دمشق-سانا
اختار الباحث والمؤرخ السوري عيد مرعي تاريخ الشرق القديم ولغاته وحضاراته مجالاً لأبحاثه ودراساته فغاص بين ثناياه ووصل حتى العمق حتى أخرج منه أنفس الدرر جاءت على شكل كتب وأبحاث أضافت الكثير إلى المكتبة التاريخية والآثارية العربية.
كما سخر مرعي جهوده للتبحر في اللغات القديمة لمنطقة المشرق العربي بهدف البحث في أصول اللغة العربية وتعزيز قيمتها الحضارية بين لغات العالم .
اختارت وزارة الثقافة تكريمه كأحد المبدعين السوريين ضمن فعاليات يوم الثقافة وكان لهذا التكريم الأثر الكبير في نفسه حسب ما أشار لـ سانا الثقافية بسبب توقيته الذي يتزامن مع ظروف استثنائية تعيشها البلاد بفعل ظروف الحرب الإرهابية.
ويؤكد مؤلف كتاب تاريخ مملكة إيبلا أن هذا التكريم يعطيه دفعاً نحو الأمام للمزيد من دراسة الحضارة والتاريخ انسجاماً مع إيمانه المطلق بأن من ليس له تاريخ ليس له هوية وكل ما نراه اليوم من طفرات إبداعية هي نتاج لحقب متعاقبة من الحضارة.
ولم يكتف مرعي بعمله كمدرس في قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق بل سار إلى جانب التدريس بخطى ثابتة في مجال البحوث التاريخية والتأليف الجامعي وغير الجامعي فلم يكن نتاجه الآثاري المتميز ناتجاً عن فراغ بل كان محصلة لسنوات طويلة قضاها في البحث والدراسة والتي توجت بحصوله على درجة الدكتوراه من جامعة فورتسبورغ بألمانيا عام 1985.
وأثر عودته شغل مرعي منصب رئيس قسم الآثار بجامعة دمشق ما بين 1994-1996 ثم سافر بعلمه فقام بالتدريس في جامعات صنعاء باليمن وجدة والدمام بالسعودية كما عمل أستاذاً زائراً في معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية.
حضور مرعي في المجال العلمي تجلى بدعوته للمشاركة في مؤتمرات وندوات دولية عن تاريخ سورية القديم وتاريخ الشرق الأدنى القديم التي عقدت في سورية والأردن وتركيا وألمانيا.
وكان للتكريم حصة في مسيرة مرعي العلمية ففاز بجائزة محمد كرد علي بالعلوم الإنسانية من مجمع اللغة العربية بدمشق في العام 2016.
أما في التأليف فوضع الكثير من الدراسات والكتب الجامعية وغير الجامعية والتي تمحورت بشكل أساسي حول تاريخ سورية القديم وقوانين بلاد ما بين النهرين وتاريخ الجزيرة العربية القديم واللسان الأكادي وتاريخ مملكة إيبلا وآثارها وعبادة آلهة الخصوبة في الشرق القديم والتقويم وحساب الزمن في حضارات الشرق القديم ومعجم الآلهة والكائنات الأسطورية في الشرق القديم.