دوي انفجارات في مقديشو

أسفر انفجاران عنيفان، في العاصمة الصومالية مقديشو، عن وقوع عدد من القتلى والجرحى، فيما قتل مسؤول في الاستخبارات عندما كان يرتاد أحد المقاهي بمدينة جالكعيو، الواقعة وسط الصومال، وهي المدينة نفسها التي أعدم فيها 9 أشخاص بدم بارد من طرف مجهولين، ما أثار مخاوف اشتعال اقتتال أهلي.

تأتي هذه التطورات الأمنية المتلاحقة، في ظل تزايد نشاط حركة «الشباب» الصومالية، التي تتبع تنظيم «القاعدة»، وتشن هجمات إرهابية دامية في الصومال، ويسيطر مقاتلوها على بعض المناطق، ويسعون لاستعادة السيطرة على العاصمة مقديشو.

كان الهجوم الأول، الذي يحمل بصمات حركة «الشباب» الصومالية، قد وقع عندما انفجرت سيارة محملة ب المتفجرات عند نقطة تفتيش أمنية رئيسية بالقرب من مجمع البرلمان، وبعد ذلك بدقائق، وقع انفجار ثانٍ بالقرب من نقطة تفتيش أمنية مؤدية إلى مطار العاصمة.

وعلى الرغم من أن هذين الهجومين يحملان بصمات حركة «الشباب» الصومالية، إلا أن ساعات مرت على الهجومين من دون أن يتم تبنيهما من طرف الحركة النشطة إعلامياً، فيما لم توجه الحكومة أصابع الاتهام إلى أي جهة محددة.

في غضون ذلك، أعدم 9 أشخاص من طرف مسلحين مجهولين في مدينة جالكعيو، بإقليم مدغ وسط الصومال، حسب سكان محليين، فيما قال أحد أعيان المدينة، في تصريح صحافي، «إن حادثة قتل المدنيين التي تبدو متعمدة وقعت الليلة الماضية (ليلة أول من أمس)»، في ضاحية جنوب مدينة جالكعيو. وأضاف المصدر نفسه أن «مسلحين يشتبه في أنهم من رجال الأمن اعتقلوا 9 أشخاص في المدينة، واقتادوهم إلى خارجها، قبل أن يتم إعدامهم بشكل جماعي، ما أثار غضب الأهالي».

اقرأ  أيضًا:

ارتفاع حصيلة التفجير الانتحاري في مقديشو إلى 29 قتيلًا

حادثة قتل المدنيين جاءت بعد ساعة من قتل عنصر من الأجهزة الاستخبارية الصومالية، يُدعى علي تهليل، بينما كان يرتاد أحد المقاهي الشعبية وسط المدينة، ما ينذر بوقوع اقتتال أهلي، بسبب ما يعتقد أنها «عملية الانتقام» من طرف قوات الأمن والاستخبارات، خصوصاً أن القتلى التسعة ينتمون لقبيلة دغل ومرفيلي، القاطنة في إقليم جنوب غربي البلاد.

وسبق أن حذر شيوخ وأعيان هذه القبيلة، السلطات المحلية، من المساس بأبنائهم العاملين وسط الصومال، الذين تعرضوا لمضايقات من قبل رجال الأمن هناك، بعد أن اتهمهم الأمن بالتستر على عناصر من حركة «الشباب»، التي تنفذ العمليات ضد رجال الأمن والمصالح الحكومية. من جانبها نددت الحكومة الصومالية بحادثة القتل الجماعي، ووعدت بفتح تحقيق وتقديم المتهمين للعدالة، فيما دان الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود ووزير الإعلام محمد عبدي حاير، الواقعة، ودعا الرئيس الصومالي السابق، أجهزة الأمن، إلى تقديم المسؤولين عن الهجوم للعدالة.

وقال: «إنه لأمر محزن للغاية أن أسمع عن وفاة 10 أشخاص في جالكعيو في ليلة واحدة، وأدين بشدة هذا العمل الشنيع وأقدم تعازي القلبية لعائلات وأصدقاء الضحايا».

وفي دولة كينيا المجاورة، قتل 10 ضباط على الأقل من الشرطة الكينية، أمس (السبت)، إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارتهم بالقرب من الحدود مع الصومال، ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مصدر قوله إن «السيارة كان بها نحو 13 ضابطاً، وكانوا يلاحقون متطرفين خطفوا جنوداً للاحتياط»، موضحاً أن «10 ضباط على الأقل قتلوا».

كانت الشرطة الكينية قد أعلنت، أول من أمس (الجمعة)، أن متطرفين أطلقوا الرصاص في وسط بلدة واجير، وخطفوا 3 من جنود الاحتياط، لتبدأ عملية ملاحقتهم من أجل تحرير الرهائن. ويشهد الصومال، منذ سنوات، صراعاً دامياً بين «حركة الشباب»، التي تتبنى فكر تنظيم «القاعدة»، وأعلنت في أكثر من مرة أنها تبايع زعيم التنظيم أيمن الظواهري، كما سبق وأن كانت تبايع زعيمه السابق أسامة بن لادن. وتسعى حركة «الشباب» للسيطرة على الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي، وحكمها وفقاً لتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، وينتشر في الصومال تحالف قوات أفريقية لحفظ الأمن والاستقرار برعاية من الاتحاد الأفريقي، فيما تشن القوات الأميركية غارات تستهدف مواقع الحركة الإرهابية، بالتنسيق مع الحكومة الصومالية.

قد يهمك أيضًا:

موظفون صوماليون يُؤكدون أنهم مستبعدون من طاولة صنع القرار

16 قتيلًا جراء هجوم لـ"الشباب" على مبنى حكومي في مقديشو