رئيسة الوزراء تيريزا ماي

ولا تبشر نتائج الانتخابات المحلية بمؤشرات جيدة للحزبين الرئيسيين في بريطانيا قبيل انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة التي يتوقع أن تجري في  23 مايو/آذار الجاري، حيث تعرض المحافظون الحاكمون في بريطانيا والعماليون المعارضون إلى خسائر في الانتخابات المحلية بسبب الإحباط السائد في أوساط الناخبين من الجمود الذي يواجه ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وخسر حزب رئيسة الوزراء تيريزا ماي المحافظ عدة مجالس محلية ومئات المقاعد، لكن حزب العمال لم يستفد كذلك من الخسارة، إذ منحت الأصوات بدلاً من ذلك إلى الأحزاب الأصغر. 

وبعدما صوّت البريطانيون في يونيو 2016 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، كان من المفترض أن تغادر لندن في 29 مارس هذا العام، وهو ما كان سيعني أنها لن تخوض الانتخابات الأوروبية.

اقرا ايضا

ماي تبحث مع ماكرون وميركل تأجيل "بريكست"قبيل القمة الأوروبية

لكن تم تأجيل موعد الانسحاب إلى 31 أكتوبر بعدما فشل النواب المنقسمين في الموافقة على اتفاق الانفصال الذي أبرمته ماي مع الاتحاد الأوروبي. 

ويجري المحافظون والعمال محادثات في مسعى للتوصل إلى حل بإمكانه الحصول على تأييد جميع الأحزاب، رغم أنه من غير المتوقع أن يتم التوصل إلى نتيجة في الوقت المناسب لتجنب إجراء الانتخابات الأوروبية في بريطانيا.

ومع إعلان النتائج في أكثر من 40 بالمئة من المجالس، حقق الليبراليون الديموقراطيون (وسط) والخضر (يسار)، وكلاهما يناهض بريكست، مكاسب إلى جانب المرشحين المستقلين. 

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إن النتائج تبدو "كصفعة في وجه الحزبين الرئيسيين". 

وتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع الخميس في الأرياف والضواحي حيث يجري التصويت للفوز بـ8000 مقعد.  وتتنافس الأحزاب في إيرلندا الشمالية على جميع المجالس المحلية الـ11 في المقاطعة. 

وقال الخبير في شؤون الانتخابات جون كورتيس لشبكة "بي بي سي" أن الحزبين الرئيسيين "يتعرضان للخسائر في الدوائر التي كانا فيها الأقوى"، مع خسارة المحافظين مقاعد في جنوب بريطانيا والعمال في الشمال. 

ويعد المحافظون أقوى تقليدياً في المناطق التي جرت المنافسة فيها الخميس حيث يدافعون عن موقعهم. وعادة ما ينقلب الناخبون على الحكومة وهي في السلطة في مرحلة منتصف المدة هذه من الدورة الانتخابية. 

لكن حتى حزب العمال اليساري أصيب بخسائر. وعلى أي حزب يهدف لتولي الحكومة أن يتوقع تحقيق مكاسب كبيرة. 

وقال زعيم الليبراليين الديموقراطيين فينس كابل إن الناخبين "لم يعد لديهم ثقة بالمحافظين لكنهم يرفضون مكافأة العمال بينما يراوغ الحزب بشأن أهم مسألة اليوم: بريكست". 

وموقف حزب العمال بشأن بريكست، الذي يصفه بعض المعلقين بأنه أشبه بالغموض البنّاء، مصمم لتجنب خسارة داعميه سواء من أنصار مغادرة الاتحاد الأوروبي أو أولئك الذين يطالبون بالبقاء في التكتل. 

وقال النائب عن حزب العمال أوين سميث الذي حاول الإطاحة بزعيم الحزب جيريمي كوربن في 2016، إن تخبط العمال بشأن بريكست بات مكشوفاً بالنسبة للعامة. وأضاف أن "الناخبين لا يكافئون المراوغين". 

وقد تتفاقم المشكلات التي يواجهها الحزبان الرئيسيان في الانتخابات الأوروبية عندما سيواجهان كذلك قوتين تشكلتا حديثاً هما: "حزب بريكست" الذي يحتل الصدارة وفق استطلاعات الرأي، وحزب "التغيير البريطاني" الوسطي والمؤيد للاتحاد الأوروبي.

ولم يخض أي الحزبين الانتخابات المحلية التي منعهما توقيتها من إيجاد آلاف المرشحين.  وبإمكان نتائج الانتخابات المحلية أن تساهم في دفع الساسة لإيجاد حل للجمود الذي يواجه بريكست.  وقال النائب المحافظ برنارد جينكن لإذاعة "بي بي سي" "إذا لم يصلح الحزب المحافظ أساليبه سريعاً، فسينتهي". 

وقد يهمك ايضًا:

ماي تكشف عن وجود خياريْن بشأن مغادرة أو إلغاء "بريكست"

ماي تُواجه خطر استقالة مُؤيّدي ومُعارضي اتفاق "بريكست"