الفنان السوري شادي جميل

يتفرد المطرب شادي جميل عن سواه من مطربي حلب بأنه قدم تراث عاصمة الطرب العربي الأصيل ممزوجاً بنمط خاص اختطه لوحده بالتعاون مع عدد من الشعراء والملحنين ولا سيما أبناء الشهباء.

ندوة أماسي الشهرية خصصت نسختها الـ 25 للحديث عن مسيرة هذا المطرب تحت عنوان (الطرب بين الموروث والمعاصر ..المطرب شادي جميل) وذلك في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.

وشكلت الندوة مناسبة لوزارة الثقافة لأن تكرم المطرب جميل بشهادة ودرع تقديري لعطائه الموسيقي والغنائي في دعم الأغنية السورية المعاصرة ثم تحدثت الفنانة التشكيلية رباب أحمد مديرة ثقافي أبو رمانة عن الإضافة التي حققها للغناء في سورية والوطن العربي ولا سيما في الغناء الوطني خاصة أن لجميل العديد من الأعمال التي خص بها مدينته حلب ووطنه سورية.

وعرض معد الندوة الإعلامي ملهم الصالح لمحطات من حياة شادي جميل واسمه الحقيقي جورج جميل جبران وولادته في حلب عام 1955 وتتلمذه على أصول الغناء والتراتيل في الكنيسة وتعلقه بالموشحات الأندلسية حيث درسها وتعلم رقصة السماح وجمعه في دراسته للألحان البيزنطية وأحكام تجويد القرآن الكريم والأناشيد الصوفية متوقفاً عند التعاون الذي أرساه جميل مع كبار الشعراء والملحنين الحلبيين أمثال الشعراء نظمي عبد العزيز وصفوح شغالة وعمر البابا وأنطوزان مبيض والملحن فتحي الجراح حاصدا جوائز محلية وعربية.

بعدها تحدث المطرب جميل مستعيدا لذكرياته مع الغناء والموسيقا وتأثره بتراث حلب الغنائي وأعلامها الكبار والصعوبات التي اعترضت طريقه ولا سيما موقف أسرته الرافض آنذاك لأن يصبح مغنياً وعمله في مهن متعددة مشيراً إلى أنه لاحظ أن أغلب المطربين السوريين في تلك الفترة تأثروا بالمدرسة المصرية في حين اكتفى آخرون بالتراث وعدم التجديد فوجد أن الأنسب صناعة أغنية جديدة ولكن بروح العراقة والأصالة.

ومن هذه التجارب التي نجحت نجاحاً منقطع النظير وحققت كلا الأمرين بحسب جميل أغان مثل يا حبيب ما أنساك وسلطان زماني ويا أم المحرمة وعايل التي غناها مطربون آخرون ونسبوها لأنفسهم وغيرها الكثير التي كان يطلبها دائماً الجمهور العربي في كل حفلاته خارج سورية ولا سيما أغنية “انسى غرامك”.

وأكد جميل أن في سورية ملحنين وشعراء قادرين على صناعة أغنية تحمل هويتنا لافتاً إلى أن الصوت الجميل لا يكفي لصناعة الطرب بل يجب أن يمتلك الثقافة الفنية واللغوية والخامة الصوتية وأن يكون ضليعا بمخارج الحروف مع القدرة على الوصول إلى إحساس المستمع.

قد يهمك ايضا

طبعة عربية من الرواية الصينية "الشيفرة" بعد ترجمتها إلى 33 لغة

علاقة السينما بالأدب والرواية في ملف خاص بمجلة الحياة السينمائية

.