صنعاء - سورية24
تعرضت عدة قرى جنوب محافظة الحديدة الساحلية، غربا، السبت، إلى هجوم من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقناصيها، وذلك استمرارا لتصعيدها العسكري في المحافظة من خلال استهداف مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني والقرى المأهولة بالسكان، بالتزامن مع قيام الميليشيات بحملة مداهمات واختطافات لعدد من المواطنين، بينهم أطفال، غرب مديرية قعطبة، شمال الضالع بجنوب البلاد، والدفع بتعزيزات عسكرية جديدة من محافظة إب، وسط البلاد، إلى الضالع.
جاء ذلك بالتزامن مع إحراز قوات الجيش الوطني في مأرب، شمال شرقي صنعاء، السبت، تقدما جديدا في جبهة المخدرة بمديرية صرواح غرب مأرب، وزيارة قائد محور كتاف بمحافظة صعدة، اللواء رداد الهاشمي، معسكرات الجيش الوطني حيث التقى بالقادة العسكريين والضباط والجنوب، وحثهم على رفع الجاهزية القتالية والاستعداد لاستكمال معركة التحرير ودحر ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وإعادة الشرعية المعترف بها دوليا، وذلك وفقا لما أورده المركز الإعلامي لمحور كتاف العسكري في بيان مقتضب له.
وأفاد مصدر عسكري بشن قوات الجيش الوطني، السبت، هجوماً خاطفاً، على أحد المواقع التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة المخدرة غرب مديرية صرواح. ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن المصدر ذاته، تأكيده أن «الجيش الوطني تمكن من تحرير موقع (المقطع) في جبهة المخدرة وسط فرار جماعي لعناصر الميليشيات الانقلابية».
وقال إن «الهجوم أسفر أيضاً عن مقتل وجرح العديد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية في الموقع المذكور، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار تحت ضربات أبطال الجيش». مشيرا إلى أن «مدفعية الجيش الوطني شنت قصفاً مركّزاً استهدف مواقع وتجمعات وتحركات لميليشيات الحوثي الانقلابية في مواقع متفرقة بصرواح، وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير عربة بي إم بي».
وفي الضالع، أفادت مصادر عسكرية «الشرق الأوسط» بـ«إحباط قوات الجيش والمقاومة الشعبية لهجوم واسع شنته ميليشيات الانقلاب على مواقع الجيش في جبهة الفاخر، غرب الضالع، وسط قصف حوثي مكثف على مواقع القوات وعدد من القرى السكنية»، مؤكدا أن «ميليشيات الانقلاب دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة من لواء الحمزة التابع للواء 30 حرس جمهوري في منطقة ميتم مديرية السبر، شرق إب، والخاضع لسيطرة الانقلابيين، دفعت بها إلى مواقعها في الضالع».
وشنت ميليشيا الحوثي الجمعة، حملة اختطافات واسعة في صفوف المواطنين، بمنطقة مخلاف العود شمال محافظة الضالع، وفقا لما أكدته مصادر محلية نقل عنه الموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر. نت».
وذكرت المصادر أن «ميليشيا الحوثي داهمت بأعداد كبيرة من عناصرها قرى عزاب، والفاخر وبيت الشرجي وصبيرة، في منطقة مخلاف العود غرب مديرية قعطبة، وقامت باختطاف عدد من المواطنين بينهم أطفال وكبار سن دون ذكر أسباب». موضحة أن «هذه الحملة تأتي بعد رفض أهالي المنطقة تجنيد أبنائهم للقتال في صفوف الميليشيات الحوثي المتمردة».
وبالعودة إلى الحديدة، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، شنت ميليشيات الانقلاب، صباح السبت، قصفها العنيف وبشكل هستيري على منازل المواطنين في مدينة حيس، جنوبا. وقالت مصادر محلية، نقل عنها المركز الإعلامي لولاية العمالقة الحكومية، أن «الميليشيات استهدفت أحد الأحياء السكنية شرق المدينة بنيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 والأسلحة من عيار 12.7 وبسلاح معدل البيكا وألحقت بها أضراراً بالغة».
وأضافت أن «عناصر من ميليشيات الحوثي فتحت نيران الأسلحة القناصة صوب المنازل في حي سكني آخر جنوب مدينة حيس عند ساعات الفجر الأولى، وخلفت حالة من الخوف والهلع في صفوف السكان»، مشيرة إلى أن «الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ارتكبت انتهاكات وجرائم إنسانية بحق المواطنين معظمهم من النساء والأطفال في مناطق متفرقة من الحديدة».
