الزواج

وصل حد استهتار بعض الذكور في مجتمعاتنا الشرقية إلى العبث بالميثاق الغليظ والتهديد بالطلاق في كل صغيرة في تفاصيل الحياة اليومية خلال مسيرة الحياة الزوجية، وهو أمر محزن لا يرضى به الله عز وجل للمرأة، ذلك المخلوق العاطفي مرهف الحس الذي جعله الله تعالى تحت إمرة الرجل بالميثاق الغليظ حفاظا عليها وصيانة لكرامتها، وليس لتهديدها والاستهانة بمشاعرها والتسبب في إصابتها بالضيق والشعور بالخوف و الضعف و شعورها بانعدام الأمان.

ولا يخفى على الجميع أن التهديد بالطلاق من الأمور المزعجة التي تواجه الزوجة خلال مسيرة الحياة الزوجية، وبخاصة عندما يتكرر الأمر في كل صغيرة وكبيرة من المواقف الحياتية المختلفة، فمع كل مرة تهديد بالطلاق يبني الزوج جداراً عاليا بينه وبين زوجته، ويجعلها تشعر بعدم الأمان وعدم الإستقرار معه وهي أمور تنذر بفشل الحياة الزوجية، فما هي كيفية التعامل مع الزوج الذي يهدد بالطلاق.

وحول كيفية التعامل مع الزوج الذي يهدد بالطلاق، قالت داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية في دبي، "إن تهديد الزوج الدائم بالطلاق من التصرفات التي تحول دون استقرار الحياة الزوجية، لأن الزوجة تشعر بالتهديد دائما وهو سلوك مرفوض على كل زوج يقوم به أن يضع حداً له إذا كان حريصا على تحقيق استقرار الحياة الزوجية".

وأكدت شيحة، عن تحديد كيفية التعامل مع الزوج الذي يهدد بالطلاق، على ضرورة اختيار الزوجة للوقت المناسب الذي يمكنها فتح باب المناقشة فيه مع الزوج حتى يكون هناك ثماراً طيبة من وراء ذلك، وفي مثل هذه الحالة أوضحت شيحة أنه يجب أن تتحدث الزوجة مع الزوج الذي يهدد بالطلاق، وأن تخبره بسلبيات التهديد بالطلاق على حياتهما الزوجية وعلى علاقة كل منهما بالآخر، مع شرح تأثير التهديد بالطلاق على مشاعرها ووجدانها وضعف ثقتها فيه، وعن الجرح الذي يسببه لها في كل مرة تهديد بالطلاق، والإتفاق معه على أن لا يقوم بذلك التصرف مرة أخرى حفاظا على مشاعرها وعلى حياتهما الزوجية معا.

وأكدت شيحة هنا على أنه يجب على الزوجة سؤال الزوج عن الوقت المناسب الذي يمكنه الإنصات إليها فيه، لأن الهدف من ذلك الإصلاح وليس الدخول في خلاف جديد ومشاحنات جديدة.

تكرر التهديد بالطلاق

وقالت شيحة أنه يتعين على الزوجة أن تكون أكثر حسما مع الزوج عند تكرار تهديده بالطلاق مرة أخرى، مع التأكيد على إختيار الوقت المناسب أيضا، وهو الوقت الذي تهدأ فيه ثورة الغضب لدى الزوج ويصبح قادرا على النقاش في هدوء والإنصات إلى زوجته، وأن تقوم بإختيار شخص حكيم مقرب لكليهما حتى يقوم بتوعية الزوج وتنبيهه إلى خطورة التهديد بالطلاق.

نصائح للزوجين

وقالت شيحة أنه يتعين على الزوجين الإتفاق على كلمة سر معينة ينطقان بها إذا كان هناك نقاش بينهما أو مشكلة ما وتوجد احتمالات لحدوث الصدام بينهما، وذلك لإنهاء الخلاف سريعا ومعاودة النقاش مرة أخرى عندما يهدأ كل منهما، وفي ذلك تحصين للزوج الذي يهدد بالطلاق من تكرار وقوعه في نفس الخطأ وهو التهديد بالطلاق، وللزوجة التي من الممكن أن تيأس من الزوج، وبخاصة بعد الحديث معه مرارا وتكرارا عن تهديده لها بالطلاق دون جدوى.

كما أوضحت شيحة أهمية تعلم الزوجين معا مهارات التحكم في الغضب والانفعالات، مثل ممارسة بعض التمارين الهامة لذلك مثل تمارين التنفس، وإذا لم تنجح تلك المحاولات على الزوجين اللجوء إلى مستشار علاقات زوجية لمساعدة الزوج من التخلص من هذه العادة الذميمة التي من الممكن أن تخرب الحياة الزوجية بين ليلة وضحاها.

نصائح للزوج الذي يهدد بالطلاق

وفي الختام توجهت شيحة بتقديم بعض النصائح الهامة التي يجب على الزوج الذي يهدد بالطلاق الاهتمام بالالتزام بها حرصا على تحقيق استقرار الحياة الزوجية، وهي

على الزوج تجنب التهديد بالطلاق لأنه يفقد الزوجة الشعور بالأمان ويفقدها الثقة فيه ويصيبها بالحزن والكآبة ويحدث فجوة كبيرة جدا بينها وبينه.

على الرجل الذي يهدد بالطلاق الإنتباه إلى أن ذلك التصرف ينقص من رجولته لأنه يستخدم التهديد بالطلاق ليكون حلا سريعا للمشاكل لأنه غير قادر على إدارة الأزمة بحكمة.

يجب أن يعلم الرجل الذي يهدد بالطلاق أن ذلك التصرف يدل على ضعف شخصيته لأنه لا يملك طريقة إيجابية لإقناع الزوجة بما يريد ولذلك يلجأ بالتهديد بالطلاق، على الزوج الذي يهدد بالطلاق السيطرة على انفعالاته والتحكم في غضبه.

تقدير حديث الزوجة معه بشأن مخاوفها من التهديد بالطلاق وإحترام مشاعرها وتجنب تكرار ذلك، حرصا عليها وعلى مشاعرها، وحفاظ على حياتهما الزوجية.

قد يهمك ايضا:

انتحار مذيعة هندية بسبب رفض حبيبها الزواج منها

بروفيسور صيني يقترح السماح للنساء بالزواج بأكثر من رجل لحل مشكلة تراجع المواليد