دمشق -سوريه24
تبحر الفنانة التشكيلية سهام هنيدي عبر أعمالها بعوالم من الأحلام والخيالات والألوان اللامتناهية مجسدة حالة فنية وبصرية غنية بتكويناتها المستمدة من الطبيعة.
هنيدي التي انطلقت من فطرة وموهبة حرصت على صقلها لتقدم نتاجا فنيا بغنى لوني وبصري صاغت موضوعاتها من فضاءات ذاكرتها المتصلة بتأثيرات الريف الغني بمكوناته وألوانه والحافل بذكريات البيت الدافئ المكنوز بحكايات الأجداد ولعب دورا كبيرا في إغناء تجربتها كما تبين لمراسلة سانا.
هنيدي المسكونة بروح المكان وجمالية طبيعته الساحرة تشكل منهما حوارا إبداعيا تترجمه بصياغات لونية متناغمة ومنسجمة واللون عندها له أولوية وأهمية تبوح من خلاله بمشاعرها وأحاسيسها وتحمله معاني ودلالات إنسانية متنوعة تغني بها منجزها.
وتأخذ هنيدي أحيانا مزاجية اللون الواحد لتجسد به عالما بأكمله بمدلولاته النفسية والتكنيكية لتتنقل بأعمالها بين ألوان باردة توحي بالهدوء والصمت والعزلة أو حارة تعبر عن صخب الأفكار وغنى الأحاسيس.
أعمال عديدة بتقنيات مختلفة اشتغلتها هنيدي ناسجة موضوعات متنوعة تحاكي عالم المرأة الوجداني الحالم محاولة التعبير عن حالاتها المختلفة مستقية أساليبها من جميع المدارس الفنية مع ميلها كما تلفت للمدرسة التعبيرية والانطباعية لما فيها من صدق انطباع النظرة الأولى والإحساس المتولد منه.
ويمثل الرسم عندها حدثا يدور في فلك مجتمع تعيش فيه ويحرك بداخلها أحاسيس تعبر عنها برشاقة اللون وضربات ريشتها حيث ترى أن الفن يخلق حالة سمو للروح وإنسانية الإنسان لذلك نرى البعد الإنساني حاضرا في أعمالها عبر تجسيدها لمعاناة الإنسان والوطن والتي أثارت بداخلها مشاعر شتى جسدتها بدلالات ورموز متعلقة بالشخوص والطبيعة من حزن أو فرح.
وعن تجربتها الفنية أوضح الفنان التشكيلي بسام أبو زيدان أن هنيدي تقدم عملا فنيا مليئا بالمشاعر والإحاسيس الإنسانية المرهفة له دلالاته وصيغه بطريقة تجعل المتلقي يغوص في عوالم اللوحة معتمدة على حركة اللون ورشاقته لتبرز الغنى اللوني كما تتوه في عوالم الطبيعة وفضاءاتها بهدوء متقن يوحي بالطمأنينة والحزن بتمازج روحي خاص يعطي اللوحة روح الكائنات المختفية بين خطوطها وألوانها.
يشار إلى أن الفنانة التشكيلية سهام هنيدي من مواليد دمشق عام 1965 وحاصلة على شهادة مركز الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة في السويداء ولديها العديد من المعارض الفردية والجماعية وأعمالها مقتناة داخل سورية وخارجها.
قد يهمك أيضًا: