دمشق -سوريه24
يسكن المسرح في خبايا روح ووجدان الكاتب المسرحي سمير عدنان المطرود ويجد في الحياة كلها خشبة يمكن أن نخاطب العالم منها ونسقط عبرها صفحات من تاريخنا بلغة يزاوج فيها الشعر والدراما والواقع والخيال.
المطرود في مقابلة مع سانا أوضح أن المسرح نشأ في بلادنا قبل الإغريق فالسوريون أصحاب الأبجدية الأولى والحرف والنغم والقصيدة والنسيج والسفينة وسنبلة القمح والمحراث الأول ومن بلدنا انطلقت مشاعل الحضارة مبينا أن كلمة إغريق تعني باللاتينية السوريين الوافدين من شمال سورية إلى “اليونان” إبان احتلال داريوس بابل في القرن الخامس قبل الميلاد حيث نقلوا معهم الحضارة ومن ضمنها المسرح الذي كان عبارة عن ابتهالات دينية تحولت لاحقا إلى ملاحم شعرية كالإلياذة والأوديسة.
وأشار المطرود إلى أن المسرح في نشأته العربية الحديثة أخذ اتجاهين الشعبي على يد أبي خليل القباني والنخبوي على يد أحمد شوقي فكان شعرا عموديا للطبقة الأرستقراطية المثقفة في المجتمع ثم تطور مع الحداثة الشعرية ليكتب شعرا حرا على يد صلاح عبد الصبور ومعين بسيسو وسواهما.
وبين المطرود أن المسرح هو معيار لحضارة الأمة ورقيها وثقافتها مشددا على دور المراكز الثقافية في عملية الانتقاء واختيار الجيد من العروض على خشباتها للمساهمة في تطور المشهد الثقافي.
وقال مؤلف مسرحية “المعري رهين المحابس”: “من واجبنا تبني المواهب الحقيقية وإعطاؤها الدعم وخاصة أنه بعد سنوات الحرب الإرهابية نشأت أصوات إبداعية جديدة جديرة بالاهتمام” داعيا في الوقت نفسه إلى “ضرورة تبني النصوص المحلية لأنه لدينا كتاب متميزون والحد من حضور النصوص المترجمة”.
المطرود الذي نوه بالدور الجيد لمديرية المسارح والموسيقا مع أهمية تعميقه مستقبلا بين أن الكاتب المسرحي يجب أن يعرف في التاريخ والجغرافيا والشعر والفن التشكيلي والديكور وعلم النفس وإلا كيف سيقوم ببناء شخصياته على خشبة المسرح مشيرا إلى أن المسرح وجد ليمثل على الخشبة وليس ليقرأ في كتاب وحين يطبع فالهدف حفظه كأدب مسرحي كي لا يضيع.
ولفت المطرود إلى أن الشعر عنصر أساسي في المسرح كما عند الرحابنة لذلك يجد في الشعر متنفسا له وهو يميل إلى الحداثة في الشكل والمضمون رغم أنه يميل إلى النزعة الصوفية لما تحتمله من تأويلات وهذا جانب تشترك به مع الرؤية الحداثوية للشعر.
ووجد مؤلف مجموعة “أغنيات لوردة الضوء” فيما كتبه جبران والماغوط وقباني وسواهم تجديدا لمن سبقوهم لذلك على الشعراء المعاصرين تقديم الجديد وكسر القوالب والبحث عن الإناء القادر على حمل أوجاعنا ونقل معاناتنا فأي شكل يستطيع أن يبث أحاسيسنا سيكون مناسبا وجميلا وشكلا شعريا.
وحول شعر الومضة لفت إلى أنه موجود في الشعر العربي بأسماء مختلفة منها التوقيعة كما أطلق عليه طه حسين ونظيره في الحياة اليومية الشاهدة التي تكتب على القبور وتضم أبياتا مختزلة لفكرة واسعة.
واختتم المطرود حديثه بالقول: “علينا أن نكتب وبعد ذلك يأتي دور النقد كما كتب الشعراء قصائدهم قبل الخليل ثم جاء ووضع القواعد والبحور فالشعر هو وجع الروح”.
يذكر أن سمير المطرود درس اللغة الإنكليزية في جامعة دمشق ثم درس في المعهد العالي للفنون المسرحية وله عدد من المؤلفات منها “الحقيقة يا بغداد” و”الغريب والقريب” و”آلام قمر القرية” و”نسمة عطر آدم وحواء” وغيرها وفي الشعر ملحمة شعرية بعنوان “وقرباني” ومجموعة شعرية بعنوان “تراتيل المسافات المضطربة” وسواهما من المخطوطات قيد الطباعة.
قد يهمك أيضًا: