التظاهرات في العراق

تواصلت أمس، للأسبوع السادس على التوالي، المظاهرات والاعتصامات في مختلف المحافظات العراقية، التي انطلقت مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثم توقفت أيام معدودة، لتعاود انطلاقها في الخامس والعشرين من الشهر ذاته، وشهدت ساعات الصباح الأولى، وصولاً إلى فترة الظهيرة، تراجعاً في نسب خروج المتظاهرين إلى الشوارع والساحات، قياساً بالأيام القليلة الماضية، لكن وتيرة المشاركة تصاعدت في ساعات المساء. كذلك شهد أمس قيام السلطات بإطلاق سراح حسين الزعيم، الذي يعد من أبرز الشباب المتظاهرين والناشطين بقضاء الرفاعي في محافظة ذي قار الجنوبية

وفي بغداد، أعلن عن إطلاق سراح الناشطة ماري محمد أمس، بعد أيام من تعرضها للاختطاف. وقال وليد محمد، شقيق ماري، في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن «ماري أطلق سراحها، وهي في المنزل الآن»، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وكان شقيق الناشطة قد قال، الثلاثاء الماضي، إنها اختفت الساعة الخامسة عصراً من يوم الجمعة في أثناء ذهابها إلى ساحة التحرير، بعد أن كانت قد تعرضت إلى تهديدات بصفحتها على «إنستغرام».
ومن جهة أخرى، أعلن مدير شركة مصافي الجنوب في البصرة، حسام ولي، أمس، إعادة فتح الطريق المؤدية إلى الشركة، بعد أن أغلق صباحاً من قبل متظاهرين. وقال في تصريحات صحافية إن «عدداً من المعتصمين من منطقة الشعيبة وضعوا خيمة بين تلك المنطقة والشركة، دون أن يغلقوا الطريق». وأفادت أنباء واردة من البصرة باستمرار غلق ميناء خور الزبير، جنوب غربي المحافظة، فضلاً عن استمرار الإغلاق بميناء أم قصر.


وفي بغداد، استمر المتظاهرون في التوافد على ساحة التحرير والساحات القريبة منها، كما استمرت حالات الاعتصام في بعض المراكز الطبية، وحالات الإغلاق لبعض المدارس الثانوية في جانبي الرصافة والكرخ. كما استمرت سيطرة المتظاهرين على جسري السنك والأحرار.

وشهدت ساحة الحبوبي، في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، استمرار الإضراب في عدد من الدوائر الحكومية.
وأغلق محتجون عدداً من طرق قضاء الكوفة المؤدية إلى مطار النجف، وأغلق محتجون آخرون نفق «المختار» الحيوي الذي يربط الكوفة بالنجف، إلى جانب خروج مظاهرة واسعة للنقابات ونقابة المعلمين في المحافظة، واستمر أعداد من الطلبة في الإضراب العام.

وشهدت محافظة كربلاء خروج مظاهرة طلابية واسعة، مع استمرار الإضراب الطلابي، وتعطيل جزئي لدوام بعض الدوائر الحكومية. واستمر إضراب الطلاب والموظفين في محافظة ميسان، باستثناء دوائر الصحة والخدمات. وشهدت محافظات واسط بابل والمثنى والديوانية وديالى أحداثاً مماثلة.

وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء الركن عبد الكريم خلف، في تصريح «صدور أوامر اعتقال بحق الذين يغلقون المدارس، بموجب قانون مكافحة الإرهاب، لأن إغلاق المدارس جرائم مشهودة يحال مرتكبيها إلى المحاكم فوراً»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وشهدت الأسابيع الماضية تعطلاً شبه تام لانتظام طلبة المدارس والمعاهد والجامعات، تضامناً مع مطالب المتظاهرين، رغم الدعوات المتكررة من وزارتي التربية والتعليم العالي لحث الطلبة على الانتظام في صفوف الدراسة.
ومن جهته، أصدر وزير الداخلية ياسين الياسري، أمس، أمراً بإنهاء حالة الإنذار، ووجه بـ«عودة الدوام الاعتيادي لوحدات مقر الوزارة كافة، وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، بدءاً من اليوم (أمس)». ووفقاً للبيان، فإن التوجيهات جاءت بعد أن «قدم منتسبو الوزارة جهوداً كبيرة خلال الأيام الماضية».

وقد يهمك أيضا:

وزير الدفاع العراقي يقدم أدلة عن وجود طرف ثالث يطلق النار على المتظاهرين

إضراب في النجف واحتجاجات تغلق المؤسسات عشية جمعة الصمود جنوب العراق