واشنطن - سورية 24
سحب البيت الأبيض التصريح الممنوح لمراسل شبكة "سي أن أن" الأميركية جون أكوستا، الذي كان قد دخل أمس الأربعاء، في سجال حاد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي. ووصف ترامب المراسل أكوستا بأنه "عدو الشعب"، وبأنه "شخص وقح وفظيع"، بأنه بعد أن رفض المراسل الجلوس وتمرير "الميكروفون" لزملائه خلال المؤتمر غداة يوم على الانتخابات النصفية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: "البيت الابيض علّق التصريح الممنوح للمراسل المعني حتى إشعار آخر"، في اشارة إلى أكوستا الذي كتب لاحقاً على حسابه أنه قد "تم منعه من الدخول".
وخلال المؤتمر الصحافي الذي امتد لنحو 90 دقيقة أمس الأربعاء، سخر ترامب من جيم أكوستا، قبل الاستماع إلى سؤاله قائلاً "ها نحن"، ليجيب بعد ذلك عن سؤال أكوستا حول ما إذا كان خطابه الدعائي بشأن المهاجرين من أميركا الوسطى سبباً في إحداث انقسام، وسبب وصف قافلتهم بـ"الغزو" قائلاً: " وصفتهم كذلك "لأن لدينا رؤية مختلفة حول هذا الأمر (...) نحن نحتاج إلى المهاجرين لكن أريدهم أن يأتوا بشكل نظامي، لدينا مئات الشركات ستنتقل إلى الولايات المتحدة لذلك نحتاج إليهم".
واستشهد ترامب مدافعاً عن وصفه للمهاجرين من أميركا الوسطى بـ"الغزاة"، بتسلقهم الأسوار على الحدود لدخول الولايات المتحدة، وقال: "لم يأتوا من هوليود (...) لم يكونوا ممثلين"، ليطلب بعد ذلك من أكوستا الذي لم يقتنع بردود ترامب، عدم التدخل في إدارة البلاد، "أتعلم ماذا؟ أعتقد أنه يجب عليك تركي أدير البلاد وتدير أنت السي أن أن".
ورغم إلحاح ترمب في مطالبته المراسل بالتوقف، إلا أن سؤالاً آخر له عن التدخل الروسي، جعل ترامب يفقد أعصابه ليأتي رده عدوانياً على الصحافي الذي سحب أحد موظفي البيت الأبيض الميكروفون من يده عنوة، وقال: "ينبغي أن تشعر سي أن أن بالخزي من نفسها لتوظيفها إياك للعمل معها، أنت شخص فظ ومريع ولا يجب أن تعمل معها ".
وأنهى ترامب مهاجمته لمراسل "سي أن أن" بوصفه "عدو الشعب"، إذ قال موجهاً حديثه لأكوستا: "أنت شخص وقح والطريقة التي تعامل بها الناس مريعة، يجب أن لا تعامل الناس بهذه الطريقة (...) عندما تبث أخباراً كاذبة كما تفعل السي إن إن كثيراً. فأنت عدو الشعب".
من جهتها، وصفت جمعية مراسلي البيت الأبيض سحب تصريح مراسل (سي إن إن)، بأنها خطوة "ضعيفة وغير سديدة". وقالت الجمعية في بيان، إنها "تعارض بشدة" قرار إدارة ترمب "بمعاقبة" الصحفي جيم أكوستا. وأضافت: "إلغاء دخول الصحافي إلى مجمع البيت الأبيض هو رد فعل لا يتناسب مع الجرم المزعوم وهو أمر غير مقبول، ونحن نحث البيت الأبيض على التراجع عن هذا العمل الضعيف غير السديد على الفور".
وتابعت: "ندعو أي شخص يشك في أن رد الفعل هذا لم يكن متناسباً مع الجرم المتصور، إلى مشاهدة الفيديو الخاص بالأحداث التي وقعت أمس".