وزير الخارجية جبران باسيل

انتقد رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون وزير الخارجية جبران باسيل، من دون تسميته، معتبرين أنه يحرّض رئيس الجمهورية على “الحنث بقسمه في حماية الدستور”، واعتبار مناسبة 13 أكتوبر (تشرين الأول) التي توافق تاريخ العملية العسكرية السورية لإطاحة الحكومة العسكرية برئاسة العماد ميشال عون في العام 1990 “إعادة للأمور إلى نقطة ما قبل الطائف”.

واستهول رؤساء الحكومة السابقون، نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام، “ما وصلت إليه الحال السياسية والخطاب السياسي من تردٍ وتوحش، لا يقيم وزنًا لمصالح الوطن والمواطنين”، في بيان أصدروه عقب اجتماع بحثوا خلاله التطورات.

واعتبر الرؤساء الثلاثة أنه “لا يجوز أن تدار مصالح الدولة من فوق منصات المزايدة، ولا يجوز لمسؤول، ولا ينبغي له، أن تزدوج شخصيته، وأن يمارس التحريض من جهة، فيما هو جزء أساس من منظومة الدولة، ولا يجوز لوزير أو رئيس تيار أن يحرض رئيس الجمهورية على الحِنْثِ بقسمه في حماية الدستور، وأن يعتبر مناسبة 13 تشرين الأول إعادة للأمور إلى نقطة ما قبل الطائف”.

وأشاروا إلى أن “لبنان لم يعد يتحمّل الأعباء التي ترتبها المغامرات السياسية، والتي تعبث بالتوازن الدقيق للبنان، في محاولات يائسة للاستفادة من ميزان قوى ظاهر، متجاهلة دقة المعادلة اللبنانية، ولا سيما في ظل دقة الأوضاع العربية والإقليمية والدولية الراهنة”.

وشددوا على “ضرورة الحرص والحفاظ على العلاقات العربية والدولية للبنان، بعيدًا عن القرارات والخطوات الانفرادية والاستنفار وإطلاق العنان للممارسات والتصرفات والتصريحات الشعبوية والطائفية والمذهبية والحزبية”.

واعتبر الرؤساء أنّه “وسط الصعوبات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان أشد المعاناة، تتزايد الضغوط لحرف الانتباه عما يجب القيام به، نحو أمرين، هما استهداف القطاع المصرفي والحؤول دون إقرار الإصلاحات المالية والاقتصادية والإدارية الضرورية الجذرية لمكافحة الهدر والفساد وإيجاد الأرضية الملائمة والصالحة للعلاقة والتعاون بين القطاعين العام والخاص لاستعادة ثقة اللبنانيين والمجتمعَيْن العربي والدولي بمستقبل لبنان واقتصاده وماليته العامة”. وحذروا من أن “استمرار الاستعصاء وتقصد الحؤول دون القيام بالإصلاحات الضرورية يزعزع الثقة بلبنان واقتصاده، ومعها الضرر الكبير اللاحق بجميع اللبنانيين”.

من جهة أخرى، اعتبر الرؤساء أن الفرصة سانحة الآن، مع مناقشة موازنة العام 2020، التي يجب أن تشكل محطة أساسية في الإعداد والتعامل مع مقررات مؤتمر “سيدر”، لمواجهة المستقبل وما يحمله من صعوبات واستحقاقات، ويعد به من فرص يجب الإعداد للاستفادة منها.

واستهجن الرؤساء “الخفة السياسية التي تسود المشهد العام، وعدم المبالاة تجاه دقة الأوضاع الوطنية والاقتصادية والسياسية”. وقالوا: “بدلًا من أن يتركز الخطاب السياسي على إطفاء الحريق، هناك من يمتهن النفخ في سعيرها، كأنه لم يكف لبنان حرائق غاباته”. ودعا الرؤساء اللبنانيين جميعًا إلى “التنبه والحذر والحرص على المحافظة على لبنان حتى لا يصبح جذوة صغيرة في لهيبٍ إقليمي ودولي كبير من دون شفقة أو رحمة بمواطنيه”.

قد يهمك أيضًا:

أكثر من 40 حالة قتل وإصابة خلال هجمات صاروخيّة في إدلب