دمشق ـ سورية 24
عاشت الفنانة التشكيلية الشابة دعاء البسطاطي حياتها دون يدين من غير أن يمنعها ذلك من ممارسة شغفها بالرسم فمن عمر عشر سنوات حددت هدفها وانطلقت نحوه مختارة الريشة والألوان كلغة تواصل بينها وبين العالم وكأسلوب تعبير عن الذات والروح فكانت قدماها هما البديلين حتى وصلت مساء اليوم لتقديم معرضها الفردي الأول في ثقافي كفرسوسة.
المعرض تضمن 33 لوحة بتقنية الرسم على الزجاج تنوعت في مواضيعها بين الطبيعة والمنظور لحارات دمشق القديمة والبورتريه وبأحجام كبيرة وبأسلوب واقعي تعبيري كما عرضت الفنانة مشروع تخرجها من كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية والذي جسد حياتها ومعايشاتها اليومية مع فرضية أن يعيش الإنسان ليوم واحد وهو مكبل اليدين وهذا ما قالت عنه إنه أمر مستحيل لشخص لم يعتد هذه الحالة مثبتة قوتها وإصرارها وقدرتها على التحدي للوصول إلى هدفها.
وعن قصتها مع الرسم قالت التشكيلية دعاء في تصريح لـ سانا “الرسم يعني لي كل شيء في الحياة فهو صديقي من عمر العاشرة ومن خلاله أعبر عن رؤيتي للحياة وعن حالتي وما يجول في داخلي من أفكار وأحلام لا أستطيع أن أفسرها إلا بالرسم” مبينة أنها ترسم لترضي شغفها أولا وأخيرا وفي أوقات متباعدة نسبيا.
الفنانة الشابة التي عملت لشهرين متواصلين في الإعداد للمعرض أضافت “أرسم بكل التقنيات والأساليب ولكن تقنية الرسم على الزجاج هي الأقرب الي لما يتمتع به الزجاج من شفافية قادرة على أن تعكس ما بداخلي من أحاسيس ومشاعر” لافتة إلى أن رسمها لحارات دمشق نابع من محبتها لهذه المدينة أما الطبيعة فهي التي تعبر عن عوالمها الداخلية بما تحويه من ألوان متداخلة بجمال فطري.
دعاء المولودة عام 1990 أوضحت أن كل من حولها يشجعونها على العمل الفني ويتعاملون معها كفتاة طبيعية لا ينقصها شيء وهذا ما تمارسه في حياتها بكل تفاصيلها اليومية مؤكدة أنها تحاول أن تصل من خلال رسوماتها إلى العالمية التي تحلم بها.
الأب الياس زحلاوي الذي حضر افتتاح المعرض قال “دهشت بموهبة الفنانة دعاء عندما تعرفت عليها بأحد المعارض ودهشت أكثر عندما علمت بوضعها وأنها ترسم بقدميها فهي فنانة مبدعة وصاحبة إرادة قوية وعزيمة صلبة ويجب أن تكون قدوة للكثيرين من الأصحاء الذين لا يحسنون استخدام ما لديهم من ملكات ولا يقدمون للحياة أي قيمة إيجابية”.