طرابلس - سورية 24
طالب المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ"الجيش الوطني" الليبي، قادة قواته في العاصمة طرابلس بالحفاظ على تمركزاتهم الحالية في مواجهة الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، وذلك خلال لقاء غير معلن عقده معهم مساء أمس بمقره في الرجمة، خارج مدينة بنغازي بشرق البلاد، وقال مسؤول عسكري حضر الاجتماع، إن حفتر أبلغ قادة محاور "الجيش الوطني" داخل طرابلس بضرورة استمرار حالة اليقظة والتأهب، معتبرا أنه "لا يمكن الوثوق بهذه الميليشيات ولا بحكومة السراج"، على حد تعبيره.
وأضاف المسؤول موضحا: "المشير طالب بالمحافظة على التمركزات"، لافتا إلى أن أغلب الليبيين "مستعدون لقتال الأتراك متى اقتضت الضرورة"، وأن المشير وضع قادة المحاور في صورة الاجتماعات التي شارك فيها في مؤتمر برلين الدولي، الذي رعته ألمانيا الشهر الماضي، وما سبقه من اجتماعات في العاصمة الروسية موسكو، وشدد في السياق ذاته على أنه "لا تفريط في ثوابت الجيش الوطني لحسم المعركة، والقضاء على الإرهاب والتنظيمات المتشددة. بالإضافة إلى مواجهة الغزو التركي".
والتقى حفتر أمس بمقره غسان سلامة، رئيس بعثة الأم المتحدة لدى ليبيا، لكنه لم يفصح عن مضمون اللقاء، مكتفيا بالإشارة في بيان مقتضب وزعه مكتبه مساء أمس إلى أنه التقى سلامة في مقرّ القيادة العامة بالرجمة.
ويسعى سلامة لإقناع المشير حفتر بإرسال ممثليه إلى أول اجتماع ستعقده اللجنة العسكرية المشتركة، التي ترعاها البعثة الأممية بحضور ممثلي حكومة السراج في مدينة جنيف السويسرية لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي دخل أسبوعه الثالث على التوالي بين الطرفين داخل العاصمة. علما بأن حفتر امتنع عن إرسال وفد "الجيش الوطني"، أو تسمية ممثليه الخمسة إلى جنيف في اللقاء، الذي كان مقررا أن يتم الثلاثاء الماضي.
وقال مصدر عسكري مقرب من حفتر إن سلامة حاول أمس طمأنة حفتر بشأن التزام حكومة السراج بهدنة وقف إطلاق النار. لكن حفتر انتقد في المقابل موقف البعثة من استمرار الدعم التركي العسكري والأمني للميليشيات الموالية لحكومة السراج، المعترف بها دوليا.
وقبل ساعات من هذا الاجتماع، قال اللواء المبروك محمد الغزوي، آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بـ"الجيش الوطني"، إن قواته "على علم تام بكل تحركات المرتزقة الإرهابيين في الجيش السوري الحرّ، وقوة اللواء سلطان، وحراس الدين ومرتزقة الاحتلال التركي".
وأضاف في بيان وزعته شعبة الإعلام الحربي للجيش: "نعلم جيدًا أن بيادق العصابات المسلحة في العاصمة هي الآن مجرد خدم تحت أوامر حاكمهم التركي"، وتابع موضحا: "نحن مؤسسة مُنضبطة ومُلتزمة بالتسلسل العسكري وبأوامر القائد العام للقوات المسلحة... وعند صدور الأوامر نحن على كامل الاستعداد لدفن المرتزقة والأتراك، وحاكمهم العسكري في الأراضي الليبية، ولن نترك لهم فرصة للهروب. وجيش السلطان المعتوه الذي جُرّد من ملابسه في شوارع بلاده لن ينصر الخونة في ليبيا".
في المقابل، واصلت القوات الموالية لحكومة السراج، اتهام الجيش الوطني بقصف مناطق المدنيين داخل العاصمة طرابلس، حيث وزعت عملية "بركان الغضب" التي تشنها هذه القوات، صورا فوتوغرافية قالت إنها تظهر جانبا من آثار سقوط قذائف عشوائية أطلقتها قوات الجيش على منطقة الكريمية جنوب طرابلس، ما أدى إلى مقتل مدني، وإصابة آخر، وإلحاق أضرار مادية بممتلكات المواطنين وسياراتهم.
ونقلت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة السراج عن الكتيبة 301 مشاة التابعة لها أنها استهدفت مساء أمس آلية مسلحة، تحمل عناصر "الجيش الوطني" بشكل مباشر بشارع المطبات في العاصمة طرابلس.
وسادت حالة من الهدوء محور عين زارة بجنوب العاصمة، وفقا لما أعلنه يوسف الأمين قائد المحور الموالي لحكومة السراج، الذي كشف أيضا النقاب عن تعزيز ميليشياتها المسلحة لجميع تمركزاتها في المحور.
إلى ذلك، نفى مجلس النواب الليبي على لسان مستشاره الإعلامي للرئاسة أن يكون مجلس النواب قد اختار من يمثله في المسار السياسي، المزمع عقده في جنيف، وأوضح أن اختيار ممثلي المجلس في مؤتمر جنيف سيتم خلال الفترة القادمة إذا ما قرر المجلس المشاركة. وكان المبعوث الأممي قد حدد في إحاطته التي قدمها مؤخرا لمجلس الأمن الدولي ثلاث دوائر انتخابية بمجلس النواب لممثليها، بحضور البعثة الأممية دون أن يسميها.
وقد يهمك أيضا:
الجيش الوطني الليبي يعلن عن بدء معركته الحاسمة في طرابلس
رئيس البرلمان الليبي يُعلن أنهم يؤيدون الحل السياسي لكن بعد تحرير العاصمة