دمشق -سوريه24
اللوحة صرخة تنذر بالاحتضار في مفهوم الفنان التشكيلي وسيم عبد الحميد حيث يقف مذهولا أمام حالات الخراب الإنساني وضياع القيم ليصنع لوحة من رحم الفكر تستنفذ الجسد والعقل والروح.
تلك اللوحة اللامتناهية في خيال الفنان عبد الحميد تجعله بحالة قلق دائم ولكنها تسمح له براحة مؤقتة عندما ينهي اللوحة لأنه يرى أن نهر الفن يجري طالما كان الفنان على قيد الحياة.
الفنان عبد الحميد أوضح في مقابلة مع سانا ان أعماله مبنية على منهج تعبيري يقوم على التأمل حيث تطغى الضبابية والرمزية بأشكال لونية مبعثرة ضمن خطوط اختزالية تشكل رؤية الفنان أمام قضية ما مثل حالة الناس وهم يسعون وراء الحياة وينفضون عنهم رماد الحرب التي جرها الإرهاب.
ولفت عبد الحميد إلى أنه يستخدم اللون كي يعبر عما يعتمل في داخله من حالات تترجم فنيا على سطح اللوحة ويعتبر اللون من أكثر العناصر إثارة وتعبيراً وأهمية كما أنه يرتبط بالحياة في جسم الإنسان وبالضوء في السماء وبالنقاء والصلابة في الأرض.
كما يرى أن الألوان تحقق وحدة اللوحة وتكاملها وتعبر عن شخصية الفنان وتسهم في التعبير عن الحالات النفسية المختلفة والتأثير في النفس وخلق إحساسات توحي إلينا بأجواء بين السرور والحزن.
أما بالنسبة للوجه ووجوده بكثرة في لوحاته فبين أنه تسجيل للحظة المعبرة في ذروتها محاطة بجو من الألم مشيرا إلى أن الوجوه عنده تكتسب ملامح الضبابية كونها اللحظة الأكثر صدقا للتعبير عن الانفعالات الإنسانية ولكن ينقصها الحب وهي مليئة بالتعب كحال سورية التي أرهقها الإرهاب ولكنها ستنتفض وتقوم مجددا.
وحول تجربته في تزيين جدران المدارس ذكر أنه بدأها منذ كان يعلم الرسم في مدارس أبناء الشهداء واستمرت مع مشروع بكرا إلنا الذي يعتبره فرصة لإعادة الحياة لأطفال سورية موضحا أن هذه التجربة قامت بالأساس على مبدأ مشاركة الأطفال والعمل معهم ولهم ومشاركتهم أحلامهم وإحيائها من جديد من خلال الرسم على جدران مدارس أطفالنا.
ونوه عبد الحميد بدور الفن كوسيلة توعية وأداة تطوير حيث على الفنان أن يقوم برسالة تشجب كل تعاسات الحياة ومتاعب الإنسان وأن تكون أعماله بمثابة نداء انساني يهدف إلى تحقيق سعادة الإنسان لشعب قهر الحرب ووطن يريد الحياة رغم ربيع الخراب.
وحول تداعيات الإرهاب على حركة الفن التشكيلي أوضح أننا نتدارك هذه الآثار بعد أن أصبحنا في الفصل الأخير من الحرب ومن هذه الآثار عدم وعي جمهور الشارع بالفن التشكيلي ومع ذلك نستطيع برأيه إدراك ميل أغلب الفن السوري نحو الواقعية التعبيرية والتجريدية اللتين تجلتا في كثير من أعمال الفنانين.
ونوه عبد الحميد بالفن السوري المعاصر على امتداد سنواته وجمالية أعماله وخصوصيته من خلال أعمال فنية حملت تقاسيم الفكر السوري ومعاناته منذ بداياته وحتى الآن معتبرا أن الحاضر الذي نعيشه فرصة مناسبة لبناء مرحلة فنية جديدة يقف فيها الفنان السوري أمام مدرسته الخاصة ولعل الفنانين السوريين الشباب قد بدؤوا بالفعل.
يذكر أن الفنان عبد الحميد خريج كلية الفنون الجميلة عضو اتحاد الفنانين التشكيليين يدرس مادة الرسم في المعهد التقاني للفنون التطبيقية وله العديد من المعارض داخل البلد وخارجه ويحضر لمعارض فردية جديدة بعد نجاح مشروع أولاد المسافة المتضمن عدة لوحات تحمل هذا الاسم المستوحى من اسم قصيدة للشاعر زياد شعبو وله العديد من الأعمال المقتناة في “سورية ولبنان وتونس وقطر وروسيا وأميركا”.
قد يهمك أيضًا:
النجمة السورية كندة حنا تلقي تدريبات خاصة بتعلم فنون الرقص الشرقي