دمشق - سورية 24
تتفاقم أزمة مادتي المازوت والغاز في محافظة حمص يوماً بعد يوم من دون الشعور بانفراجات قريبة، رغم توافر المادتين في السوق السوداء عند بعض معتمدي الغاز وأصحاب محطات الوقود والمتاجرين بهما في مختلف المناطق وعلى بعض الطرقات العامة وعلى وجه الخصوص على طريق عام حمص- طرطوس وقرب قرية المزرعة عند مدخل حمص الغربي.
ويتراوح سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء بين 8 إلى 16 ألف ليرة سورية، وسعر بيدون المازوت 20 لتراً يتراوح بين 7 إلى 11 ألف ليرة سورية وبإمكان أي مواطن الشراء بهذه الأسعار مهما كانت الكمية، يترافق ذلك مع قيام البعض باستغلال حاجة المواطنين وتعبئة غازات السفاري الصغيرة بقيمة تتراوح بين 3 إلى 5 آلاف ليرة سورية.
عشرات الشكاوى الهاتفية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي من أهالي وعائلات من مختلف أنحاء محافظة حمص، تحدثت بالمجمل عن انتهاء كمية المئة لتر من مازوت التدفئة المخصصة لهم منذ نحو الشهر وعدم حصولهم حتى تاريخه على أي كمية إضافية وفق البطاقة الذكية، وعدم تمكنهم من الحصول على أسطوانة غاز منذ نحو 50 يوماً وانعدام كل وسائل التدفئة من مازوت وغاز وكهرباء على حد تعبيرهم، وناشدوا الجهات المعنيةبضرورة الإسراع في تأمين مادتي المازوت والغاز ولاسيما في ظل الظروف المناخية القاسية التي تشهدها المحافظة، فيما تحدثت بعض الشكاوى عن عدم حصول أصحابها على أي مخصصات لهم من المازوت حتى اللحظة واضطرارهم إلى شراء حاجاتهم من السوق السوداء بأسعار باهظة لم يعد بإمكانهم تحملها.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة والثروة المعدنية في محافظة حمص تمام السباعي بين لـ«الوطن» أن نسبة توزيع الدفعة الثانية بمادة المازوت وصلت إلى ما يزيد على 35 بالمئة، وبلغت الكمية الإجمالية للمازوت الموزع حتى تاريخه 12 مليوناً و674 ألف لتر، بينما وصلت الكمية الإجمالية الموزعة من المادة خلال الدفعة الأولى إلى 37 مليوناً و724 ألف لتر، منوهاً بأن العائلات التي لم تحصل على مخصصاتها من المادة في الدور الأول والبالغة نسبتها أقل من 4% سيتم توزيع مخصصاتهم بالدفعتين الأولى والثانية معاً إن أرادوا.
وبيّن السباعي أن عدد الأسر الحاصلة على البطاقة الذكية في المحافظة وصل إلى نحو 377 ألفاً و470 أسرة حتى تاريخه، وأن عدد العائلات التي حصلت على المادة بالدفعة الثانية بلغت حتى غايته 122740 عائلة، لافتاً إلى أنه يتم حالياً توزيع 10 طلبات يوميا من مادة المازوت «5 طلبات للمدينة و5 طلبات للريف» وبمعدل 24 ألف لتر لكل طلب، أي إن الكمية التي توزع يومياً من المادة تبلغ 240 ألف لتر.
وأشار السباعي إلى أنه سيتم تلافي جميع الثغرات في رسائل تكامل خلال الـ15 يوماً القادمة وسيتم إرسال الرسائل واستلام الأسطوانة مباشرة من المعتمد من دون أن يدلي بأي معلومات عن كميات الغاز التي توزع أو أي تفاصيل أخرى حول ذلك، مبيناً أن أي مواطن يستطيع أن ينقل من معتمد إلى آخر عن طريق المعتمد الجديد أو أي فرع من فروع تكامل، منوهاً بأن الفرق الجوالة تتابع عملها في إصدار البطاقة الذكية في المنازل لكبار السن والحالات المرضية الخاصة، ويتم الآن إحداث فريق آخر لمتابعه إصدار البطاقة الذكية في الريف أيضاً.
من جهته أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك رامي اليوسف لـ«الوطن» أن أي مخالفة تتعلق بالمحروقات تستوجب الإغلاق الفوري بعد عرضها على لجنة المحروقات، مبيناً أن الإغلاق ينفذ لمدة تتراوح من أسبوع حتى الشهر وتوقيف المخصصات للمخالف في حال كانت المخالفة جسيمة، لافتا إلى أن عناصر حماية المستهلك نظموا 41 ضبط محروقات منها 34 ضبط غاز و7 مازوت بمخالفات التصرف والإتجار بالمحروقات وتقاضي الأسعار الزائدة وعدم الإعلان عن السعر، وصادروا كمية 685 لتر مازوت و57 أسطوانة غاز منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه.
ورأى اليوسف أنه يستحيل لأي شخص الحصول على أسطوانة غاز أو مازوت التدفئة إلا على البطاقة الإلكترونية، ومصدر المحروقات من غاز ومازوت المنتشرة على الطرقات العامة «طريق عام حمص- طرطوس وطريق عام حمص- حماة» غير معروف ومجهول المصدر، لافتاً إلى أنه من المعروف أن قلة أي مادة في السوق تدفع بعض ضعاف النفوس إلى تنشيطها بالسوق السوداء لاستغلال المواطنين.
وبيّن أن المديرية تقوم بمؤازرة من الجهات المختصة وقوى الأمن الداخلي بدوريات وجولات مستمرة على الطرقات لضبط هذه الظاهرة وتنظيم الضبوط التموينية بحق المخالفين، كاشفاً أنه وعند وصول دوريات حماية المستهلك برفقة الجهات المختصة وتنظيم أول ضبط على تلك الطرقات يقوم الآخرون بالفرار بسرعة عند انتهاء الدورية من جولتها وتأكدها من خلو الطريق من هذه الظاهرة، يعاود هؤلاء المتاجرون إلى بيع المحروقات على الطرقات.
وأوضح أن دوريات حماية المستهلك نظمت مؤخراً بمؤازرة من قوى الأمن الداخلي عدة ضبوط على الطرقات العامة وصادرت كميات من المحروقات وكان آخرها بالقرب من إحدى القرى الواقعة على طريق عام حمص- حماة، كما تم ضبط أحد معتمدي الغاز المنزلي في حي الخضر منذ يومين قام بإخفاء كمية 47 أسطوانة مملوءة بمادة الغاز المنزلي ضمن مستودع أخشاب وامتنع وتهرب من تسليمها لمستحقيها رغم وصول رسائل لهم من شركة تكامل لاستلام المادة من مركزه وتخريج بطاقاتهم على جهاز تكامل الخاص به وذلك بقصد الاتجار والتصرف بها لغير الغاية المخصصة لها، مؤكداً أنه تم تنظيم الضبط التمويني اللازم وإحالته إلى الجهة المختصة لاستكمال التحقيق معه، وتمت مصادرة أسطوانات الغاز المنزلي وتسليمها إلى قسم الغاز واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة أصولا.
قد يهمك أيضا:
مصر تواجه جمهورية "التوك توك" بسيارات آمنة ومُرخصّة تعمل بالغاز الطبيعي