دمشق-سانا
تمزج الشاعرة عبير عبد اللطيف حبيب في مجموعتها الصادرة حديثاً بعنوان (لفحات من جمر) بين شعر الشطرين ونصوص نثرية تذهب معظمها لتصوير سمو الشهداء والحزن الذي يعتري الشاعرة على ما آل إليه وطنها جراء الحرب الإرهابية فضلاً عن قصائد وجدانية وغزلية.
النصوص التي قدمتها حبيب تزخر بالعاطفة ولا سيما التي يهيمن عليها الألم دون أن يحيلها إلى الانكسار والاستسلام لأن أبناء سورية ينتفضون لأجلها فقالت على تفعيلات البحر البسيط في قصيدة بعنوان “أبكي بلادي”..
“أبكي بلادي وأبكي كل ما فيها
أبكي السواري وقد جفت مآقيها
لكننا ودروب الحق تندهنا
مهما ادلهمت فإن الحق يضويها”.
ولأن الشهداء أسمى البشر وأكرمهم فإن الأرض تتشوق لتحتضنهم كما عبرت عن ذلك حبيب في قصيدة “شقائق وسنابل”..
“إقبلي يا أرض قربان رجانا
من شغاف الروح من حمر الزنابق
فارتوي يا أرض أطيابا وطهرا
خبئيها واحجبي عن كل مارق”.
وحينما تتقصد الشاعرة حبيب الغزل فإنها تجيء بعبارات رقيقة مفعمة بروح الأنثى العاشقة والوصف الحسي عبر قواف مبسطة وعفوية تتلاءم مع موسيقا الشعر كقصيدة دجى عينيه التي تقول فيها..
“من ليل عينيه جمعت جمان
كلآلئ سود ببحر جمان
فغزلته حلما تأنق حسنه
خصلات شعر أسود فتان”.
المجموعة الصادرة عن دار أمل الجديدة تقع في 138 صفحة من القطع الكبير وتضم قصائد ترسم فيها حبيب رؤيتها لما حولها وصولاً إلى رؤى كونية.
وصدر للشاعرة عبير عبد الطيف حبيب سابقاً أربع مجموعات وهي (قطرات من الروح) و(فضاءات) و(قطوف من الأيام) و(أهازيج البقاء).