دمشق - سورية 24
شهد اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على عجل مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في بروكسل ,الإثنين تطورات انتقال النشاط الإيراني من التركيز على سورية إلى التركيز على لبنان.
وقالت مصادر سياسية عليمة في تل أبيب ,إن اللقاء بدا مُلحًا للجانبين، الإسرائيلي والأميركي، إذ كان مقررًا يوم الأربعاء، لكن تحديد جنازة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الأب، ورغبة بومبيو بحضورها، جعلتهما يقرران تبكيرها بيومين وعدم تأجيلها إلى وقت آخر.
وأوضح الناطق العسكري الأسبق للجيش الإسرائيلي، الذي يعمل محررًا للشؤون العسكرية والأمنية في موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، أن لقاء نتنياهو و بومبيو يذكّر بلقاءات رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، مع مسؤولين في الإدارة الأميركية حينذاك، قبيل قصف منشأة سورية في دير الزور، قالت إسرائيل إنها مفاعل نووي قيد البناء.
وأضاف بن يشاي أن التقديرات السائدة هي أن نتنياهو سيتحدث مع بومبيو بشأن المصانع التي تقيمها إيران في لبنان وتعمل على تحسين وتطوير الصواريخ الموجودة بحوزة حزب الله اللبناني لجعلها أكثر دقة في لبنان، وتصيب أهدافًا استراتيجية في إسرائيل.
وربطت مصادر إسرائيلية بين هذا الحراك وبين تطورات عدة حصلت مؤخرًا، أبرزها: قيام إيران بإرسال طائرة نقل الأسلحة إلى لبنان، قبل يومين، والتي على غير عادتها لم تهبط في دمشق وحطت بدلًا من ذلك في مطار بيروت، وقالت مصادر أمنية في تل أبيب إنها كانت تحمل قطع غيار ضرورية لتحديث الصواريخ المذكورة وتحسينها، إضافة إلى «قيام الروس بتشديد لهجتهم ضد الغارات الإسرائيلية في سورية وتنفيذ الغارتين الجديدتين على سورية في اليومين الماضيين وتراشق التهديدات بين حزب الله وإسرائيل وحرب أشرطة الفيديو بينهما بشأن خطر نشوب حرب».
وأكّد بن يشاي، أن مصادره لا تستبعد أن يكون الغرض من لقاء نتنياهو و بومبيو هو التمهيد لعملية عسكرية إسرائيلية محتملة لإحباط مجهود إيران وحزب الله, وتوقع أن يستعرض نتنياهو أمام الوزير الأميركي ومرافقيه الإجراءات الإيرانية الأخيرة وأبعادها وأن يطلب منهم الدعم في حال شنت إسرائيل عملية عسكرية كهذه، وفي حال نتج عنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي.
وتوقع بن يشاي أن ينقل بومبيو الموضوع إلى الرئيس دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وأن يرفق بومبيو رسالة نتنياهو بتوصية تقضي بمساعدة إسرائيل في الحلبة الدولية، وربما يتم ذلك بواسطة نشر "تحذير أخير" لإيران، قبل شن عملية عسكرية. وأضاف أنه من الجائز أن مجرد النشر عن لقاء نتنياهو وبومبيو، الذي كان بالإمكان عقده سرًا، يشكل جزءً من حملة الرسائل التي توجهها إسرائيل إلى لبنان وإيران، وربما تمنع شن العملية.
وتابع قائلًا"لكن هذه التطورات تواجه في إسرائيل، حاليًا، بصمت مطبق من الجيش والمخابرات. ويرى بعض المقربين من القيادات العسكرية الإسرائيلية أن الأمور ليست بهذه الدرجة من الخطورة، وأن هناك تخوفات من أن يكون نتنياهو يلجأ إلى إثارة أجواء حربية لكي يغطي على تعمق ورطته في قضايا الفساد وقرب توجيه لائحة اتهام ضده. فالمعروف حتى الآن أن طرفي الصراع، إسرائيل وحزب الله، غير معنيين بالحرب على الأقل في هذه الحقبة من الزمن.
وقال"توقيت الحديث عن عملية عسكرية أو حرب بين إسرائيل وحزب الله يثير مشكلة من وجهة نظر الرأي العام الإسرائيلي. فإذا أمر نتنياهو بشن عملية عسكرية في لبنان أو سورية أو في كلتيهما بعد نشر نتائج تحقيق الشرطة في الملف 4000 ، فإنه سيُتهم بأنه قام بذلك من أجل صرف أنظار الرأي العام في إسرائيل من وضعيته القانونية (كمشتبه بالفساد وتلقي الرشوة) ومن أجل إرجاء قرار المستشار القضائي للحكومة بتقديم لائحة اتهام ضده. وسيتهم بأنه ضحى بمقاتلين إسرائيليين على مذبح بقائه على كرسي رئاسة الحكومة. وتوقّع أن يواجه صعوبة في اتخاذ قرار بهذا الاتجاه أو ذاك,ومن أجل منع توجيه انتقادات كهذه لنتنياهو، فإنه سيضطر إلى الحصول على مصادقة حازمة من الكابينيت بشأن أي خطوة ينفذها كرئيس للحكومة ووزير للأمن».
يذكر أن وفدًا أمنيًا رفيعًا رافق نتنياهو إلى اللقاء مع بومبيو، ضم كلا من رئيس الموساد، يوسي كوهن، ورئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، وسكرتيره العسكري، في بلوس,و أصدر نتنياهو بيانا قبيل مغادرته إلى بروكسل، الإثنين، قال فيه إنه يلتقيه لأننا على اتصال مستمر مع أصدقائنا الأميركان. وقال إنه سيبحث معه «سلسلة من التطورات الإقليمية والإجراءات التي نتخذها معا من أجل صد العدوان الذي تمارسه إيران والمنظمات الموالية لها في الشمال,وبطبيعة الحال سنبحث أيضا قضايا أخرى».
وذكرت وسائل الإعلام العبرية , أن الجهود الإسرائيلية الموجهة ضد إيران امتدت من سورية إلى لبنان، منذ تشديد روسيا مواقفها إزاء إسرائيل بعد إسقاط طائرة "إيل – 20" الروسية منتصف سبتمبر /أيلول الماضي. وقالت مصادر أمنية إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع في سورية الخميس الماضي، كان "محدودًا جدًا، بسبب القيود الروسية. ولذلك فإنها عادت إلى العمل ضد "المشروع العسكري الإيراني» هناك، ما دفع طهران إلى نقل جزء ملموس من أنشطتها من سورية إلى لبنان.