الشاب سامح يتحدى إعاقاته بالفن

إعاقات سمعية ونطقية وجسدية لم تقف عائقا أمام موهبة سامح الشحف الفنية التي ظهرت بالفطرة منذ طفولته جراء تأثره بوالده الهاوي للرسم وتطورت لتثمر عن أعمال لاقت استحسان متذوقي الفن التشكيلي.

أعمال سامح التي يقضي أوقاتا في إنجازها ضمن غرفة صغيرة بمنزله في مدينة شهبا بالسويداء تجمع بين اللوحات المرسومة وأغلبيتها بالألوان الزيتية والمجسمات الفنية إضافة لكتابة الأسماء بأشكال فنية وهندسية.

وتعكس أعمال سامح ما لديه من أفكار يعجز عن التعبير عنها بالكلام لكنه يقدمها عبر أعماله التي تحظى باهتمام من يشاهدها لامتلاكها وذلك كما يقول والده رزق في حديثه لـ سانا.

ويضيف رزق أن ولده الذي شارك بالعديد من المعارض داخل المحافظة وخارجها يندمج كثيرا بالعمل الفني دون أي ملل ولديه خيال واسع وبعد نظر في كل ما يقوم به ومهارات فنية تضاف لإتقانه مهنة التنجيد التي يعمل فيها حاليا.

مدرس الفن التشكيلي حسين الحج يصف سامح بالفنان المبدع الذي كان طالبا متميزا في مركز الفنون التشكيلية التابع لدائرة المسرح المدرسي بمدينة شهبا لافتا إلى إبداعاته الفنية وإجادته استخدام الألوان المعبرة واختيار عناصر لوحاته بقدرة عالية مع تقديمه تكوينات للأسماء بصيغة فنية ودمجها بالطبيعة وحبه لوطنه الذي دفعه لإنجاز تصميمات مميزة بأسماء شهداء مدينته وتقديمها كهدايا لأسرهم.

ويشير الفنان التشكيلي الشاب بشار صعب إلى أن سامح تحدى واقعه وعبر عن نفسه من خلال الفن وتميز باستخدامه للألوان الحارة التي تعكس قوته الداخلية وإرادته لتجاوز إعاقاته وامتلاكه جرأة في استخدام الريشة و خيالا خصبا لإنجاز لوحاته.

ما يجمع عليه أصحاب الاختصاص يؤكده مدير معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية في محافظة السويداء إسماعيل خيو والذي يبين أن سامح درس بالمعهد حتى نال شهادة التعليم الأساسي وكان أبرز المواهب الفنية فيه ولفتت أعماله نظر زائري المعارض التي كانت تقيمها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل سنويا وتم تعليق لوحاته تحفيزا له ضمن مدخل المديرية وقاعة الرسم بالمعهد.

ويبقى سامح واحدا من الشباب السوري المتميز الذي قهر أصعب الظروف بما يؤكد إرادة الحياة لديه وقدرته على العطاء والإبداع.