقف وحدها قبل أن تبلغ الحلم
الشجرة بعينها قضت العمر مطالبةً بديمومةِ الربيع، والربيع إن بقيَ لشلحتهُ وأرادتُ لنفسها ثوباً جديداً…
تقولُ المشكاةُ المحفورةُ في أحد جدران الليل:
ما دوري لو أشرقَ الصبح؟
والصبحُ يتساءلُ
أين تهربُ الظلال كلما أشرقتِ الشمس؟
الشمسُ نفسها، من أين تأتي بكلِّ ذاك اللهيب؟
من حرارة الشوق أم حرائق الفؤاد
والسؤال أيضاً، كيف سيكون حالهُ بلا إجابة؟
والإجابةُ تُلغيها واحدة أقوى
وهكذا..
كلٌّ في فلكٍ يسبحون
كل في فلكه وكل في طقوسه، يقول يحيى محي الدين تحت عنوان: “ليل النهاوند”:
أعياكَ تباعد عطرينا
أم سرى
في ليل النهاوند
ورد الحنين؟
أم تدانى على قلقٍ
سردُ ليلتها
وارتدى شهقة التدوين
في الدجى خفقة
أم يكفيك في الضوء
ما يكفيني
عرف الغيم
للزحر متكئاً
إذ رأى
عصفي وسكوني
فأقول لقلبك
والوقت.. رقَّ
على أعتاب السنين
ما كنت هناكَ
أنادمُ قولي
وأنت تعدّين الهاء
للنون
ماكنت هناك
وأنت هنا
غيباً حافياً
راعف التكوين
فتعالي نقارب زهراً
غضَّ الكرى
في منعطف الياسمين
نتوارى قبرتين
على شجر الروح
نكملُ همسَ الغصون
ومن “اجتماع عاجل” لرجاء علي نقتبس:
بحاجةٍ لعقد اجتماعٍ عاجلٍ
مع أزرار قميصك
وعطر كلماتك
وهمس أصابعك
الوقت يداهم لحظات الحنين
ويزرع بينهما الشوك والصبار
إنه موسم البنفسج يا صديقي
فاقترب قليلاً واحمل لي بعضاً منك
حافيةٌ خطواتي من دون لقاء
سرابٌ كلمات العشق بلايوانٍ تسطره غيومٌ تمطرُ حبالاً
من مواعيد
وسهرٌ وقصصٌ لا تنتهي
“في صدري عقرب”، عنوان القصة القصيرة التي شارك بها رياض طبرة، ومنها نقتطف: القصة وما فيها أنني أحسستُ بوجع يشبه لدغة أفعى في صدري، كدت أموت من الألم.. وفي حلقي تجمد السؤال المر: هل يعقل أن أفعى تسربت خلسة من أنفي إلى صدري، وأنها أخذت تمارس تعذيبي على هذا النحو.. أمسكت لساني فلم أبح بشيء عن هذا الأمر، وروضت نفسي على أنه هاجس وأنا لا أصدق أبداً أن أفعى يمكن لها أن تصل إلى صدري، دون أن أشعر بزحفها، من أنفي، أو من أذني، أو حتى من فمي على اتساعه..
لكن الألم صار واقعياً، وصاحب مكوث دائم، ورحت أترحم على تلك الأيام الَّتي كان يتركني فيها وشأني، يا له من وجع مخاتل، تارة يزور بخفة ظل فلا يطيل ولا يقيم، وتارة أخرى تراه ثقيلاً كظل قاتل، لا يبارح حتى يعود…
كل ذلك وأنا مقيم على صبري وتحملي ولا أقوى على البوح لأحد بوجعي، مخافة أن ترميني الألسن بالمس والجنون، أو بالرغبة في لفت أنظار من حولي، على عادة المهمشين المتعبين من التقاعد، الذين باتوا أشبه بالغرباء في بيوتهم…
صحيح .. لم تقل لي ما الَّذي جاء بك إلى هنا؟ .. ومم تشكو يا بني..
قلت له: لا شيء.. لا شيء.. ورحت أغني عقرب بصدري لسعني كيف ينام الملدوغ…
قد يهمــــك أيضـــا:
أمسية أدبية في صالة المركز الثقافي العربي يطرطوس