دمشق - سورية 24
صعّدت موسكو لهجتها ضد التحركات العسكرية الأميركية في سورية، وشنت وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان هجومًا قويًا ومتزامنًا على واشنطن، شمل اتهامات بالتستر على نشاط مجموعات مسلحة في مخيم الركبان.
وقالت موسكو إنها تقوم بـ"إرهاب المدنيين وابتزازهم"، بالتوازي مع تجديد الاتهام للعسكريين الأميركيين، باستخدام أسلحة محرمة خلال عمليات قصف استهدفت أخيرًا مدينة دير الزور.
وأكدت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، أن القوات الأميركية، استأنفت مجددًا في الفترة الماضية غاراتها على محافظة دير الزور شرق سورية، باستخدام قنابل الفوسفور.
وأفادت في إيجاز صحافي أسبوعي، بأن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل استخدام أسلحة محرمة دوليًا، من جانب قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وأشارت إلى معطيات بشأن قيام الطيران الأميركي في الأيام الأخيرة، باستخدام ذخائر محتوية على الفوسفور خلال عمليات قصف مكثف، استهدفت مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش.
وذكَّرت الناطقة الروسية، بالشكوى التي قدمتها وزارة الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، وطالبت فيها بوقف هذه الهجمات والتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق، أنها سجلت استخدامًا لقنابل عنقودية من جانب قوات التحالف الدولي، تزامن ذلك، مع إطلاق وزارة الدفاع الروسية، اتهامات أخرى ضد واشنطن، في شأن التستر على «نشاط متطرف»، يقوم به مسلحون وصفتهم الوزارة بأنهم «موالون لواشنطن»، وزادت أنهم ينشطون في ترهيب المدنيين، ويسرقون المساعدات الإنسانية، ويمارسون الابتزاز ضد النازحين في مخيم الركبان.
وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأن نحو 6 آلاف مسلح من مجموعة "مغاوير الثورة" الموالية لواشنطن، يوجدون في مخيم الركبان، وأن هؤلاء المسلحين في المخيم يسيطرون على المساعدات الإنسانية، ويفرضون على اللاجئين دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالوصول إلى العيادات الطبية.
وشدّدت الوزارة على مسؤولية واشنطن عن تدهور الوضع الإنساني في المخيم، ودعت واشنطن والبلدان الغربية إلى المساهمة في تخفيف حدة صعوبة الوضع بالنسبة إلى اللاجئين، علمًا بأن موسكو طالبت أكثر من مرة بتفكيك مخيم الركبان القريب من الحدود الأردنية.
وعقد ممثلون عسكريون عن روسيا والولايات المتحدة والأردن، اجتماعًا لبحث هذا الملف، في عمان الأسبوع الماضي، لكن الأطراف لم تخرج باتفاق بشأن آليات تسوية المشكلة.
إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن منظمات غير حكومية نرويجية، أعربت عن استعدادها للمشاركة في حل المسائل الإنسانية للاجئين السوريين العائدين إلى ديارهم، وذكرت أن وفدًا من الخارجية النرويجية سيزور سورية في يناير/ كانون الثاني المقبل لبحث هذا الملف.
و أعلن رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في الجيش الروسي، ميخائيل ميزينتسوف، أمام اجتماع مشترك لمركز تنسيق عودة اللاجئين السوريين، الذي أسسته موسكو قبل شهور، أن أكثر من 7.5 ألف سوري من اللاجئين، بما في ذلك ما يقرب من 6 آلاف من الخارج، عادوا خلال الأسبوع الماضي إلى أماكن إقامتهم قبل الحرب في سورية، موضحًا أن بينهم 5979 شخصًا من أراضي الدول الأجنبية و1641 شخصًا من مختلف المناطق داخل البلاد.
وزاد أن أكثر من مليون و528 ألف مواطن سوري عادوا إلى بلداتهم خلال الشهور الأخيرة، منهم أكثر من مليون و249 ألف نازح داخلي، وأكثر من 268 ألف لاجئ من الخارج.
وأكّد المسؤول العسكري الروسي أن الحدود السورية – اللبنانية، تسجل حركة نشطة لعودة المواطنين السوريين، وأن الوضع مشابه لحركة عودة اللاجئين من الأردن، حيث تعبر مجموعات كبيرة يتجاوز عددها أكثر من ألف شخص في اليوم عبر معبر "نصيب – جابر".