دمشق - سورية 24
تجارب غنية متعددة الموضوعات والتقنيات أبدعها الفنان التشكيلي نبيه بلان خلال مسيرته الفنية الطويلة منتجا حالة جمالية وثقافية تنبض بالمشاعر والأحاسيس.
اشتغل بلان عبر رحلته مع عالم الفن التشكيلي منذ أكثر من 40 عاما على تقنيات وخامات مختلفة انطلاقا من أن الفنان يجب أن يجرب جميع التقنيات كما يبين لنشرة سانا الثقافية مستخدما الزيتي والمائي والفحم والرصاص وغيرها بانسجامها اللوني والخطي والتكوين على سطح اللوحة.
عشقه للفن جعله يختار دراسة الفن التشكيلي في أكاديمية الفنون الجميلة في الاتحاد السوفييتي ليتخرج منها عام 1977 بشهادة الماجستير في الديكور المسرحي والتصوير الزيتي حيث تأثر بالمدرسة الأكاديمية في روسيا ولا سيما في مجال المعالجة اللونية وخاصة مدرسة لينينغراد التي يطغى عليها اللون الرمادي ونقله الواقع الموجود بصورة معبرة ويشير إلى أنه من محبي المدرسة الواقعية لكن ليس بمعناها الحرفي بل بشكل محدث بوضع لمسات انفعالية داخلية وإضافة الحالة الخاصة به كفنان معتبرا أن الطبيعة المعلم الأول للفنان ومنها يستطيع اخذ تجارب لونية وحركية وخطية وجمالية.
مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية اشتغلها بلان وخاصة ما يتعلق بدراسات الطبيعة والبورتريه وجسد الإنسان بطريقة تشريحية أكاديمية دقيقة إضافة إلى لوحات تمثل البيئة والطبيعة في سورية وروسيا مع انعكاس الجانب الاجتماعي والتراثي والوطني في أعماله مجسدا أحداثا وشخصيات وطنية وتاريخية وثقافية ومشاهد تعبيرية تحمل معاني الصمود والبطولة والكفاح فضلا عن تجربة نحتية مع النحات فؤاد نعيم وهي عبارة عن نصب تذكاري لقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش.
جسد بلان في أعماله مسرحيات عديدة منها شهرزاد وألف ليلة وليلة وغيرها انطلاقا من أهمية المسرح لكونه انعكاسا لحياة المجتمع وإغناء لثقافته بما يتناوله من أحداث تاريخية كما سعى أن يعكس الفن الفارسي في بعض أعماله والاستفادة منه وتوظيفه بالعمل المسرحي مع رصد لوحاته أجواء بعض الأساطير والحكايات الشعبية وتميزت بالتنوع والتناغم.
بلان الذي يقضي ساعات طويلة في مرسمه بمدينة السويداء يبين أن للموسيقا دورا مهما في حياته وترافقه أثناء الرسم ليخلق حالة من التناغم الروحي والانسجام تنعكس على جمالية اللوحة إضافة إلى اهتماماته بالمطالعة والفلسفة والوجود والكينونة حيث يرى أن الحوار بين التشكيل والفلسفة ضروري ويكملان بعضهما.
رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء الفنان حمد عزام بين أن بلان من الرعيل الأول من الفنانين التشكيليين بالمحافظة ويتمتع بهدوء وشفافية الفنان الحقيقي وما زال في قمة نشاطه وعطائه وحضوره وتجربته الغنية مهمة جدا بحكم خبرته وريادته ودراسته الأكاديمية.
الفنان ناصر عبيد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية أوضح أن اسلوب الفنان بلان تميز بالواقعية والتأثر بالبيئة المحيطة وبخطوطه الرشيقة وتمكنه من أدواته والسيطرة على مساحة العمل التي تعكس فهما عميقا لما يريده فضلا عن كونه من المتمكنين القلائل في دراسة تشريح الجسم الإنساني إضافة إلى دوره في تدريس الفن التشكيلي.
الفنان التشكيلي نشأت الحلبي بدوره يرى أن الفنان بلان يحاكي الواقع بلغة تصويرية ترقى لان تكون مقياسا أكاديميا في توزيع اللون ودرجته واختيار المكملات الصحيحة في الظل والنور والألوان.
والفنان بلان من مواليد السويداء عام 1948 له 16 معرضا فرديا وشارك بما يقارب ال 150 معرضا جماعيا وله أعمال عديدة مقتناة داخل سورية وخارجها وحاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير وكان نقيبا للفنانين التشكيليين بالسويداء ودرس في كلية الفنون الجميلة فيها لمدة ست سنوات.
قد يهمك ايضا