دمشق - سورية 24
لا تضرب الزلازل كل الأماكن على الكرة الأرضية بالطريقة نفسها، فهناك مناطق أكثر عرضة للهزات الأرضية من غيرها، كما تتفاوت في شدتها وقوتها التدميرية، كذلك الأمر في منطقتنا العربية، فما هو السبب في ذلك؟
يقول خبراء إن القشرة الأرضية تتكون من مجموعة من الصفائح والتي تتحرك بشكل لا نلاحظه مباشرة، لكن لها تأثيراً تراكمياً مع السنوات، وتسبب هذه الحركة الزلازل حين يحدث تصدع مفاجئ في الصخور، بسبب الإجهاد الناتج عنها.
ويؤكد هؤلاء أن المناطق الواقعة على حدود تلك الصفائح المتحركة تكون أكثر عرضة للهزات الأرضية، وبخاصة تلك التي تتقارب من بعضها.
وتعتمد شدة الزلزال على سرعة حركة تلك الصفائح، فكلما كانت أسرع حررت طاقة زلزالية أكبر وذات قوة تدميرية أشد.
أما الدول العربية، فليست كلها سواء في احتمالات تعرضها للزلازل، فالدول الواقعة على الصفيحة الآسيوية، وهي بلاد الشام والعراق والخليج العربي، أقل عرضة للهزات الأرضية من بقية الدول الواقعة على الصفيحة الإفريقية، مثل المغرب والجزائر، وسيتم ذكر أشهرها.
زلزال الأردن عام 363 م:
زلزال مدمر وشديد وقع هذا الزلزال يوم 9 أيار 363م، وامتدت آثاره من منطقة الجليل شمالا حتى خليج العقبة جنوباً، وتسبب بدمار معظم البتراء إضافة لأضرار كبيرة للعديد من المدن مثل جرش وجدار شمال الأردن، والعديد من المدن الفلسطينية.
زلزال بيروت عام 551 م:
وقع هذا الزلزال يوم 9 تموز 551م ، قرب مدينة بيروت في لبنان، وقدّرت قوته بـ 7.5 درجة على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل أكثر من 30.000 شخص في بيروت لوحدها، وامتدت الاضرار من طرابلس شمال لبنان وحتى وادي الأردن والبتراء جنوب الأردن.
إضافة إلى تشكُل أمواج المدّ البحري تسونامي على مناطق واسعة من الساحل اللُبناني من طرابلس وحتى مدينة صور حاصدةً المزيد من الضحايا.
زلزال غور الأردن 749 م:
يُعتبر هذا الزلزال حدثاً مُظلماً في تاريخ المنطقة، حيثُ ضربت هزة أرضية كارثية منطقة غور الاردن يوم 18 كانون الأول 749م، مُدمرةً كامل مُدن طبريا وبيسان واريحا وبيلّا “طبقة فحل” وجرش وفيلادلفيا “عمّان”.
بينما اختفت العديد من المناطق الأخرى في بلاد الشام، من شدّة الدمار ليتركها مُعظم من تبقى من أهلها وتتحوّل إلى آثار، وكان مركز الزلزال منطقة أريحا وقوته 7.3 درجة على مقياس ريختر وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وتوجد أدله على ضرب شواطئ البحر الميت من قبل التسونامي المرافق للزلزال.
زلزال غور الأردن 1033 م:
هزات أرضية عنيفة وقوية متتالية كان مركزها غور الأردن واستمرت أربعين يوماً، شعر بها الناس من جنوب تركيا إلى شمال مصر، أدت إلى دمار مدينة طبريا واريحا بالكامل، وتهدم أجراء كبيرة من المسجد الأقصى وأسوار القدس.
وأدت الى انحسار المياه على شاطئ البحر الأبيض المتوسط لمدة ساعة تلاها تشكُل امواج المدّ البحري تسونامي مسببة المزيد من الضحايا والدمار.
زلزال العقبة عام 1068 م:
زلزال مدمر وشديد، حيث وقع هذا الزلزال عام 1068، ومركزه خليج العقبة قوته 7.0 درجة على مقياس ريختر، دمر مدينة أيلة في العقبة وانخسفت ولم يبق منها سوى آثار قليلة.
وبلغ عدد الضحايا الذين سقطوا 20,000 شخص، وامتدت آثاره المدمرة إلى فلسطين حيث قتل في رام الله 15,00 وتسبب بانزياح سقف قبة الصخرة، وغريا تسبب في أضرار في القاهرة.
حيث سقطت أجزاء من جامع عمرو بن العاص، وجنوبا تسبب بدمار في الجزيرة العربية، وشمالا حتى بانياس السورية حيث قتل 100 شخص، إضافة مناطق أخرى شرق البحر الأبيض المتوسط.
زلزال حلب 1138 م:
وقع بالقرب من مدينة حلب في 11 تشرين أول 1138م ، هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية صنفت زلزال حلب 1138 كرابع أخطر زلزال في التاريخ، حيث بلغ عدد الضحايا الذين سقطوا 230,000 قتيل وقدرت شدة الزلزال 8.5 على مقياس ريختر.
