تل أبيب - سورية 24
بعد ساعات من إعلان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن محادثة ناجعة ومهمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كشف النقاب في تل أبيب عن مساعٍ يقوم بها مع الولايات المتحدة، لأجل إقامة "محور إقليمي" يجمعهما مع اليونان وقبرص، يكون مضاداً للمحور الذي تقوده روسيا وتركيا في الشرق الأوسط وخصوصا في سوريا وقبرص.
وقالت مصادر مطلعة للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، أمس الأحد، إنه تجري "اتصالات متقدمة" لعقد لقاء رباعي تشارك فيه الولايات المتحدة وإسرائيل واليونان وقبرص، خلال الأشهر القريبة المقبلة، وإنه من المتوقع أن يشارك في اللقاء الرباعي رؤساء الحكومات الثلاث، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن هدف هذا اللقاء الرباعي هو منح الدعم الأميركي بشكل رسمي لتمتين العلاقة بين إسرائيل واليونان وقبرص، الذي تعتبره "المحور الديمقراطي في الشرق الأوسط". وأكدت أن الولايات المتحدة تدرس في هذه الأثناء مواضيع للتعاون بين هذه الدول الثلاث، وضمنها إمكانية إجراء مناورة عسكرية رباعية في البحر المتوسط. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية على لسان خبراء في السياسة الدولية أن "الوجود الأميركي المتزايد في قبرص يثير قلق روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين". وذكّرت بأن الخارجية الروسية قد أعلنت مؤخراً أن التموضع العسكري الأميركي في قبرص "لن يبقى من دون رد".
وتنظر إسرائيل والولايات المتحدة بتوجس إلى الوجود العسكري الروسي في سوريا، وسيطرة موسكو على القرار بكل ما يتعلق بسوريا، وخاصة على الأجواء السورية، ما يعرقل حرية الطيران الحربي الإسرائيلي في هذه الدولة، ويقلل إمكانات شن غارات فيها.
وكان نتنياهو قد أبلغ وزراءه، في مستهل جلسة الحكومة، أمس الأحد، بأنه "في موازاة حملة درع الشمال على الحدود اللبنانية، تعمل إسرائيل على الصعيد الدبلوماسي من أجل إدانة حزب الله وإيران وتشديد العقوبات المفروضة عليهما. وقد تحدثت أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتفقنا على أن بعثات التنسيق التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي والجيش الروسي ستلتقي قريباً، كما اتفقنا على أننا سنلتقي فيما بعد. آمل أن البعثات العسكرية من الطرفين ستلتقي قريباً، وآمل أن يتم ذلك خلال الأيام القريبة المقبلة، كما يبدو في موسكو، ثم سنحدد موعداً للقاء بيني وبين الرئيس بوتين".
وأضاف: "هذا يأتي بطبيعة الحال لاحقاً للمحادثات التي أجريناها في باريس التي كانت مهمة جداً بغية ضمان مواصلة التنسيق بين الجيش الروسي والجيش الإسرائيلي الذي يستمر منذ عدة سنوات. قلت للرئيس بوتين إننا نستمر في سياستنا ولن نسمح لإيران بالتموضع عسكرياً في سوريا كما سنواصل العمل ضد الأسلحة الدقيقة في لبنان وسنستكمل إحباط تهديد الأنفاق".
وكان المكتب الصحافي للرئاسة الروسية قد أعلن أول من أمس السبت، أن الرئيس بوتين تلقى اتصالاً هاتفياً من نتنياهو، وقال إن الرئيس الروسي أكد ضرورة الحفاظ على الاستقرار في منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية.