دبي_سوريه24
أطلقت وزارة التربية والتعليم فعاليات الدورة الثالثة من حملة الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في البيئة المدرسية تحت شعار «معاً نزدهر بالتسامح» والتي تنظمها بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، بهدف التصدي لظواهر التنمر بين طلبة المدارس في مختلف المراحل التعليمية وذلك خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر الجاري.
اقرأ أيضا:
مهارات توجيه الأبناء وأساليب حمايتهم من التنمر والعنف في معرض الشارقة الدولي
وتهدف الحملة إلى تعزيز مستويات الوعي بين الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور والعاملين في المدارس بشكل عام، وبسلوك المتنمر وكيفية مواجهته.. وتتزامن دورة العام الجاري من الحملة مع اليوم العالمي للطفل الذي يحتفل به العالم في 20 نوفمبر من كل عام.
يشهد الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر - الذي يشارك فيه أكثر من 25 جهة محلية واتحادية - تنفيذ عدة برامج في عدد كبير من المدارس على مستوى الدولة بالتعاون مع مؤسسات وشركاء ضمن اللجنة الوطنية للوقاية من التنمر في البيئة المدرسية، والتي تهدف إلى إشراك كافة عناصر العملية التعليمية من طلبة ومدرسين وأولياء أمور في أنشطة تتناول التنمر في المدارس من حيث تعريفه وأشكاله وطرق التصدي له من قبل الطلبة أو المدرسين، والدور المنوط بأولياء الأمور للمساعدة في مقاومة هذا النوع من السلوك، سواء كان أبناؤهم من المتنمرين أو المتنمر عليهم.
وتتضمن البرامج «تنظيم البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة 7 جلسات رئيسية في 7 مدارس مختلفة تستهدف مراحل عمرية مختلفة.. وتنفيذ قناة سما دبي تجربة اجتماعية خاصة بظاهرة التنمر.. ونظم جامعة الإمارات العربية المتحدة مؤتمراً خاصاً بالتسامح ومقاومة التنمر بحضور مختصين وخبراء من دول أخرى.. وتنفيذ عدد من الفعاليات والورش المتنوعة في المدارس بالشراكة مع شرطة دبي ومؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال وهيئة تنمية المجتمع ومركز ارتقاء لتنمية المواهب والقدرات».
وقالت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام: إن حملة الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر تأتي كجزء أساسي من رؤية الوزارة الرامية إلى تهيئة بيئة تعليمية نموذجية تحاكي مثيلاتها في أكثر دول العالم تقدماً في التعليم.
وأشارت إلى أن الحملة تستهدف التأكيد على القيم الأصيلة التي تأسست عليها دولتنا الحبيبة وترسخت في نفوس أبنائها، والداعية إلى التسامح والصداقة وتقبل الآخرين.. كما أننا ملتزمون بضمان حق جميع الطلبة في تحصيل العلم وحمايتهم من كافة أشكال العنف ومنها التنمر، حسب اتفاقية حقوق الطفل ورؤية الإمارات2021 والاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة.
وأضافت معاليها: «تحرص وزارة التربية والتعليم على تضمين قيمة التسامح في المناهج اwwلمدرسية وتدريسها وتطبيقها عملياً في المجتمع المدرسي إلى جانب مبادرات وبرامج أخرى مصممة لتعزيز وترسيخ هذه القيمة الإنسانية المهمة، كما تحرص الوزارة على تعزيز التواصل مع مختلف شرائح المجتمع والإسهام في المبادرات المجتمعية التي تسهم في تعزيز تماسك نسيج المجتمع ونبذ العنف وممارسات التنمر، لدعم وجود المدرسة والحياة المدرسية في حياة الطلبة».
وأكدت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم ضرورة تكاتف الجهود المجتمعية والمؤسسية للقضاء على ظاهرة التنمر، موضحة أن الوزارة دربت أكثر من 700 من عناصر العملية التعليمية على أدوات التصدي للتنمر، كما تعتزم رفع كفاءة العاملين في الإرشاد الأكاديمي والاجتماعي على كيفية توعية الطلبة في مواجهة التنمر وتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطلبة عبر قيم التسامح.
وأضافت: إن التنمر بين طلبة المدارس أصبح سلوكاً مثيراً للقلق في جميع أنحاء العالم، ما يلقى بظلاله الداكنة على العملية التعليمية برمتها، كما أن الآثار السلبية للتنمر تظل باقية ليعاني منها ضحايا هذا السلوك غير الصحي لوقت طويل.. وفي إطار حملتنا نسعى عبر العديد من الفعاليات التعليمية والتثقيفية والترفيهية إلى إشراك كافة العناصر المرتبطة بالتنمر من طلبة ومدرسين ومرشدين أكاديميين وأولياء أمور وغيرهم، لنستعرض معهم أبعاد هذا السلوك وطبيعته وآثاره على كافة الأطراف المعنية، وكيفية التصدي له ومقاومته والحد منه، عبر وسائل ثبتت جدواها علمياً.
وتتركز فعاليات اليوم الأول من حملة الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر على عرض مواد إعلامية هادفة تساهم في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطلبة، تتضمن فيديوهات ومقاطع صوتية ومنشورات مبسطة عن الصداقة والتسامح تتناسب مع المرحلة العمرية لرياض الأطفال، وأخرى تتناسب مع المرحلة العمرية لأطفال الحلقة الأولى.
وتتمحور أنشطة اليوم الثاني من الحملة في إعداد وتنفيذ ورش توعوية أو محاضرات تعزز مفهوم التسامح والصداقة.
وتشتمل الفعاليات على إعداد ورش توعوية ومحاضرات لأولياء الأمور والعاملين في المدرسة عن دورهم في تعزيز القيم الإيجابية «التسامح» بين الطلبة، والتنسيق للقاءات مع شخصيات ناجحة ومتسامحة ومؤثرة لعرض تجاربهم الشخصية والتحدث عن موضوع التسامح، وعقد جلسة عصف ذهني حول كيفية تعزيز القيم الإيجابية مثل التسامح في البيئة المدرسية، وورش توعوية ومحاضرات للطلبة.
أما اليوم الرابع فيشهد إطلاق فعالية «تهادوا تسامحوا» التي يجري خلالها تنظيم ورشة فنية للطلبة لصنع بطاقات إهداء مميزة عن الصداقة والتسامح ليهديها الطالب لأي أي طالب أو معلم.
يليه اليوم الختامي الذي يشهد الحفل الختامي للأسبوع، ويتضمن تكريم الشخصيات المتسامحة في الإذاعة المدرسية». وبالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ستقام فعاليات عدة خلال الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في البيئة المدرسية بالمشاركة مع العديد من المؤسسات.
إلى ذلك، أطلقت مجموعة الإمارات للاتصالات «اتصالات» المنصة الرقمية لمحاكاة التنمر الإلكتروني (Bully Bot) لتوعية المجتمع خصوصاً أولياء الأمور بمخاطر التنمر الإلكتروني وسبل الوقاية منه، باستخدام تقنيه الذكاء الاصطناعي لمحاكاة عملية التنمر من خلال الدردشة مع أولياء الأمور.
وقال الدكتور أحمد بن علي، النائب الأول للرئيس للاتصال المؤسسي بمجموعة اتصالات: إن التنمر الإلكتروني يعد تهديداً جديداً لأبنائنا من خلال الألعاب الإلكترونية أو الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة، موضحاً أن هذا النوع يدخل الاكتئاب إلى أطفالنا ويعطيهم الشعور بالعجز، وغالباً ما يؤدي إلى الشعور بالقلق وعدم الأمان لأطفالنا وهم داخل المنازل، ونتائج هذا القلق والعجز لهذا الاكتئاب تأتي بفشلهم الدراسي، وكرههم للمدرسة، وفي حالات تصل إلى إيذائهم لأنفسهم، وفي حالات صارخة وقاسية يصل الأمر إلى الانتحار.
وطالب بن علي بإدراج مادة متخصصة للتوعية بأهمية مخاطر التنمر الإلكتروني في المناهج الدراسية، مؤكداً أهمية توفير أنظمة وبرامج حماية إلكترونية لكل مستخدمي الإنترنت خاصة على مستوى الأفراد، موضحاً أن هناك دوراً يقع على المدرسة في التوعية بحملات متواصلة ومترابطة لتوعية أبنائنا حول هذا المرض الإلكتروني.
جاء ذلك خلال المؤتمر التوعوي الأول لمكافحة التنمر الإلكتروني ضد الأطفال، بمبنى «أكاديمية اتصالات» بدبي، ويهدف للتوعية بمخاطر التنمر على الأطفال بمختلف الوسائل الإلكترونية خصوصاً عبر الاستخدام السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي، كما يهدف لتدريب أولياء أمور الأطفال على مخاطر التنمر بصورة عملية عبر منصة إلكترونية لمحاكاة الوقاية من التنمر التي وفرتها «اتصالات»، وهي «منصة المتنمر الإلكتروني» (Bully Bot)، وهي تطبيق متطور يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمحاكاة عملية التنمر عبر الدردشة مع الآباء والأمهات، بغرض التوعية.
وأكد مشاركون في جلسة التي أدارتها شيماء البريكي، مديرة المسؤولية المجتمعية في اتصالات، أهمية خلق حوار بين الأهل وأبنائهم حتى يكونوا على علم بما يمكن أن يكون عليه في المدرسة سواء متنمر أو ضحية، وذلك يتضح من خلال سلوكياته داخل المنزل.
وقالت موزة الشومي، من وزارة التربية والتعليم: إن الوزارة حرصت على عمل دراسات ميدانية متعددة وآخرها أظهرت أن التنمر اللفظي من أكثر الأنواع انتشاراً، موضحة أن كثيراً من أولياء الأمور غير مدركين معنى مصطلح التنمر، مشيرة إلى أنه اعتداء متكرر ومقصود سواء كان جسدياً أم اجتماعياً أم لفظياً لأولئك الذين هم في مركز ضعف أو بلا قوة ولا يستطيعون المقاومة، وذلك بهدف الحصول على المكتسبات أو لفت الأنظار، بحيث يؤدي ذلك إلى إيذاء الآخرين والتسبب بمشاعر الألم لديهم.
وذكرت هنادي اليافعي، مديرة إدارة سلامة الطفل من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة أن الإدارة أطلقت مبادرة «سفراء الأمن الإلكتروني» وحرصت على أن يقدمها أطفال وشباب واستهدفت الأعمار ما بين 10 و18 عاماً، حيث اختارت الإدارة 24 سفيراً من طلبة المدارس، ومن بينهم 3 سفراء ذوي إعاقة سمعية من مدينه الشارقة للخدمات الإنسانية، حتى يكونوا حلقة وصل ويعملون على توعية أقرانهم.
واعتبر المهندس عبدالعزيز الزرعوني أن التنمر الإلكتروني يطال الجميع وسلط الضوء على تغير نمط التنمر خلال السنوات الخمس القادمة، وتحدث عن تطبيق «الديب فيك» وهو أحد التطبيقات المثيرة للجدل الذي استحوذ على مساحة لا بأس بها من وسائل الإعلام المرئية والرقمية، مشيراً إلى أن هذا التطبيق يستخدم لإنتاج فيديو أو التعديل على محتواه بشكل كامل ليستعرض شيئاً لم يكن موجوداً فيه بالأصل، ما يعد نوعاً من أنواع التنمر بحق الآخرين.
وقد يهمك أيضا:
التعليم المصرية تُحيل واقعة التنمر بـ طالبة الإسكندرية إلى التحقيق
مدارس دبي تمنع الواجبات المنزلية بهدف تخفيف المطالب المفروضة على الآباء