فرقة الرقة للفنون الشعبية

أبهرت فرقة الرقة للفنون الشعبية جمهور مسرح الأوبرا ب دار الأسد للثقافة والفنون بعرضها المسرحي الراقص الجديد “درب الغزلان” إشراف اسماعيل العجيلي رواية سجاد عجمي لشهلا العجيلي.

وتدور فكرة العرض حول قصة حب تجمع بين شاب وفتاة مسلطة الضوء عبر مشاهد حوارية على واقع أحد أحياء مدينة الرقة الذي يسمى بـ “درب الغزلان” وما تعرض له هذا الحي جراء الحرب على سورية عبر إسقاطات مع تقديم ثماني أغان فلكلورية أُعيد تجديدها وتطويرها.

واتسمت اللوحات الاستعراضية الراقصة التي وزعها الموسيقار سمير كويفاتي ب الطابع الفلكلوري الذي تتميز به بلاد الشام حيث بدأ العرض بلوحة ريح البوادي كلمات الشاعر موسى زغيب وألحان الموسيقي شربل روحانا وأدتها غناء الفنانة اللبنانية عبير نعمة.

وجاءت اللوحة الثانية بعنوان “هي قالوا” ألحان وغناء الفنان علي حليحل إضافة إلى أغنية الخزامى كلمات موسى زغيب وألحان شربل روحانا وغناء رنيم عساف.

وامتلأ المسرح بالحركة والخفة والنشاط التي رسمها أعضاء الفرقة بأجسادهم الرشيقة من خلال امتزاج الموسيقا بالضوء شكلوا من خلالها حالة مسرحية فنية جميلة كما في أغنية “يا أرض الرقة” كلمات الشاعر طلال حيدر وألحان الموسيقي إحسان منذر وغناء الفنان الياس كرم وأغنية “الموليا” من التراث غناء رنيم عساف و”يا يما قولي” كلمات باسم القاسم وألحان شربل روحانا وغناء خولة الحسن و”يا ميت هلا” ألحان الراحل زكي ناصيف وكلمات وغناء علي حليحل.

المشرف على العرض ومدير الفرقة اسماعيل العجيلي قال في تصريح لـ سانا: “رواية الدكتورة شهلا العجيلي كانت لافتة بالنسبة لي فقمت بإخراجها بمساعدة الفنان عجاج سليم مع تضمين العرض لثماني أغان فلكلورية من التراث السوري الجميل قمنا بإعادة تسجيلها من جديد بمشاركة فنانين سوريين ولبنانيين” مؤكداً ضرورة التجديد في الأعمال التراثية التي تعرض وفق رؤية المخرج لأن التجديد يعطي العمل نهكة مميزة.

ولفت العجيلي إلى الجوائز التي نالتها فرقة الرقة مؤخراً في الصين حيث لاقت إعجاب الحضور من ناحية اللهجة واللباس واللوحات الراقصة معتبراً أنها تحمل الفرقة مسؤولية كبيرة تجاه تقديم أعمال تليق بالتراث السوري الجميل.

مدرب الفرقة ومصمم الرقص غيث محفوض أوضح بدوره أن الإعداد للعرض استغرق سبعة أشهر متواصلة من الجهد والتعب من إعداد الأغاني وتصميم الأزياء مشيراً إلى أن العرض سوف يقدم في عدد من المحافظات منها حمص والقنيطرة واللاذقية وحماة.

الفنان علاء الصالح الذي جسد شخصيتين في العرض وهي العراف الذي يكشف جزءاً من خيوط القصة إضافة إلى شخصية سعد قائد قبيلة الأشرار الذي يحب إحدى بنات القبيلة التي ترفضه معبراً عن سعادته بوجوده بهذه الفرقة صاحبة المسيرة العريقة.

مدرب رقص وممثل في الفرقة طارق عيسى أشار إلى الحميمية والألفة التي يعيشها مع زملائه منذ عشر سنوات مجتمعين على حب التراث السوري ونشره في كل أنحاء العالم أما رغد مريم مدربة رياضة وراقصة فنوهت بأهمية وجود هكذا فرق مسرحية لأنها تعيد إحياء فلكلورنا.

يذكر أن فرقة الرقة للفنون الشعبية أسسها اسماعيل العجيلي وعمل على تدريب أعضائها منذ عام 1969 وشاركت بأغلب المهرجانات المحلية وفي العديد من المهرجانات العالمية وساهم في نجاحها الكثير من المبدعين السوريين منهم الأديب الدكتور الراحل عبد السلام العجيلي الذي كتب لها الكثير من المسرحيات الغنائية وقدمت الفرقة لوحات بانورامية راقصة منها اللالا والجزراوية والفراتية والدلعونا وع الماني والأصايل والأسمر وحصلت على جوائز عديدة منها جائزة مهرجان الأسفار والسياحة العالمية في باريس عام 1987.

 

قد يهمك أيضًا:

عذوبة الكلمة وشفافية الصورة في ملتقى للشعر المحكي

زين العمر في هجوم على أحد الفنانين تفه على شرفك وشرف يللي بيحضرك