الحرير الطبيعي

يشعر مربو ديدان القز الربيعية في سورية، بالحسرة على أيام الثراء التي مر بها إنتاج الحرير الطبيعي في فترة الثمانينيات، ومن ثم أهمل تدريجيًا حتى بدأت القرى الريفية تتخلى عن الاهتمام بهذه التربية، بل وفقدنا الأنواع المحلية النوعية التي لطالما تميزت بها البلاد في وقت يتفاخر الصينيون بهذه التربية منذ مئات السنين وحافظوا عليها رغم كل التطورات التي توصلوا إليها.

ولم يخف بعض المربين قيام ضعاف النفوس من التجار المستوردين للبيوض بالتلاعب بالمواصفات، مبينين أنهم يوردون بيوضًا بمواصفات سيئة جدًا من الصين، وإيطاليا، وكوريا، والأرجنتين، بعدما كانت تورد إلى سورية سلالات قوية جدًا يتجاوز إنتاج الـ 20 ألف بيضة منها أكثر من 45 كغ، في حين السلالات السيئة الحالية لا يتجاوز إنتاج 20 ألف بيضة 15 كغ، علمًا أن السلالات القوية تشجع الفلاح على العمل والإنتاج.

وأمل المربون بالاهتمام بهذه الحرفة حتى يعود الفلاح إليها خاصة أن أغلبهم قطع أشجار التوت التي تتغذى عليها الديدان بهدف التدفئة لعدم جدواها بالنسبة لهم، بعد أن كانت سورية في الثمانينيات من الدول الرائدة في تربية دودة الحرير وصدرت أكثر من 20 ألف طن شرانق إلى العالم، لا بل كان هناك فائض للسوق المحلية، ليتدهور هذا النوع من الإنتاج بسبب عدة عوامل منها ضعف التسويق، وسوء إدارة هذا المنتج.

وبين مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة المهندس فهر المشرف لـ “البعث” أنه لم يتم استيراد سلالات سيئة، ولكن السبب الأساسي كان في النقل الطويل، وبالتالي تفقس البيوض قبل وصولها إلى البلاد، مشيرًا إلى أن هناك محاولات تهجين لإنتاج سلالة خاصة محلية بعد تدهور السلالة السورية، حيث تعمل الوزارة على إنعاش تربية دودة الحرير، وقد تم استيراد آلة حل من الصين وتركيبها في مجمع الحرير الذي أنشئ في اللاذقية وتعمل مجانًا للمربين، وهي بديل عن الحل اليدوي، وتستطيع بطريقة سريعة إخراج خيط حرير متجانس وبقساوة واحدة بالمعايير الدولية، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع متاح مجانًا للمربين في وقت يتم العمل على زيادة عدد الشرانق المنتجة لتصل إلى كمية 6 طن.

قد يهمـــك أيضـــا: 

مصرف سورية المركزي يعمل على إتاحة شراء السلع الأساسية

حاكم البنك المركزي السوري السابق دريد درغام يفجر مفاجأة حول فيروس "كورونا"