زلزال شمال الأردن 1170 م:
زلزال عظيم متتابع وقع يوم 29 كانون الأول 1170 ميلاديّة، عمّ بلاد الشام وكان مركزه شمال الأردن، ترافق الزلازل بهزات متلاحقة كان بعضها متواصلاً ليلاً ونهاراً واستمرت نحو أربعة أشهر.
حيث أتى على دمار كبير في معظم المدن الأردنية، وقُدرت بعض المصادر قوته بنحو 7 درجات على مقياس ريختر، وامتد تأثير الزلزال من شمال الجزيرة العربية جنوباً إلى الموصل في العراق وحلب في سوريا وطرابلس في لبنان شمالا، ومما ذكر أنه أدى إلى مقتل حوالي 25.000 شخص في حماه وحوالي 80.000 في حلب، دمار طرابلس.
زلزال سوريا 1202 م:
وقع هذا الزلزال المُدمر بتاريخ 20 أيار 1202م ، في جنوب غرب سوريا وقُدرت بعض المصادر قوته بنحو 9 درجات على مقياس ريختر، ويعتبر الزلزال الأقوى على الاطلاق في المنطقة حيث شعر به الناس من إيران شرقاً وحتى الأندلس غرباً.
وقارب عدد الضحايا قارب المليون ومائة ألف شخص، وقد نتج عن الزلزال أمواج مد بحري “تسونامي” ضربت أجزاء واسعة من السواحل القبرصية وسواحل بلاد الشام.
زلزال فلسطين 1546 م:
وقع يوم 15 كانون الأول 1546م ، وقُدرت قوته بنحو 6 درجات على مقياس ريختر، ووصل عدد الضحايا إلى المئات، وقد نتج عن الزلزال توقف جريان نهر الاردن لمدة يومين، وأمواج مد بحري ضربت أجزاء واسعة من سواحل بلاد الشام.
زلزالي بعلبك وبيسان 1759 م:
هزات أرضية عنيفة شملت جزء كبير من بلاد الشام (سوريا ولبنان والأدن وفلسطين) واعتبر ثاني أكبر زلزال بالمنطقة بعد زلزال 1202، وقع الزلزال الأول يوم 30تشرين الأول 1759م، ومركزه وادي البقاع اللبناني بلغت قوتها 7 درجات بمقياس ريختر.
وأسفر عن مصرع نحو 40 ألف شخص في المنطقة المحيطة بـ” بيروت” لوحدها، والثاني يوم 25 تشرين الثاني 1759 ميلاديّة وكان مركزه شمال فلسطين وتركزت أبرز أضراره في منطقة بيسان، وتلته أمواج مد من بحيرة طبريا، مما أدى إلى تدمير نحو 20 قرية فلسطينية حول البحيرة ومقتل حوالي 40.000 شخص آخرين.
زلزال صفد 1837 م:
هزة أرضية قوية ضربت منطقة الجليل وغور الأردن يوم 1 كانون الأول 1837م كان مركزه شرق مدينة صفد وقدرت شدته بين 6.5، 7.3 على مقياس ريختر.
دمر هذا الزلزال مدينة صفد بالكامل والعديد من القري العربية المحيطة وأدى إلى مقتل 5-7 آلاف شخص 700 منهم في مدينة طبريا. أمتدت آثار الزلزال الى مناطق بعيدة نسبيا عن مركز الزلزال.
زلزال نابلس 1927 م:
زلزال كبير ضرب منطقة نابس صبيحة يوم الاثنين 11 تموز 1927م، وأثر بشكل كبير على مناطق فلسطين والأردن، بلغت شدة الزلزال 6.2 درجة على مقياس ريختر.
وتم تحديد مركزه لاحقاً قرب جسر دامية في غور الأردن على بعد 25 كيلو مترا شرق نابلس، وأودى بحياة 300 شخص، وحدث دمار كبير لمدن مختلفة، مثل: الرملة، نابلس، القدس، وطبريا.
ومنذ عام 1900، شهدت المنطقة عدة هزات أرضية متفاوتة الشدة، كانت إحداها الهزة القوية التي ضربت سوريا ولبنان ليلة 24 كانون الأول 1996.
ويرى معظم العلماء أن الزلازل تحدث في فترات دورية عبر التاريخ، وكشفت الدراسات أن منطقة بلاد الشام، وبخاصة سواحلها، تشهد كل 250 سنة تقريباً زلزالاً عنيفاً بقوة سبع درجات أو أكثر على مقياس ريختر.
فالطاقة التي تسببت في زلزال بعلبك عام 1759 يلزمها نحو 250 سنة لتتجمع من جديد، والطاقة التي تسببت في زلزال 1956 يلزمها ما لا يقل عن 40 سنة للتجمع مجدداً.
لكن هذا لا يعني أن الزلزال واقع فعلاً، فالطاقة المتجمعة قد تنفث على مراحل، وبشكل خفيف أو غير محسوس، ولكن يؤكد معظمهم العلماء ضرورة أخذ استعدادات فورية لمواجهة أي طارئ
قد يهمك أيضاً :