دمشق - سورية 24
الشاعر سامر محمود الخطيب واحد من أهم شعراء الجيل الجديد في سورية حاز عدة جوائز عربية يكتب الشعر بغزارة وتنوعت قصائده بين الوجداني والوطني والغزلي والصوفي والإنساني والكثير من شعره في سنوات الحرب الإرهابية للوطن والشهداء ولديه عدة مجموعات شعرية منها…مقاطع مبعثرة وهواجس وأجراس وطقوس مهرجانية.
يحافظ الخطيب على عمود الشعر وموسيقاه وقوافيه ويرى أن التجديد من الأفضل أن يكون من داخل القصيدة ويتسم شعره بعذوبته ورقته وشفافيته العالية.
سانا التقت الشاعر الخطيب وكان لها معه الحوار التالي:
س: في شعرك ميل عميق للصوفية بما تعلل ذلك؟
الصوفية تتعلق بالفطرة والثقافة والبيئة والتكوين الروحي المطبوع بالوجدان وهي حالة تمتلكني مهما حاولت الهروب منها ما يدل على أنها جزء جوهري في تكويني الروحي والفكري والتعبيري.. هي أنهار لا يمكن إيقافها في سلسبيل المشاعر والحروف.
س: هل حالة العشق التي تتحدث عنها في شعرك لها دلالات أخرى؟
هي أجنحة طائرة واتجاهات غير محددة ولا يمكن وصفها ولا تحديدها.. فلكل يوم لها مستوى تحليقي ومستوى امتدادي فهي تتحرك أفقياً وشاقولياً وفي كل الزوايا.
س: ذكر الخمرة في شعرك الصوفي هل له دلالات أخرى؟
هي حالة دلالية فمرة تعني الإشراق وتجاوز الحالة الهيكلية ومرة تعني الفكر العذب أي أنها غير محددة بكأس هي ما يعتقه القلب والفكر والوجدان وتسكبه الشفاه والدمع والحرف في حبر الجمال.
س: وبالنسبة للعشق المحسوس أليس له مكان في شعرك؟
نعم وكل عشق في هذا الكون وفي العالم الجوهري هو حالة سمو.. الجمال والحب حالة روحية أقرؤها في الطائر والنبع والوطن والأنثى وكل ما أتفاعل معه من حولي.
س: وماذا عن شعرك في شهداء الوطن وفي الحرب على سورية؟
قرأت الأزمة في سورية بعقلي وعاطفتي بكل جوانبها.. كتبت عن الشهادة بحالتها العميقة التي تسمو بنا وبالوطن وتجسد عظمة أبناء الوطن الشرفاء.. تكلمت عن سلبيات الأزمة وتجارها ومستغليها وعن جذورها التاريخية وامتداداتها.. هكذا يجب أن نتعامل مع الأزمات فكراً وقلباً ووجداناً وإنسانية واستراتيجية.
س: ماذا عن دور المثقف عموما والشاعر خصوصا في شحذ همة المقاتل ورفع المعنويات؟
الإضاءة على الإشراقات والانتصارات والتأكيد عليها واستنهاض الهمم واجب فكري وواقعي أيضاً.. القلم هو دم ونبض جديدان.. وبندقية وجود ومدفع عزيمة وطائرة انتصار.. ودوره لا يقل أهمية عن سلاح المعارك وحربنا كانت حربا إعلامية فكرية أولا وهذا ما عملت عليه بكل الوسائل الممكنة في قصائدي.
س: ما رأيك بالمشهد الشعري اليوم؟
يحمل الكثير من التناقضات.. يوجد مبدعون ومثقفون ولكن الحالة العددية طاغية والتنظيم والمرجعية مفقودة والمنابر أصبحت هاجسا للظهور لا لقوة الحضور.. هناك إمكانية لتكريس مشهد شعري فاخر في حال تبنيه بشكل حضاري بمرجعية ثقافية يكون همها رفع المستوى الأدبي في سورية.. هناك شعراء كبار بحاجة لأن يأخذوا دورهم في هذا الوطن الجريح.
س: لماذا لا يوجد اليوم شعراء يرقون إلى مستوى شعراء القرن الماضي؟
لأن الثقافة في القرن الماضي كانت أولوية في المجتمعات والآن أصبح الهم المعيشي أكبر والثقافة الشعبية بأرضيتها أقل.. لم يعد الشعر هاجسا كما القرن الماضي من الناحية الإعلامية ومن الناحية الشعبية ومن ناحية اهتمام المؤسسات المعنية.
س: هناك دخلاء يخطئون في النحو والمعنى والوزن.. ترى كيف يصلون إلى المنابر؟
هناك محسوبيات وأساليب متعددة ورعاة للمصالح وتجار أدب وشعر وفكر ومال.
س: مهما تعددت مدارس الشعر هناك علامات فارقة تجعل منه شعراً أو لا شعراً، ما أهمها؟
أولها الشعر يجب أن يحمل قضية وهوية مركز دائرتها الإنسانية والحب.. ثانيها الابتكار والتجدد وعنصر الدهشة والفطرة التي هي الأساس لكل ما سبق
قد يهمك ايضا