دمشق -سوريه24
أعلن “الليث حجو” في تغريدة له على تويتر أن فيلمه “الحبل السري” بات ضمن القائمة الرسمية لمهرجان مالمو للسينما العربية بدورته التاسعة (4-8 تشرين أول القادم) في السويد.
الفيلم الذي كتبه “رامي كوسا” وأنتجه الاتحاد الأوروبي مع شركة “سامة” بالتنسيق مع منظمتي “مدني” و”البحث عن أرضية مشتركة”، اعتمد معادلة سينمائية من نوع السهل الممتنع، تقوم على تأصيل الواقع فنياً، بالاتكاء على التكثيف في كل شيء، وضخّ المعنى في جميع التفاصيل.
يحكي “الحبل السري” عن زوجة حامل “نانسي خوري” تعيش مع زوجها “يزن الخليل” في منزلهما على خط النار، محاصران بالحدود التي يرسمها القنّاص، لدرجة يمنعهما من تقطيع الشارع للانضمام إلى جيرانهما، فيصبح حبلٌ مشدودٌ على بكرتين بمثابة وريد لحياتهما.
الموت والدمار يحيط بالزوجين، ومخاض مبكر يصعِّد الدراما إلى حدودها القصوى، لاسيما مع عدم رحمة القنّاص، رغم جميع توسُّلات الزوج بالسماح لهما بتقطيع الشارع فقط. هذه الأزمة الوجودية المتزامنة مع إرادة الحياة، جعلت الأب ينجح في تطبيق تعليمات القابلة “ضحى الدبس”، وتوليد زوجته في صندوق سيارته المعطَّلة.
ولعل قطع حبل السّرّة وصرخة حياة البنت المولودة جاءت كمعارضة وجودية بين حصار الموت المفروض والانعتاق نحو الحياة، وفق مقاربة سينمائية استطاعت أن تنقل لنا بحساسية عالية حالة الولادة التي أدَّتها باقتدار “نانسي”، و”يزن” المتمكِّن من أدواته فأبدع برسم الانطباعات المختلفة على وجهه بعدما تحوَّل بفعل الضرورة إلى “قابلة قانونية” لزوجته.
بعد الولادة ومباركات الجيران استطاع الزوج من إصلاح سيارته وكنوع من رد الاعتبار للمتألمين مكَّن السيناريست “رامي” الزوجَ من إصلاح سيارته، ليكتب على غطائها القماشي رسالةً بأن زوجته قامت بالسلامة مع شتيمة لائقة بقلّة وجدان القنَّاص وعدم إنسانيته، ثم يدفعها لتصبح في مرمى بندقيته غير عابئ برسائل النار التي تلقّاها بلور السيارة وجسدها المعدني.
الشتيمة هنا جاءت تعبيراً عن التحرر من الضغط النفسي الهائل الذي عايشته الشخصيات ضمن الظرف والموقف البذيء الذي وضعهما فيه القناص، وفسحة تسمح لمشاعر الزوج بالتألق، دافعةً للتعاطف مع ابتسامة المُتألِّم والمُنتَصِر على الموت، ونكايةً في مُسبِّبه.
يذكر أن الفيلم افتتح عروضه في مهرجان الجونة السينمائي، ونال جائزة أفضل سيناريو في مهرجان “كورت ميتراج دوش” بنسخته الثامنة في فرنسا، وعرض في العديد من المهرجانات العربية والدولية.
قد يهمك أيضًا: