دمشق - سورية 24
ينطلق كتاب “تأثير الحضارة السورية على الحضارة المصرية خلال عصر الدولة المصرية الحديثة 1575-1087” للدكتورة لينا محسن من الدور التاريخي الذي لعبته الحضارات العريقة في سورية بوصفها مؤثرة وفاعلة في حضارات جوارها الجغرافي.
وتتوقف محسن عند عصر الدولة المصرية الحديثة عندما غزت مصر بلاد الشام حتى نهر الفرات وما صاحب ذلك من انفتاح حضاري وتمازج بين الشعبين المصري والسوري أدى الى تأثير وتأثر متبادل بين الحضارتين مبينة أن التأثير السوري في الحضارة المصرية طال مختلف جوانب الحياة الأدبية والفنية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية معتمدة في ذلك على النقوش والرسوم التي خلفها المصريون القدماء على جدران المعابد.
ويشرح الكتاب اثر التوسع المصري في سورية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي والتي احدثت تغييرات طالت نمط حياة الشعب المصري فشهد عصر الدولة المصرية الحديثة عددا من الزيجات المختلطة أدت إلى تغييرات ظهرت في السحنة البشرية للمصريين كذلك ادى ادخال السوريين إلى مصر إلى تغييرات في بنية المجتمع وفي بنيته العمالية.
ومن الناحية الاقتصادية عاشت مصر آنذاك حالة من الرخاء والثراء نتيجة انتعاش اقتصادها وتدفق الثروات والاموال على الخزينة المصرية ودخول انواع جديدة من النباتات لم يكن يعرفها المصريون الأمر الذي أثر في الزراعة والتي أيضا دخلت في اللوحات الجدارية للمعابد المصرية كعنصر تزييني جديد.
وفي المجال الثقافي يشير الكتاب الى المفردات الجديدة التي أدخلت على اللغة المصرية القديمة ومصطلحاتها كذلك نقل السوريون الذين استقروا في مصر ثقافتهم ومعتقداتهم الدينية فانتشرت عبادة الآلهة السورية في مصر وعبدها المصريون القدماء كما لو كانت آلهتهم.
اقرا ايضا
الشاعر محرز يرسم بالكلمات لوحة القصيدة وبالألوان قصيدة اللوحة
وفي المجال العسكري استخدمت الاسلحة السورية كما تمت الاستفادة من التكتيكات العسكرية التي اعتمدتها التنظيمات العسكرية السورية في التنظيم العسكري المصري.
أما في الفنون من نقش ونحت فاثر الانفتاح الثقافي والغنى والثراء الذي اصاب مصر بعد توسعها في سورية على مختلف انواع الفنون في مصر مع احتفاظ فن العمارة المصرية بالتاثير المباشر.
يذكر أن الدكتورة لينا محسن باحثة في تاريخ الشرق القديم واستاذة جامعية حاصلة على الدكتوراه في تاريخ مصر القديمة وحضارتها وهي عضو هيئة تحرير مجلة دراسات تاريخية صدر لها كتاب تاريخ مصر القديم.
والكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 456 صفحة من القطع الكبير.
قد يهمك ايضا
مبدع وناقد في مكتبة الأسد يستضيف الشاعرة أسمهان الحلواني
تعزيز ثقافة المقاومة في الأدب خلال مؤتمر اتحاد الكتاب السنوي