وتواصل الميليشيات الانقلابية خروقاتها اليومية لوقف إطلاق النار من خلال استهداف مواقع القوات المشتركة في المناطق المحررة بمدينة الحديدة، إضافة إلى عدد من المواقع في التحيتا والدريهمي وبيت الفقيه وحيس، جنوبا، بالأسلحة المتوسطة الرشاشة.
في المقابل، اتهم عضو القيادة المشتركة بالساحل الغربي، العميد صادق دويد، ميليشيات الحوثي بتقييد تحركات الأمم المتحدة في محافظة الحديدة. وقال في تغريدة له في «تويتر» تابعتها «الشرق الأوسط» إن «حركة الأمم المتحدة في الحديدة لا تتجاوز السفينة الأممية بسبب قيود الحوثيين على تحركاتها».
وأكد أن «الدعم اللوجيستي لا يصل إلى البعثة إلا بمشقة، ونقاط المراقبة محاطة بالألغام وغير مفعلة بالرقابة الثلاثية»، مشيرا إلى أن «الحوثيون بألغامهم ما زالوا في الموانئ والحديث عن تنفيذ مفهوم إعادة الانتشار مغيب».
نجاة رئيس وفد الشرعية وفريقه في الحديدة من 8 هجمات «درون» و«باليستي» حوثية
نجا وفد حكومي يمني يعمل على قيادة وتنفيذ اتفاق الحديدة، أبرز مخرجات اتفاق استوكهولم من موت محدق، إثر سلسلة هجمات حوثية استهدفت مقر إقامة الفريق جنوب المحافظة اليمنية الساحلية في وقت مبكر من صباح الاحد بالتوقيت المحلي.
وكشف اللواء محمد عيضة رئيس وفد الحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة عن تعرض مقر إقامته وفريقه إلى 8 هجمات، 5 منها بطائرات من دون طيار (درون)، و3 أخريات بصواريخ باليستية.
وحذر اللواء عيضة من نسف هذا النوع من الهجمات أي آمال وإن كانت بسيطة كان يعقدها أي مهتم بالشأن اليمني.
يشار إلى أن المبعوث الأممي وصف التقدم البسيط الذي سجله اتفاق الحديدة الذي سيمضي على تأخره عام كامل خلال أسابيع مقبلة بأنه أحد بوادر الأمل لحل المشكلة اليمنية.
ويأتي التصعيد الحوثي غداة انتقادات أممية بدأت بعد سنوات من الحرب تسمي الجماعة التي جرت اليمن إلى ويلات المعاناة منذ انقلابها في سبتمبر (أيلول) 2014.
وأبدى المبعوث الأممي مارتن غريفيث قلقه من تقييد حرية الفريق الأممي بقيادة الجنرال أبهيجيت غوها.
وبدورها، اشتكت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية أورسولا مولر من إعاقة الحوثيين وصول الإغاثة في مناطق سيطرة الجماعة والسطو على المساعدات وتعطيل تنفيذ أكثر من نصف مشاريع المنظمات الدولية إلى جانب الاعتداء على العاملين بالحبس والتهديد، طبقا لما اوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
جاء ذلك ضمن حزمة اتهامات أغضبت قيادة الجماعة الحوثية في صنعاء خلال الإحاطة التي قدمتها مساعدة غوتيريش يوم الجمعة إلى مجلس الأمن الدولي.
واتهمت المسؤولة الأممية الميليشيات الحوثية بالتدخل في العمليات الإنسانية ومحاولة التأثير باختيار المستفيدين من تلك المساعدات والشركاء المنفذين، ومحاولة إلزام المنظمات الإنسانية للعمل في ظروف تتناقض مع المبادئ الإنسانية مما سيتسبب في حال القبول بها بفقدان التمويل اللازم للمشاريع الإنسانية وإغلاقها، وأوضحت أن حالات الاستهداف وصلت خلال الثلاثة الأشهر الماضية إلى 60 اعتداءً وتهديداً واعتقالا للكوادر العاملة في المجال الإنساني.
وفي الجلسة ذاتها، رفضت الحكومة اليمنية أي مساع للقفز على اتفاق "استوكهولم" مع الميليشيات الحوثية معتبرة أن أي خطوة من هذا القبيل ستعد عائقا أمام السلام وبمثابة مكافأة للانقلابيين. وعبر المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي في كلمة له أمام المجلس عن رغبة بلاده الصادقة والجادة في تحقيق السلام العادل والمستدام المبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216.
وقد يهمك أيضا: