مدير متحف الأرميتاج ميخائيل بيوتروفسكي

جدد مدير متحف الأرميتاج الحكومي الروسي ميخائيل بيوتروفسكي، عزمه على تقديم المساعدة في تدريب الكوادر المتخصصة للمساعدة في ترميم الآثار والمتاحف في سورية.

وقال بيوتروفسكي في حديث خاص إن "متحف الأرميتاج (أكبر متاحف روسيا) جاهز لاستقبال أي قطع أثرية سورية تحتاج إلى الترميم، لكن في الوقت الحالي لن نستقبل أي قطعة لأن الوضع حساس".

سؤال: قلتم أكثر من مرة إن متحف الأرميتاج جاهز لتقديم مساعدة في ترميم الآثار والمتاحف السورية، وأنكم تنتظرون وصول كوادر من جميع أنحاء العالم لتدريبها على العمل لاحقا في سورية؟

بيوتروفسكي: هناك أمران.. نحن فعلا جاهزون لاستقبال قطع للترميم، لكن لن نستقبل أي قطعة في الوقت الحالي لأن الوضع حساس.. سنقوم بتدريب الأخصائيين في الترميم.. أعتقد أن العملية تباطأت لأسباب سياسية.. لدينا دعوة: وهي أن سورية بحاجة لحملة دولية ويجب أن تترأسها اليونيسكو، أما إن وقع العمل بشكل جزئي فلن يحصلوا على أي نتائج أو ستكون هذه النتائج قليلة للغاية.

وأضاف: "أثناء التحضير لبناء سد أسوان في مصر، كان هناك خطر غرق جزء كبير من البلاد، وفي هذه المساحات كانت هناك آثار فريدة، شكلت حملة خاصة من اليونيسكو ومن خبرائها، وفكروا حينها ما الذي يمكن فعله، ثم قرروا أن هذه النصب الأثرية يمكن نقلها، وبشكل عام استطاعوا إنقاذ ما كان يجب إنقاذه"... "حينها لم يكن أحد يعترف بمصر، فحكومة عبد الناصر أعترف بها عدد قليل من الدول. والوضع السياسي كان معقدا للغاية. لكن مظلة اليونيسكو سمحت للناس بأن يوحدوا جهودهم وينجزوا واحدة من أهم الحملات الثقافية المشتركة في القرن العشرين". "والشيء ذاته، نحن نحاول أن نفعله في سورية من أجل سورية، لكن إلى هذه اللحظة لم نستطع تحقيق شيء فهناك كم كبير من الساسة.. بعضهم يقول إنه لن يذهب أحد طالما ما بقي هذا النظام أو ذاك النظام موجود، وآخرون يقولون إنهم سيذهبون إلى هناك بأنفسهم.

وشدد بيوتروفسكي، على "ضرورة توحيد الجهود"، وقال إن "الأرميتاج يحاول القيام بذلك، فبإمكاننا أن نقدم المساعدة في القيام بهذا العمل. لكن يجب تشكيل هيكلية من الخبراء، والذين بإمكانهم تنسيق هذا العمل لكي يكون دوليا وليس من روسيا أو من السعودية أو عمان أو جهة أخرى".

وأكد الخبير الروسي على أن "العمل ليس سهلا. فلدينا اتفاقية مع اليونيسكو واتفاقية أخرى مع صندوق آغا خان وسنحصل على اتفاقية مع الحكومة السورية. فإذا وحدنا كل هذه الاتفاقيات حينها يمكن أن نحصل على مبادرة هامة، فسوريا وإرثها الثقافي، تدور حولها اضطرابات سياسية. لذلك فإن هذا المنتدى يجب أن يظهر أن الثقافة فوق السياسة وفوق كل التناقضات السياسية المختلفة".

وختم قوله: "حين يجري الحديث عن الثقافة يجب أن نبتعد عن الأمور الأخرى.. نحن نسعى للقيام بهذا.. إذ المنتدى جمع أناسا على المستوى السياسي ليسوا متقاربين تماماً ولكن هنا الثقافة وهنا يجب على الجميع أن يكونوا معا".