دمشق -سوريه24
سنوات طويلة قضاها الفنان التشكيلي السوري الراحل محمد ناجي العبيد في رصد مختلف جوانب ومظاهر الحياة بالأحياء القديمة من المدن أو الأرياف والبوادي باستخدام تقنيات الرسم الزخرفي الفولكلوري والتصوير الشعبي.
واستطاع العبيد ترك إرث تشكيلي وصل إلى أكثر من 6000 لوحة رسمها عبر سنوات إبداع طويلة بدأت منذ طفولته ليشارك بعدها في أوائل المعارض السنوية في خمسينيات القرن الماضي ثم حجز العبيد مكاناً لنفسه في سوق المهن اليدوية في دمشق أحد أهم معالمها وأعرقها حيث كان هذا المكان مقصداً لمحبي هذا الفن ليستمتعوا بأعمال الفنان الذي يرتدي نظارات سوداء ولا يخلعها عن عينيه أبداً.
ورغبة منها في إحياء إرث العبيد استضافت صالة الفن المعاصر بدمشق معرضاً استعادياً للوحات هذا الفنان الكبير تعكس أسلوبه الذي يميل إلى التكعيبية والرمزية والواقعية بأسلوب أقرب إلى الأعمال الشعبية وأحياناً يستلهم من اللوحات الاستشراقية.. ونرى في أغلب اللوحات صورة وجه أنثوي يرتاح على خلفية تشتمل على أشياء مما يستعمله البدو أو سكان القرى أو على زخارف هندسية.
ويلاحظ في اللوحات أن الفنان العبيد ألغى البعد الثالث فيسطح العناصر ويحيطها بخط أسود كما يلجأ أحياناً إلى الخط العربي ليغني لوحته ويصور أحياناً الأيقونات المسيحية أو يخط أقوالاً وجملاً يستقيها من الكتب الدينية ومن أقوال الشعراء.
الفنان التشكيلي الدكتور محمود غنوم وصف تجربة الفنان العبيد بالمهمة لأن صاحبها اجتهد كثيراً وعلم نفسه بنفسه وكان مجتهداً وعمل بإخلاص إضافة إلى أن تجربته لها جماهيرية ولوحاته تقتنى لأنها قريبة من الناس.
ولفت غنوم إلى أن العبيد كان أصيلاً استفاد من موهبته في الخط فمزج بينه وبين التشكيل كما كان من أعضاء جمعية أصدقاء الفن واتسم بغزارة الإنتاج فقدم على مدى سنوات عمره الطويلة عدداً كبيراً من اللوحات وبقي يرسم حتى آخر أيام حياته.
يذكر أن ناجي العبيد أحد رواد الفن التشكيلي السوري وهو من مواليد دير الزور 1918 حاصل على وسام الاستحقاق السوري عضو مؤسس في نقابة الفنون وحائز العديد من الجوائز وشهادات التقدير له لوحة مقتناة في المكتبة الوطنية بباريس وقدمت عن أعماله أطروحات لنيل شهادات الدكتوراه في دول عربية وأوروبية.
قد يهمك أيضًا:
نجمة تعود إلى الجزء الرابع من الهيبة اليكم المفاجأة!
أنجيلا بشارة طليقة وائل كفوري تكشف للمرّة الأولى عن حقائق صادمة