دمشق -سوريه24
وظف حبه للنحت وشغفه فيه لخدمة بلده فنفذ النحات مهند معلا برهافة أنامله قطعا تحكي عن جمالية إبداعه ليقدم مؤخرا تماثيل بورتريه لعدد من كبار الشخصيات في سورية مضيفا إلى سجله مجموعة جديدة من الأعمال التي بدأت من أنفاق جوبر.
الفنان الذي حمل السلاح بيد وإزميل فنه بيد أخرى ولدى التحاقه برفاق السلاح في الجيش العربي السوري للدفاع عن الوطن كان يستثمر أوقات الفراغ ليجعل من خنادق القتال والأنفاق التي كان يختبئ فيها الإرهابيون مرسما له حتى قرر العام الماضي أن يبتعد عن الفردية التي طالما وسمت العمل الفني فشكل فريقا حمل اسم آرام كان أول أعماله إنجاز لوحة أنفاق جوبر.
وعن بداياته الفنية قال في حوار لـ سانا: “أولى اعمالي النحتية كانت قبل الحرب على سورية حيث كنت أنحت البورتريهات إلا أن التحاقي بصفوف أبطال الجيش العربي السوري وعملي كضابط ملاحة سفن تجارية أتاح لي زيارة العديد من البلدان الأوروبية لاطلع على تجارب الفن والنحت فيها فحرضني على العودة لهوايتي الأثيرة”.
واختار معلا أنفاق جوبر ليصنع فيها منحوتاته في رسالة ان ما يصنعه الإرهاب لنشر الموت والخراب يجعله رجال الجيش العربي السوري منارة لنشر الأمل والجمال فكان أول أعماله “صامدون” تلاه “سورية تتعافى” الذي حقق صدى واسعا على مستوى الوطن العربي.
وعن الهدف لتأسيسه لفريق آرام للفنون الجميلة بين معلا أنه نظم هذا الفريق بالتعاون مع أستاذه الفنان التشكيلي أنس قطرميز عبر انتقاء مجموعة من طلاب معهد أحمد وليد عزت وآخرين تعرف عليهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي فتم اختيارهم بعد التعرف على أعمالهم بهدف إرسال رسالة لكل العالم أن سورية الحضارة والجمال والسلام لن تموت ولن ترضخ بشعبها الذي يعشق الحياة ويدافع عنها في خندق واحد لتبقى عزيزة وشامخة وأبية.
ولفت مؤسس الفريق الذي يبلغ عدد أعضائه 18 فنانا وفنانة إلى أن اسم آرام اختير لما يحمله من إرث حضاري سوري عريق مشيرا إلى أنه يتم التجهيز حاليا لعمل يليق بالانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل في كل الجغرافيا السورية.
ويرى معلا أن الفن يجب أن يكون مفهوما وقريبا من جميع الناس ويلامس واقعهم أما النحت فهو عنده رسالة فنية بصرية تحكي بلغات متعددة وموضوع واحد لذلك يسلك في أعماله الواقعية ويتجنب التجريد والترميز ويجد أن أغلب الأعمال النحتية العربية والغربية المعاصرة باتت بعيدة كل البعد عن واقع المتلقي العام.
وللفنان دور مهم جدا بحسب معلا في كل الأوقات وليس وقت الحرب فقط ولا سيما الفنان السوري الذي يمتلك بلدا عظيما وعريقا وجميلا ويستطيع عبر الفنون البصرية أن يوصل رسالة أقوى وأسرع من غيرها باعتباره يقدم فنا يبقى للأجيال ويكون بمثابة أرشيف للأحداث.
وعن استخدامه لمادة الصلصال في أعماله النحتية لفت معلا إلى أنها مادة طيعة وجميلة حيث تمر بمراحل عديدة بداية بالصلصال وتتحول إلى جبصين ومن ثم إلى بولسترين صلب أو ريزين التي تعتبر الطريقة الحديثة للنحت غير المباشر ولكنه أيضا ينفذ أعمالا من الرخام والبازلت والغرانيت.
وجود معلا كمقاتل في صفوف الجيش العربي السوري يحول بينه وبين إقامة أو الاشتراك بمعارض داخلية وخارجية ولكنه يأمل عند عودة الأمن والأمان إلى ربوع وطنه بالكامل أن يتفرغ لفنه ويقدم أعمالا تعبر عن انتمائه الأغلى لوطنه.
قد يهمك أيضًا: