دمشق -سوريه24
ابن مدينة حلب، عاشق الطرب الأصيل، والغناء الجاد، أحب الموسيقا والعزف منذ الصغر، وعمل على تطوير موهبته بالدراسة الأكاديمية التي أهلته ليكون مدرساً في معهد صلحي الوادي للموسيقا، حاملاً رسالة الفن الراقي وتنمية الذائقة الموسيقية للأجيال، ومقدماً مشروعه الغنائي والموسيقي الخاص من مسارح دمشق إلى العالم، حول مسيرته الفنية وعشقه للأغنية الطربية أجرينا معه الحوار التالي:
بأي عمر لمست موهبتك الفنية؟ وكيف عملت على تطويرها؟
بدأت موهبتي بالغناء والعزف على آلة الطبل الإيقاعية في الرابعة من العمر، بتشجيع من الأهل، وتطورت من خلال مشاركتي في الحفلات المدرسية وفي المرحلة الابتدائية عندما انتسبت للمعهد العربي للموسيقا في مدينة «حلب»، وبرأيي يعتمد تطوير الموهبة بشكل أساسي على الدراسة الموسيقية، حيث درست لمدة ست سنوات في المعهد العربي للموسيقا في حلب وتخرجت فيه باختصاص العزف على آلة العود، وبعد حصولي على الثانوية العامة، انتسبت للمعهد العالي للموسيقا في دمشق ودرست فيه قسم الغناء الشرقي خمس سنوات، وتخرجت فيه عام 2009، فالدراسة الأكاديمية تصقل الموهبة، وهي مهمة جداً ليطور الفنان أدواته ولا يكتفي فقط بالموهبة.
هل تعتبر برنامج طريق النجوم بداية حقيقية لمسيرتك الفنية؟ وما رأيك ببرامج المواهب الحالية على الفضائيات العربية التي تفرز فنانين سرعان ما يغيب نجمهم؟
أعتبر برنامج طريق النجوم محطة مميزة في البدايات، إذ كانت له متابعة كبيرة على مستوى «سورية» على شاشة التلفزيون العربي السوري، تخطيت فيه ثلاث مراحل، وحصلت على المركز الأول في مسابقة الغناء عام 1993، وتشكل مشاركتي فيه ذكرى لطيفة مع وجود نخبة من الموسيقيين في لجنة التحكيم وأساتذة مميزين في الفرقة الموسيقية، كان امتحاناً صعباً لكونه قدمني للجمهور على شاشة التلفاز.
وعن برنامج المسابقات الحالية الخاصة بالغناء يتابع حديثه قائلاً: لهذه البرامج جانب إيجابي هو موضوع الانتشار لكوننا في عصر الفضائيات، وهي فرصة جيدة للوصول لأكبر عدد ممكن من المشاهدين على مستوى العالم ولاسيما عند مشاهدة قناة فضائية لها بث واسع، وبالنسبة للشق الفني يمكننا أن نتساءل عن مدى المصداقية التي تحققها هذه البرامج في التقييم، وما معيار النجاح في هذه البرامج؟ هل فقط هو قرار لجنة التحكيم، أم التصويت أم كلاهما؟
أعتقد أن فكرة البرنامج تكون جيدة عند وجود لجنة تحكيم مميزة لها تاريخ طويل، تحمل توصيفاً أكاديمياً، كما أن الظهور في هذا النوع من البرامج غير كاف، فالأهم هو مرحلة ما بعد المشاركة فيها، صحيح أنها تقدم المتسابق للجمهور، لكن إذا لم يقدم هذا الفنان بعد فترة مجموعة من الأعمال ليبقى حاضراً ويسمعه الجمهور فلن يستمر، فهو بحاجة لشركة إنتاج تتبنى أعماله الفنية ليحقق الاستمرارية، و هناك الكثير من المشاركين الذين يتمتعون بأصوات جيدة، ووصلوا مراحل متقدمة في هذه البرامج، لكن ربما يصبح مصيرهم النسيان إذا لم تتوج مشاركتهم بإنتاجات فنية كألبومات غنائية، وأغنيات مصورة، فالاستمرارية تحتاج لعملية أخرى هي شركات الإنتاج التي تدعم الفنان.
هل تعتقد أن هناك علاقة بين الدراسة الأكاديمية وتحقيق الشهرة للفنان؟
لا يوجد ربط بينهما، فهناك الكثير من الفنانين الأكاديميين لم يحققوا الشهرة المرجوة، والعكس صحيح هناك الكثير من الفنانين غير أكاديميين ومشهورين في الوقت نفسه، ومن الجيد أن يكون الفنان أكاديمياً ومشهوراً في آن واحد.
تميل للون الطربي والغناء الشرقي، برأيك ما اللون الغنائي السائد اليوم؟ وما التحديات التي تواجه الأغنية الطربية حالياً؟
أحب الأغنية الطربية والملتزمة، وهي الأقرب إلى قلبي، مزاجي، روحي، هي تلامس أحاسيسي وخاصة على خشبة مسرح دار الأوبرا هذا المكان الذي أحبه وأعشقه، وأتمنى أن أكرس حياتي له، كما أتمنى أن أترك بصمة في هذا المجال ضمن الفرص المتاحة، هناك مجموعة من الأنماط الموجودة على الساحة الغنائية، وربما تكون الأغنية الشعبية هي السائدة، لكن ليس كل لون -غنائي شعبي- هابطاً، فهناك أغنية رديئة هابطة لا تسمى شعبية، وأغنية شعبية تحمل مقومات الأغنية، وهي الموروث الشعبي، الفلكلور، التراث الذي تناقلته الذاكرة البشرية عبر الأزمنة والأجيال، وهي تختلف عما يقدم أحياناً ويصفه البعض بالغناء الشعبي، ولابد أن نميز بين مفهومين أغنية جيدة، وأخرى رديئة لأن عمالقة الفن قدموا غناء شعبياً راقياً يحمل كلمة جميلة ولحناً ذكياً، وهناك أغانٍ شعبية تحمل مضموناً راقياً يلامس القلب والوجدان، وهناك عشرات الأمثلة عنها كالفنان الكبير «وديع الصافي» الذي قدم (الميجانا، العتابا، والزلف، الدلعونة)، والفنان الأستاذ «نصري شمس الدين» وغيرهما الكثير، إذاً، هناك أغنيات شعبية جميلة، وأخرى لا تسمى شعبية بل رديئة، وهناك بعض المحاولات الجادة من بعض الفنانين الزملاء لتقديم أفكار وأغنيات جميلة، مواضيعها لطيفة، وهناك أعمال جيدة سواء في الساحة العربية أم السورية.
يلعب الإنتاج دوراً كبيراً في نجاح الأغنية وتحقيق الشهرة للفنان، هل توافرت لك فرص إنتاج حقيقية؟ وما الحل برأيك لإيصال الأغنية السورية إلى العالم؟
أهم جانب في عملية صناعة الأغنية هو الإنتاج، وفي عصرنا الحالي عصر الإذاعات، مواقع التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا)، والفضائيات، أصبحت الأغنية صناعة، ونحن بحاجة لشركات إنتاج تهتم بصناعة الأغنية والموسيقا، وفي سورية بلدنا الغالي نتمنى أن يكون لدينا عشرات شركات الإنتاج وهذا يحتاج إلى تفعيل حماية الملكية الفكرية، وتفعيل دور قانون حماية الملكية والحقوق المحفوظة، وإن وجد هذا القانون لكنه بحاجة إلى تفعيل ليأخذ دوره بشكل حقيقي ويفتح الباب أمام كل من يحب أن يعمل في مجال الموسيقا والغناء بأن يكون لديه فرصة لينتج الأعمال الفنية، فشركات الإنتاج هي لا تقوم على مغنٍ واحد، بل تضم عشرات المغنين، والمغنيات، وهي القائمة على تقييم الكلمات، الألحان، التوزيع، التسجيل الموسيقي، والتصوير، وعملية التسويق والترويج للعمل الفني.
ويتابع: هناك الكثير من الحلول لإيصال الأغنية السورية إلى العالم أهمها تفعيل دور شركات الإنتاج في سورية، لأن لدينا الكثير من الخامات المهمة من الإمكانيات سواء كانت لأصوات الموسيقيين، الكتاب، المؤلفين، على سبيل المثال نرى الكثير من الناجحين في البرامج الغنائية على الفضائيات هم سوريون، ونتمنى أن تكون انطلاقتهم والترويج لهم من سورية، والساحة الفنية تتسع للجميع ضمن مناخ من المنافسة الشريفة، وهذا المناخ صحي لتقديم الأفضل والأجمل في الموسيقا، ليقدم الجميع أفضل ما لديه، نتمنى أن نرى هذه الحالة من الحراك الثقافي الفني والموسيقي، لربما يفرز هذا الكم النوع مع الوقت، ومن خلال التجربة والمحاولة يمكن أن نحقق شيئاً.
هل تفوق الاستمرارية بالنسبة للفنان الشهرة من حيث الأهمية أم يجب أن تسيرا معاً لتحقيق النجاح الفني؟
الاستمرارية هي مسألة جداً مهمة، ما دام الفنان مستمراً فهو حاضر وباقٍ في ذاكرة الناس، والكم بالنسبة للفنان الذي لديه ربما مئات الأغنيات، يمكن أن يفرز لوناً خاصاً به، وبالتالي يسمعه الجمهور أكثر، وعندها هذا الكم لا يفرز نوعاً فقط، بل يحقق انتشاراً أكبر، ويؤدي إلى الشهرة، ولاسيما إذا تميز بالرقي، الطابع الجميل، والفكر الموسيقي، عندها بالتأكيد سيترك بصمة لدى الناس ويحقق الشهرة للفنان.
ما معايير الأغنية الناجحة برأيك؟
لاشك أن معايير نجاح أي عمل فني هو عبارة عن نسيج متكامل من الكلمة الجميلة، اللحن الجميل، التوزيع والتنفيذ الموسيقي في أستوديو جيد جداً، وصوت يؤدي هذه الأغنية، وبعد التنفيذ الموسيقي في الأستوديو، تبدأ مرحلة التسويق، فهناك الكثير من الأغنيات الجميلة، لكن إذا لم تصل للناس فإنها تبقى في الظل والعتم، فجزء من عملية التسويق هو تحقيق الانتشار لتصل الأغنية لمسامع الجمهور على مستوى واسع.
اقرأ أيضًا:
قاووق يكشف عن بدء التحضير لتصوير جزأين جديدين من من "باب الحارة"
بعد مشاركتك في مسلسل الثريا، ما شروطك لتكرار التجربة في الدراما
بعد مشاركتي في برنامج طريق النجوم ومسلسل الثريا، تلقيت عدة عروض للعمل خارج سورية للتعاون مع جهات منتجة لكن كان لدي طموح وهاجس، وخيار للانتساب للمعهد العالي ودراسة الموسيقا لأنه جزء من مشروعي، وطموحي، وبعد خطوة المعهد أتمنى أن أجد الفرص التي كانت تأتي في السابق، وأن تكون من شركات إنتاج سورية راعية للأفكار التي نتمنى أن ننفذها، لكن أغلب محاولاتنا فردية، وشخصية في إنتاج قصيدة، أو أغنية، وغالباً نقدم معظم مشاريعنا على مسرح دار الأوبرا، ونتمنى أن تلقى صدى إيجابياً لدى الجمهور.
تجربتي في الدراما كانت تجربة مطرب وممثل، حيث كتب الدور خصيصاً لي في مسلسل «الثريا» من مؤلف العمل «نهاد سيريس» عام 1996، وأحب أن أشارك في الأعمال الدرامية عندما يفكر الكاتب بأن يقدمني كمطرب وموسيقي، ليكون هناك مبرر لوجودي في الدراما، لأن التمثيل ليس مشروعي، وإلا لكنت درسته، في حين اخترت دراسة الغناء والموسيقا لأنها مشروعي الرئيسي، وفي حال توافر دور تمثيلي يقدمني في الدراما مطرباً، وموسيقياً، وممثلاً أكيد أتمنى أن أخوض هذه التجربة، كما شاركت في السابق كمطرب في عدة أعمال درامية وهي الثريا، العرس الحلبي، وفي أعمال أخرى وظفت فيها صوتي في أداء عدة شخصيات في عدة أعمال منها أسمهان حيث أديت فيه شخصية فريد غصن، كان الممثل يلعب الدور لكن أداء الأغنيات كان بصوتي، وأيضاً مسلسل ليلى مراد، الذي أديت فيه شخصية زكي مراد، إضافة إلى أعمال هي: عرب لندن، بطل من هذا الزمان، ميوزيكال آخر حكاية، مسرحية زرياب، وفي الشارات الدرامية نفذت شارة مسلسل بيت جدي الجزء الأول، وغيرها من المشاركات في الدراما، لكن وجودي كممثل يرتبط بوجود دور مناسب لي.
وعن رسالته في تعليم الموسيقا والغناء والتكريم الحقيقي بالنسبة له ينهي حواره مع الوطن قائلاً: بدأت التدريس في معهد صلحي الوادي منذ تخرجي في المعهد العالي للموسيقا عام 2009، وأعمل فيه على تعليم الموسيقا والغناء للأطفال لخلق جيل يتمتع بذائقة موسيقية جيدة، ليكمل الرسالة والمشوار، وأحب أن أقدم بين الفترة والأخرى عملاً غنائياً في «دار الأوبرا» يحمل شيئاً جديداً، لأستطيع إيصال الرسالة التي أحب في هذا المكان الغالي على قلبي، والذي عينت فيه بصفة مغن وموسيقي عام 2016، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية، كما أشكر جهود الدار ومن يعمل بها من إداريين وفريق عمل، لدعمهم ومحبتهم، وأحرص على الحضور بمعظم النشاطات عندما تسمح الفرصة، وبالنسبة لي التكريم الحقيقي الذي يعنيني هو محبة الناس، وأتمنى أن أقدم في الأيام القادمة أعمالاً ننال من خلالها محبة الناس، وهي نعمة كبيرة للفنان، والداعم الحقيقي لمشواره الفني.
قد يهمك أيضًا: