دمشق - سورية 24
يقتصر في قصائده على الشكل التقليدي فهو لا يعوم إلا في بحور الشعر على عبارات لغوية شراعها القوة والجزالة من دون أن يكون الشاعر فوزات زهر الدين صوتاً لأحد أو تكراراً للسابقين متميزاً في شعر الحكمة والفلسفة.الشاعر زهر الدين ابن السبعة والسبعين عاماً يبين في حديث لـ سانا أن تجربته مع الشعر بدأت قبل 57 عاماً عندما كتب قصيدة بعنوان “الأم جنة الدارين” بمناسبة عيد الأم متأثراً برحيل أمه وهو طفل.
ورغم هذا المشوار الطويل مع الشعر فأن زهر الدين لم يطبع قصائده في ديوان إلا قبل تسع سنوات عندما صدر له ديوان عشق الحروف والذي طبع مرة ثانية معدلاً ومزيداً موضحاً أنه ضم ما يقارب 70 قصيدة تجمع بين الوطنية والتربوية والاجتماعية والروحية وأن عنوانه جاء من إيمانه بأن الحرف والكلمات “كائنات حية عند من يعقلون”.
ما يميز زهر الدين إجادته في توظيفه شعره بالوقت الصحيح والمناسب حيث يجد بالشعر صديقاً صدوقاً يدفعنا إلى تقويم إنتاجنا الفكري والروحي.
ولا يخفي زهر الدين تأثره بشعراء كبار أمثال المتنبي والمعري وجبران خليل جبران وشعراء الأندلس كما يسعى دائماً لأن يظهر في قصائده معاني الوطنية وحب الوطن.
كما يتبدى في قصائد زهر الدين شغفه بالعربية الفصحى فخصها بأكثر من قصيدة منها أفصح اللغات كما أن الصبغة الروحية طابعة على أشعاره التي تدخل آذان من يسمعها بلحن مستمد من الفضائل الإنسانية وفلسفة الحياة مبيناً أن أكبر جائزة يحصدها الإنسان هي إعجاب ورضا القراء ومحبة الآخرين التي يكللها بتواضعه فجاءت قصيدته التواضع مفتاح السماء خير دليل على ذلك.
ما يكتبه زهر الدين يترافق مع ذاكرة متقدة تحفظ الكثير من القصائد والحكم والمعاني النبيلة إضافة لشغفه بالمطالعة من خلال مكتبته التي تضم مؤلفات ومعاجم كثيرة وينظر إليها كأنها معبد يقدس الحرف.
يذكر أن الشاعر فوزات زهر الدين من مواليد بلدة شقا بالسويداء عام 1943 ويحمل إجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية من جامعة دمشق ودبلوم التأهيل التربوي كما عمل في سلك التعليم وفي الإدارة المدرسية وشارك بالعديد من الأمسيات الشعرية في دمشق والسويداء وطرطوس
قد يهمك ايضا
كتاب" معايير الشعر في الغرب " عرض لمحطات وحركات أرست قواعد علمية للنقد