القاهرة -سورية 24
بعد سنوات من دراسة تقديم سيرة البابا الراحل شنودة الثالث، البطريرك الأشهر للأقباط الأرثوذكس، في عمل فني، بدأت الكنيسة في تحويل الفكرة إلى واقع حقيقي، من خلال عمل درامي يحمل اسم “بابا العرب”، يحكي قصة حياة رجل الدين الذي نال محبة واحترام المصريين والعرب والعالم أجمع.
ورغم ما تردد حول أن العمل الفني المنتظر عبارة عن فيلم سينمائي، قال المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة، عضو اللجنة الفرعية للمصنفات الكنسية بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤلف المادة التاريخية التي استند إليها السيناريست، إنه مسلسل درامي، ويعتمد على مادة تاريخية غزيرة، كاشفًا، عن الكثير من تفاصيل العمل الذى ينتظره الجميع، من بينها الفنان المرشح لتجسيد شخصية البابا الراحل، والمخرج المرشح لقيادة التنفيذ.
مسلسل وليس فيلمًا.. القصة من 18 مجلدًا وكتابة السيناريو استغرقت 25 شهرًا
بدأ “زقلمة” حديثه بالإشارة إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية كانت تنوى فى بادئ الأمر صناعة فيلم سينمائى عن قصة حياة البابا شنودة، وتم وضع ٣ سيناريوهات له بالفعل، لكنها رأت بعد ذلك أن مدة الفيلم لن تتسع لعرض جميع التفاصيل المتعلقة بحياة البابا الراحل، لأنها لن تتجاوز ساعتين فى كل الأحوال، فى الوقت الذى تمتلئ فيه حياة البابا بالعديد من التجارب التى تستحق تسليط الضوء عليها.
لذلك استقرت الكنيسة فى النهاية على أن يكون العمل الفنى مسلسلًا دراميًا، بدلًا من الفيلم، للسماح بعرض تجربة البابا شنودة كاملة، واستقرت كذلك على أن يكون اسم العمل “بابا العرب”، وفق “زقلمة”.
وعن تفاصيل المادة التاريخية التى أعدها لتكون مصدرًا استند إليه كاتب السيناريو، قال “زقلمة”: “أعددت ١٨ مجلدًا عن قصة حياة البابا الراحل، سيستند إليها كاتب السيناريو، ونُشر أول جزء منها فى عام ٢٠٠٨”، موضحًا أن هذه المادة تقسم حياة البابا شنودة إلى ٤ مراحل، الأولى منها تحمل اسم “نظير جيد”، وهو الاسم العلمانى للبابا الراحل، وتتناول كل تفاصيل حياته خلال الفترة من ٣ أغسطس ١٩٢٣ حتى سيامته راهبًا فى ١٨ يوليو ١٩٥٤، أى ٣٠ عامًا و١١ شهرًا و١٥ يومًا.
وحملت المرحلة الثانية اسم “أنطونيوس السريانى” وهو أول اسم دينى للبابا شنودة حينما تمت سيامته راهبًا بدير السيدة العذراء “السريان” فى وادى النطرون عام ١٩٥٤، وتتناول هذه الفترة من عمر البابا، التى تنتهى بسيامته أسقفًا عامًا للتعليم فى ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢، أى تغطى أحداث ٨ سنوات و٢٠ شهرًا.
وتبدأ المرحلة الثالثة، التى تحمل اسم “الأنبا شنودة أسقف التعليم”، بسيامته أسقفًا عامًا، وتنتهى بتجليسه بطريركًا، فى ١٤ نوفمبر ١٩٧١، أى تغطى أحداث أكثر من ٩ سنوات، فيما تحمل المرحلة الرابعة والأخيرة اسم “البابا شنودة الثالث”، وتستمر حتى نياحته فى ١٧ مارس ٢٠١٢، أى أنها تتعلق بـ٤٠ عامًا و٤ أشهر.
وأشار إلى أن عناوين هذه المجلدات الـ١٨ هى: مصباح الرهبنة المنير البابا شنودة، ومقالات للكاتب نظير جيد “١٩٤٧- ١٩٥١”، والبابا الكاتب والمعلم، والأسد المرقسى، والبابا شنودة مدرسة رهبانية، ودعوة السماء، ويعود إلى خلوته، وكواكب فى البرية، والمنهج الفكرى للمواطنة، وأمثال وقصص، وذكريات فى بيت مدارس الأحد.
كما تتضمن: البابا الكاتب والصحفى، ورجل العلم والفكر، ومقالات بقلم البابا شنودة الثالث عام ١٩٦٥، ومقالات بقلم البابا شنودة الثالث عام ١٩٦٦، ومقالات بقلم البابا شنودة الثالث عام ١٩٦٧، وأنتم فى قلبى.. البابا شنودة، والأنبا شنودة أسقف التعليم.
ولفت إلى تولى الدكتور عطاالله توفيق كتابة السيناريو والحوار الخاص بالمسلسل المنتظر، مشيرًا إلى أن الكتابة استغرقت ٢٥ شهرًا مُتصلة، بدأت فى أكتوبر ٢٠١٦، وانتهت فى نوفمبر ٢٠١٨، واستعان خلالها بالمادة التاريخية التى أعدها “زقلمة” بعنوان مجمع هو “موسوعة باعث النهضة الكنسية المعاصرة”، وتغطى أحداث ٨٨ عامًا و٧ أشهر هى مدة حياة البابا شنودة.
الكدوانى طلب مهلة للتفكير الإخراج لساندرا نشأت.. والعرض عام
من الذى سيجسد شخصية البابا الراحل؟.. سؤال يشغل كثيرين، أجاب عنه “زقلمة” بقوله: “عرضنا الدور على الفنان ماجد الكدوانى، فطلب مهلة للقراءة والتفكير، لأنه يرتبط بأكثر من عمل فنى آخر، ونحن فى انتظار قراره، وقد لا يوافق لأن هذا العمل ضخم جدًا ويحتاج إلى التفرغ لوقت طويل”.
وأضاف: “يتولى دير الأنبا بيشوى للرهبان، برئاسة الأنبا صرابامون، المكلف بالإشراف على الإنتاج، مهمة اختيار البطل فقط، فى حين أن اختيار باقى فريق العمل مهمة المخرج، لكن من المؤكد أن المسلسل سيشهد مشاركة ممثلين مسلمين ومسيحيين، لأن البابا الراحل كان أبًا لجميع المصريين، ولهذا كان اسمه (بابا العرب)”.
وكشف عن عرض مهمة إخراج العمل على المخرجة ساندرا نشأت، فطلبت مهلة لقراءة السيناريو وتحديد قرارها النهائى، مضيفًا: “نحن الآن فى مرحلة اختيار المخرج والأبطال، ونسجل اقتراحات حول أماكن التصوير، ولا أعتقد أنه يمكن تحديد موعد تصوير أو عرض المسلسل قبل الاتفاق مع المخرج والبطل”.
وشدد على أن عرض المسلسل لن يقتصر على القنوات الكنسية فقط، لأن “البابا شنودة الثالث شخصية أحبها العالم أجمع وليس المصريون فقط، لذا حرصنا على أن يكون تصريح العرض عامًا، أى أن أى قناة تستطيع عرضه”.
وأوضح: “المسلسل حصل على إجازة عرض من اللجنة الفرعية للمصنفات الكنسية بالمجمع المقدس، برئاسة الأنبا مارتيروس، الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد، فى ٢٥ يناير ٢٠١٩، ثم حصل على موافقة بالعرض العام من الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية، بتاريخ ١٣ مارس ٢٠١٩، ثم تم توثيقه فى مصلحة الشهر العقارى تحت رقم ٩٣٩ لعام ٢٠١٢، كما حصل أيضًا على شهادة إيداع من المجلس الأعلى للثقافة، وترخيص من نقابة المهن السينمائية”.
ووجه الشكر للبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، على جهوده لتحويل الفكرة إلى واقع حقيقى، وذلك بتكليفه دير الأنبا بيشوى للرهبان بالإشراف على إنتاج المسلسل، ليكلف الدير بدوره الراهب القمص بموا الأنبا بيشوى بالإشراف على مراحل تنفيذ المسلسل، بدءًا من كتابة السيناريو حتى اللحظة الأخيرة، فيما تولت اللجنة الفرعية للمصنفات الكنسية بالمجمع المُقدس مراجعة العمل ككل.
وقد يهمك أيضا: